علم من مصدر أمنيّ، أن المصالح الأمنية تبحث عن مواطن فرنسي من أصل جزائري يتزعم شبكة لتهجير مواطنين جزائريين انطلاقا من المغرب بواسطة جوازات سفر أوربية مزورة. وأوضح المصدر ذاته أن المصالح الأمنية تمكنت من الوصول إلى المعطيات الخاصة بالشبكة، بعد أن أوقفت ستة مواطنين جزائريين في مطار محمد الخامس كانوا متوجهين إلى فرنسا، مستعملين جوازات سفر فرنسية.
وأكد المصدر ذاته أن الشرطة القضائية في مطار محمد الخامس أوقفت، في الأسبوع الماضي، ستة مواطنين جزائريين دخلوا المغرب بصفة قانونية، بينما كانوا يستعدون للتوجه إلى مدينة مرسيليا الفرنسية بعد أن تم العثور في حوزتهم على جوازات سفر مزورة، مضيفا أنه أثناء جولاتهم في البهو الخاص بتسجيل المسافرين عبر مختلف الرحلات، لاحظت العناصر الأمنية أن ثلاثة أشخاص قاموا بإجراء التسجيل بالرحلة المتوجهة إلى مدينة مرسيليا الفرنسية، ثم بعد ذلك توجهوا مباشرة إلى الشباك الخاص بإجراءات التسجيل للرحلة المتوجهة إلى العاصمة التونسية، وتظهر عليهم حالة ارتباك، ما دفع العناصر الأمنية إلى توقيفهم.
وأشار المصدر ذاته إلى أن التفتيش الوقائيّ الذي خضع له المواطنون الجزائريون انتهى بالعثور في حوزتهم على جوازات سفر مزورة فرنسية وبلجيكية، موضحا أن العناصر الأمنية انتقلت، بعد اكتشافها الجوازات المزورة، إلى مقر شركة الخطوط الملكية المغربية وتم تنقيط جميع المواطنين الجزائريين، سواء المتوجهين منهم إلى تونس أو إلى مرسيليا، فأسفر هذا الإجراء عن التوصل إلى هوية ثلاثة مواطنين جزائريين آخرين تم إيقافهم داخل قاعة الإركاب في المحطة الثانية، بعدما قاموا بختم جوازات سفرهم الجزائرية الأصلية بختم الخروج السليم الخاص بشرطة مطار محمد الخامس. كما تم العثور في حوزتهم بعد عملية التفتيش على جوازات سفر مزورة.
وشدد المصدر ذاته على أنه ومواصلة للبحث واستغلالا لإفادات الموقوفين تم تنقيط جواز سفر مواطن جزائريّ سابع كان برفقتهم، فتبيّـَنَ أنه ختم جواز سفره جزائري الأصلي واستعمله للتوجه إلى العاصمة تونس، فتعذر إيقافه لأنّ الطائرة التي كان على متنها كانت على وشك الإقلاع.
وذكر المصدر الامنيّ نفسُه أن الموقوفين أقرّوا بأنهم دخلوا التراب المغربي بتاريخ فاتح يناير الجاري عبر مطار محمد الخامس بواسطة جوازات سفرهم السليمة وأنهم نزلوا في أحد فنادق الدار البيضاء وحصلوا على الجوازات الأجنبية من شخص جزائريّ يجهلون هويته مقابل مبالغ مالية متفاوتة، تتراوح بين 3000 و4000 أورو، فيما صرّحت مرافقتهم الجزائرية بأنها حصلت على جواز السفر الفرنسي في الجزائر مقابل مبلغ مالي قدره 4200 أورو بواسطة أحد مواطنيها، أخبرها أن شخصا فرنسيا من أصل جزائري، رفقة مواطنة جزائرية يقيمان في أحد الفنادق بالدار البيضاء، هو العقل المدبر لعملية الهجرة غير الشرعية.
واعتبر المصدر ذاته أنه ومن خلال البحث المنجز من طرف الشرطة القضائية تم التوصل إلى أن المرشحين كانت لهم اتصالات بالمنظمين في الجزائر. وقد دخل الأشخاص الستة المغرب يوم فاتح يناير 2013 عبر مطار محمد الخامس بواسطة جوازاتهم الجزائرية السليمة وقاموا بختمها بطريقة قانونية، ودخل العقل المدبر لهذه العملية المغرب رفقة خليلته يوم فاتح يناير 2013 عبر مطار محمد الخامس، قادمَين من فرنسا، أما الوسيط بين منظم العملية والمرشحين فهو المواطن الجزائري الذي غادر المغرب فارا إلى تونس، بعدما انكشف أمر المجموعة، وقد اعترف المرشحون بأنهم سلـّموه مبالغ مالية.
