الرئيسية اراء ومواقف غزاة هُم … من لا يلزمون حدودهم

غزاة هُم … من لا يلزمون حدودهم

كتبه كتب في 5 يونيو 2017 - 14:23

رجب ماشيشي / تنغير

 

أمام النقاش المفتعل والسجال القائم بين مجموعة من النشطاء الأمازيغ بالجنوب الشرقي وخارجه، حول مفهوم / لفظة ” الغزاة “، بعد توظيفنا الواسع لها بالعديد من كتاباتنا مؤخراً، للتعبير ” مجازياً ” وفي سياق خاص عن فكرة تاريخية، ترسخت كثيراً في أذهان الأفراد والجماعات، دون الإنتباه لأصلها وتطورها فمغزاها الدلالي تاريخاً وسياسةً، للإقتصار في فهمها من قبَل البعض على الجانب المتوارث استعمارياً، حين الحديث عن الغازي كمستعمر تطأ قدمه وجيشه وسلاحه … تعسفاً أرض غيره من مستعمراته، للإستيلاء عليها واستغلال ثرواتها بقوة وبشاعة ووحشية، تحت ذريعة الدين أو الإقتصاد أو غيره.

لذا فمعالجتنا وتوظيفنا – قصداً – لهذا المصطلح في سياق تاريخي معين، وربطه بمجال جغرافي محدد، ما هو إلا وعي مسؤول ومؤطر لوجهة نظر خاصة، الغاية منها نفض الغبار واللبس عن مجموعة  من الطابوهات، التي لزالت تتحكم في مخيلنا الفردي والجماعي وتحيط بمختلف ممارساتنا وأنشطتنا اليومية، لتسيطر على علاقتنا السوسيو- ثقافية والإقتصادية والسياسية، بصيغة تكاد تجمد وتعقم الروابط التاريخية المتينة وتحد من الرؤية المأمولة، الشيء الذي أضحى سؤالاً محيراً لدى العديد من المنظمات الحقوقية العالمية، وموضوع إهتمامات أغلبية المفكرين والمثقفين والمؤرخين، في تناولهم لقضايا العصر، من قبيل ” صراع الحضارات “؛ ” حوار الثقافات “… ، كما عالجت ذلك وبشكل مستفيض الأنثروبولوجيا الثقافية وعلم الإجتماع اللغوي خاصة، في سبيل دراسة ثقافة الأقليات الإثنية واللغوية في العالم بأسره، لضمان التنوع الثقافي والتوازن بين الحضارات، أمام الغزو الثقافي والفكري والإقتصادي … بين شعوب العالم.

ويعتبر ما عاشته مناطق جنوب شرق المغرب منذ فجر التاريخ إلى اليوم، من غزوات تاريخية؛ ثقافية؛ إقتصادية، إضافة إلى إبادات سياسية، تراكماً وإرثاً جوهرياً عريقاً، ساهم في خلخلة البنى السوسيو – ثقافية والإقتصادية والسياسية وتدميرها، بعد فقدان تام لأنسجة وأنساق محلية خاصة، كانت هي المرجع والحكم، أمام كل إعوجاج وخروج عن القاعدة الأصل، في القرارات والحدود والأعراف …، حتى يعتبر كل خارق لهذه العادات، بتجاوزه حدوده وخطوط حريته، وفقاً للعقد الإجتماعي ” غازياً “.

مشاركة