عشية أول أمس السبت خلقت من جديد مدينة إنزكان التميز بخروج أكبر تظاهرة تنكرية لبوجلود إلى الشارع. في حدود الثالثة والنصف كانت الانطلاقة من أمام المسرح البلدي بحصور والي جهة سوس ماسة درعة، وعامل عمالة إنزكان ايت ملول، لتعبر الفرق شارع محمد الخامس بإنزكان متوجهة في صفوف طويلة إلى غاية الوصول إلى الدشيرة الجهادية، حيث مازالت عادة بيلماون أو بوجلود متجذرة. الحضور بحسب المنظمين وصل 260 ألف متفرج اصطفوا عبر الشوارع التي مر منها الكرنفال، ,احيط الموكب بتغطية أمنية محكمة اصطفت خلف الحواجز.
32 لوحة فنية وثلاثة آلاف متقنع قطعوا كيلومترين و 700 مترا، المسافة بين إنزكان والدشيرة في أجواء استعراضية فرجوية أبانت خلالها كل مجموعة وكل حي بإنزكان ايت ملول عن إبداعية متأصلة في السخرية المتنكرة بالجلود والاقنعة.
غلاء المحروقات والبوطا واحدة من الأشكال التي انتقدها الكرنفال، إلى جانب سيادة مسلسات تركية وميكسيكية بحلقات تتجاوز الألف، وقد ركز المشاركون على السخرية في طابعها الفرجوي الذي عرفه الأجداد مع التركيز على حياة البداوة، وما ارتبط بها من اقتصاد اجتماعي وغاب بحسب متتبعين نفس التجديد على مستوى السخرية فلم تظهر مواضيع الساعة من خلال المعيش اليومي وما يرتبط به من مظاهر وظواهر اجتماعية وسياسية.
مؤسسة المبادرات التنموية بعمالة إنزكان أيت الإطار المنظم لهذه التظاهرة للمرة الثالثة على التوالي بمناسبة عيد الأضحى سعت إلى تطوير هذا الموروث المتجذر في سوس، لتخرجه من بعض الظواهر الشاذة التي اصبحت ترافقه مثل بعض المظاهر الإجرامية التي تعكر صفو المحتفين.
الجهات المنظمة ساهمت في الرقي بالملتقى التقنعي لإضفاء طابع العالمية عليه، من خلال خلق لجنة تحكيم عالمية لتقييم مجهود الفرق المشاركة والإعلان عن الفائزين، واستقطاب فرق تنكرية عالمية من جزر الكناري ممثلة في فرقة “les diablettes de teguise” التي حظيت بصفة ضيف شرف هذه السنة، إلى جانب فرقة من السينغال، ممثلة في جمعية الصداقة المغربية السينغالية، ويلاحظ أن جل أعضائها منخرطون في المجال التجاري بإنزكان قلب التجارة بجنوب المغرب.
سوس بلوس
