وتساءلت ماء العينين عن ماهية السياسة ومعناها في ظل صمت هؤلاء الذين صوت عليهم الشعب للتحدث باسمه قائلة : “ما معنى أن تكون سياسيا وتظل صامتا؟ تهدأ الأمور تصمت،”تقربل الدنيا” تصمت صمت القبور؟ ينزف الوطن تصمت، يتألم من أوصلوك الى المواقع حيث أنت، تصمت”.
ولفتت ماء العينين النظر إلى أولئك الذين اختارهم الشعب لتمثيله مخاطبة إياهم : “ينتظرك من وثقوا بك لتدافع عنهم، تختار الصمت والهروب أو قد تلجأ في حالة أسوأ الى التبرير وادعاء أن كل شيء بخير،وأنهم وحدهم المتشائمون من ينتقدون”.
مضيفة بالقول : “بالتأكيد لا يمكن أن يكون هذا الصمت كله حكمة، إلا الحكمة التي تقول “سير جنب الحيط” وتجنب المشاكل، وابحث عن أمنك الشخصي….ففي زمن الانتكاس وانقلاب الموازين، يصبح للنضج والحكمة والرزانة معاني أخرى لست في حاجة الى كشفها لأنها صارت واضحة للجميع”.
وأشارت ماء العينين أن السياسة ليست دائما أمان، بل هي نضال لأجل التغيير، مضيفة بالقول: “الغريب أنه حين تنفك عقدة بعض السياسيين ويتذكرون فجأة أن بامكانهم النطق، ينطقون لينتقدوا الذين يتكلمون ويوجهون اليهم كل الطاقة التي كان من المفروض توجيهها لانتقاد واقع عنيد عصي على التغيير”.
وختمت ماء العينين تدوينتها بالقول: ” ثم نأتي الى البرلمان في عز الأزمة لنتحدث عن دور الأحزاب وأهمية وظيفتها الدستورية في التأطير…..التأطير بالصمت…..نوع جديد من التأطير لا يعرف أسراره الا الراسخون في “السياسة”.