تشتغل الصحافة المحلية بأكادير وإنزكان خلال هذه الأيام بنفس الطريقة التي توجد عليها الحرب في سوريا، الأول يقصف الثاني ب” إميلات” مخفية وأخرى معلنة، ولا يتردد الآخر مثل النظام السوري في إطار حق “الرد السري” في قصفه بإميل او رسالة فايسبوكية شبيهة ببرميل المتفجرات الذي يطلقه النظام السوري على معارضيه.
يوجد منا معشر الصحافيين من يترصد لتحركات زملائه، أو المحسوبين على الصحافة يسأل، يتجسس ينقب ” واش شدو شي بركة فهذاك اللقاء” فيقوم بفضحهم عبر فايسبوكه أو “الجيمايل” الخاص به، ولا يتردد الآخر في الرد عليه برسالة إلكترونية مجهولة الهوية، لا يكشف في قصفه عما حمله معه “عدوه” بدوره من غنائم مادية في جيبه بل” يعمل على نزع السروال عن جزئه الاسفل، وقد يتجاوز ذلك ليرمي أسرته وقبيلته، بالفحشاء والرذيلة..
تجاوزت هذه الحروب الصغيرة الاتهام والاتهام المضاد وأخلاقيات المهنة، وصفة القلم المأجور، لتصل القذف المباشر في الاشخاص والإعراض. وصلت بعض القضايا العدالة ما يكشف عن الوضع المزري الذي أصبح عليه الجسم الإعلامي.
هذه الميوعة وجدت بإنزكان على الخصوص أرضية خصبة لكي تنتعش يمارسها حتى من ليس بينهم وبين صاحبة الجلالة سوى الخير والإحسان… وضع مسيء ومهين للجسم الإعلامي…. لماذا كل هذه النيران الصديقة التي يتقاذفها الزملاء بينهم، مع أن الوضع الاجتماعي للكثير منهم يكاد يتشابه.
الغريب أن مؤسسات حساسة وعتيدة بأكادير كما بإنزكان، اغتنى أفراد منها وأصبحوا من الكبار مع ذلك من الصعوبة بمكان أن يصل خبر اغتنائهم اللامشروع إلى الصحفي، إن كان فعلا هذا الصحفي يسعى للكشف عن هذا الاغتناء الغير قانوني على حساب المال العام..
المضحك المبكي أن الجسم الصحفي بإنزكان وأكادير أصبح مند ايام يقصف كله بنيران من خارج الحدود، نقصد من خارج مهنة المتاعب. باسم الصحافة يتم قصف صحافيين ورميهم بالارتزاق من خلال مقالات تخرج من مكاتب إدارة رسمية ، كان عليها ان تكون راشدة وقدوة، فتمد يد العون للإعلام لكي يتعافى من أمراضه الذاتية. الكتبة المحيطون بهذه الدائرة الرسمية، يتقاضون أتعابهم على ما كتبوه قبل أن يغادروا الكراسي ألوثيرة غريب أمرهم وصفوا زملاء لهم بالمرتزقة ولم يبرحوا المكان حتى تقاضوا أتعابا عما اقترفوه من شتائم.
يقلم:سوس بلوس
