الرئيسية مجتمع ارتفاع حالات الخيانة الزوجية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي

ارتفاع حالات الخيانة الزوجية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي

كتبه كتب في 2 يونيو 2015 - 09:59

المكانة الكبيرة التي صارت تحتلها مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الإنسان نتجت عنها مجموعة من التغيرات النفسية والاجتماعية التي صار لها تأثير على مختلف العلاقات الإنسانية، ومنها علاقات الزواج والحب، حيث منحت التكنولوجيات الحديثة الفرصة لمن لديهم استعداد للخيانة ليقوموا بذلك دون عناء من خلال غرف الدردشة والكاميرا التي تتيح المحادثة بشكل مباشر، فصارت تلك المواقع وسيلة للقاء افتراضي أولي قبل اللقاء الواقعي بالنسبة للبعض، كما صارت الوسيلة الوحيدة للقاءات التي يقوم بها خلسة الأزواج الخائنون، خصوصا ممن قد لا يتجرؤون على ارتكاب فعل الخيانة في الواقع.
عدد من الدراسات العلمية واستطلاعات الرأي الحديثة كشفت مدى التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على حياة الأزواج، منها دراسة حديثة أعدها مكتب محاماة بريطاني استند فيها على قضايا حقيقية لحالات طلاق كان السبب وراءها إما «تويتر» أو «فيسبوك» أو غيرهما من مواقع التواصل.
الدراسة التي أعدها مكتب «سلاتر أند غوردون» البريطاني ذكرت أن واحدة من كل سبع حالات طلاق يقف وراءها موقع «فيسبوك»، ويشير المكتب هنا إلى كون الموقع صار من أسباب الطلاق الواردة في ملفات الطلاق خلال الخمس سنوات الأخيرة، وذكر في نفس السياق واحد من كل أربعة مستطلعين أن مواقع التواصل الاجتماعي تكون موضوع الخلافات الزوجية التي تحدث بصفة يومية في حياتهم.
من جهة أخرى، وفي الوقت الذي يرتكب الكثير من الأزواج فعل الخيانة بالاستعانة بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، يعمد الكثير من ضحايا الخيانة من الزوجات والأزواج إلى البحث عن أدلة وآثار لخيانة شركائهم على تلك المواقع، وتصل نسبة هؤلاء إلى 14%، وحتى وإن كان البعض يحاولون التغاضي عن الخيانة الافتراضية إذا كانت لا تتجاوز المحادثات وتبادل الصور، فإن ذلك ليس ممكنا للكثيرين، حيث كشف 20% من المستطلعين أنهم يجدون صعوبة في العيش مع شركائهم، وذلك بعد اكتشافهم لمغامراتهم الافتراضية.
في المقابل يحاول الكثير من الباحثين عن المتعة الافتراضية على تلك المواقع إخفاء هوياتهم واستعمال أسماء مستعارة خوفا من افتضاح أمرهم، وبهذا الخصوص كشف واحد من كل ثلاثة مستجوبين أنهم يتوفرون على حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي يستعملونها في التعارف على أشخاص خفية عن شركائهم.
دراسة أخرى أعدتها مؤسسة «مؤشر الأنترنيت العالمي» في لندن، كشفت أن 25% من حالات الخيانة الزوجية تتم عبر الأنترنيت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأشارت نفس الدراسة إلى الفايسبوك كأول أسباب الطلاق في ألمانيا يليه موقع «تويتر»، وهو ما يعكس الدور الخطير الذي صارت تلعبه هذه المواقع في بعض المجتمعات.
وإذا كان بعض الأزواج يلجؤون إلى مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الخيانة عن سبق إصرار وترصد، فإن آخرين يجدون أنفسهم منساقين وراء فعل الخيانة، حيث يبدأ الأمر بتعارف يتطور إلى علاقة عاطفية قد تبقى محصورة بين جدران العالم الافتراضي، وقد تنتقل إلى الواقع.
التحول الذي طرأ على نوعية العلاقات التي يتم ربطها على مواقع التواصل الاجتماعي، والانتشار الكبير لحالات الخيانة الزوجية، جعل الكثير من الأشخاص يقعون في فخ الابتزاز الذي يمتهنه كثير من المحتالين في العالم الافتراضي ممن يتربصون بالباحثين عن مغامرات جنسية عبر شبكات الأنترنيت.

حليمة ابروك

مشاركة