الرئيسية مجتمع الأطلس الكبير والمتوسط والضغير أو جغرافيا الخادمات بالمغرب

الأطلس الكبير والمتوسط والضغير أو جغرافيا الخادمات بالمغرب

كتبه كتب في 9 مايو 2013 - 07:53

هل كان لا بد من أن تقدم فاطم روحها، لكي يخرج مشروع قانون تشغيل الخادمات من مقبرة الرفوف ليعرض من جديد على مجلس حكومي؟ سؤال يظل وجيها إذا أخذنا بمنطق الاشياء وكيف تتحرك القضاي لدى القائمين على الشأن المحلي،لا بد من زلزال أو سقوط عمارة لنتحدث عن الغش في البناء ونقوم بإحراءات لحظية، ولا بد من حادثة مروعة لكي ننكب في الحديث عن حوادث السير والحالة الميبكانيكية للعربات…وهكذا دواليك.

قضية فاطم، هل تكون آخر كبش فداء

فقد وضعت الحكومة  مشروع قانون لتشغيل الخادمات وتم نسياينه مع نسيان الحالات التي أخرجته للوجود، فهل سكتون فاطم  آخر منبه لكي يتم الحسم في قضية تشغيل الخادمات، أم أن المسار مازل طويلا كما قالت نجاة أنور رئيسة جمعية ما تقيش ولدي؟

بالنسبة للجمعيات العاملة في مجال الطفولة، فقد أخذت على عاتقها أن تسير بهذه القضية إلى النهاية، وكان أربيعية الخادمة فاطم المقامة مؤخرا بمقر جمعية إغاثة ” إس أو إس” دليلا على الاستمرار في تذكر قضية الخادمات من خلال فاطم، وتأتي هذه الالتفاثة بعد الوقفة الاحتجاجية التي نفذت أمام استئنافية أكادير موازاة مع جلسة الاستماع التي يجريها قاضي التحقيق في هذا الملف، كما زار لفيف الجمعيات المساندة لهذه القضية منطقة أوناين بتارودانت حيث تقطن أسرة الخادمة، وقدم لها واجب العزاء.

المحطة المقبلة لدى الجمعيات هي الوقفة الممركزذة بالرباط أمام البرلمان، وقد تكون مناسبة مواتية لوضع البرلمانيين أمام الأمر الواقع، واقع الخادمات الذي يجسد الاسترقاق في طبعته العصرية، ولا نشعر به غلا عندما تانفجر قضية ما غلى الوجود.

قانون لكل الخادمات

القانون الجديد مطالب بحماية كل الخادمات بمختلف أعمارهن، فقد بسبب المجال المغلق الذي يشتغلن به، ولنا نماذج عديدة لخادمات تجاوزن عتبة 18 سنة، وتم تعنيفهن بقسوة، أو قمن بمحاولات انتحار تحت الظروف التي يشتغلن بها، أو ارتكبن أفعال جنحية أو جرمية قادتهن إلى السجن.

فتح البيوت للسماعدات الاجتماعيات وفتح أبواب المدارس أمام الخادمات، والنوادي النسوية، ومصالح التوعية من شأنها أن تقي المجتمع من كثير من الاضطرابات.

أغلب الزبناء يرغبون في قطع كل صلة مع أسرة الخادمة فلا يعرف عنوان المشغل إلا الوسيط لذلك يبقى السمسار أو السمسارة صلة الوصل الوحيدة بين الطرفين، ما يمكن الوسيط من المناورة فتبقى الخادمة رهينة مشغلها، مجهولة العنوان، وقع ذلك مع فاطم خادمة أكادير فصلت عن أسرتها وقطعت كل الروابط، ولم تزرها أسرتها منذ خروجها، حتى أدخلت إلى مستشفى الحسن الثاني باسم مزور، حدث ذلك كذلك مع الخادمة خديجة أوتصورت التي عنفت وألقي بها من طابق علوي بالدار البيضاء ولم تثر قضيتها ما تستحقه من جدل، ألقت بها مشغلتها من أعلى طابق وأدخلت مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء باسم مزيف، ولم يعلم بما جرى لها أبوها إلا عن طريق الصدفة من قبل فاعل خير تعرف عليها بالمستشفى، وبحث عن رقم والديها بشق الأنفس حتى عثر عليه لدى بقال بحي المعاريف، يتحدر من منطقة أسرة خديجة بجماعة بيكودين. بسوس

الإنصاف والمصالحة

 . مجموعة من المناطق بالمغرب تنتظر أن يصلها الإنصاف وأن تبرم معها الحكومة المصالحة الاجتماعية، وقبل وبعد التصديق على الساهرين على الشأن أن يزوروا هذه المناطق التي لا تنتج فوق الأرض إلا سواعد ابنائهم قصد إرسالهم إلى العمل، قبل أن يشد عضدهم. على المسؤولين على التنمية زرع بدرة الأمل بتنمية مناطق إنتاج الخادمات، الكفيلة بالقضاء على مزارع إنتاج هذه الشتلة الضارة التي تحرم الطفل من اللعب والمدرسة.

فقد تحولت سوس إلى مشتل أساسي لإنتاج وتصدير الخادمات القاصرات نحو المدن الكبرى، أصبحت بيوت الأسر الفقيرة مزرعة لاستنبات سواعد آدمية ذكوار وإناثا يتم توجيهها منذ سن الثامنة أو التاسعة للعمل بالبيوت خادمات أو نحو الحقول والصحاري بالنسبة للذكور للاشتغال في الفلاحة والرعي.
قطاع الخادمات واسع بسوس له سماسرته الذين يعرفون أين توجد هذه المشاتل، والسوق النشيطة التي يمكن أن تصدر إليه. فقد ازدهرت عملية جلب الخادمات بالبوادي النائية بهوارة، وبجبال تارودانت حيث تتناثر دواوير يكاد بعض ساكنتها لا ينتج إلا الأطفال.

شيشاوة تتربع على قائمة الاقاليم الأكثر فقرا وهشاشة وتعد أكبر مصدر للخادمات بالمغرب، الصوير بدورها اكتسح جبالها سماسرة البشر، فاضحت لهم سوق نشيطة للبحث عن الخادمة بالمواصفات التي يطلبها المشغل. إقليم الحوز بدوره له سماسرة الذين يتواصلون مع سماسرة الصويرة وشيشاوة وسوس، وكأن قدر المناطق الجبلية المكونة لهذه الأقاليم أن يختصوا في أعمال السخرة، ومن تم فواجب الإنصاف لساكنة هذه المرتفعات اضحى ضرورة قصوى.

من جبال الأطلس الكبير الكبير والصغير بالحوز وسوس إلى جبال لأطلس المتوسط مرورا بأزيلال وخنيفرة تستمر نفس المعاناة، وصولا إلى جبال الريف بتاونات. والنموذج نسمة خادمة الدار البيضاء، تكررت لديها محاولات الانتحار للخلاص من مصير مأساوي فرض عليها قسرا. نسمة القروية ذات 19 ربيعا متحدرة من تيسة، على بعد 40 كلم من تاونات، حاولت الانتحار بعد أن سئمت الحياة وفقدت الرغبة في الحياة بعد اغتصابها حين كانت في السادسة عشر من عمرها من طرف شخص التقته في القطار. ف”سوق النخاسة” وجد مجالا خصبا بدواوير بإقليم تاونات خاصة بجماعة كلاز وغفساي ومنطقة “الحياينة”، وقرية بامحمد، وبتازة بسوق حد بني فراسن تتكرر نفس الظاهرة.

سوس بلوس

مشاركة