الرئيسية مطبخ وديكور عبد الله بيداح ..مسار سائق طاكسي من الجندية إلى الصحافة

عبد الله بيداح ..مسار سائق طاكسي من الجندية إلى الصحافة

كتبه كتب في 18 نوفمبر 2011 - 14:03

كتبت جريدة صوت الجنوب عدد 5 التي يديرها الزميل هيشام المدراوي ” بروفايل ” عن ” عبد الله بيداح ”  في الصفحة 5  تحت عنوان “سائق غير عادي..” تحدث عن بيداح الجندي السابق وبيداح السائق الذي دخل عالم الصحافة من خلف مقود سيارة الأجرة رغم أن مستواه الدراسي لا يتجاوز المستوى الابتدائي.

عرقه لايزال رطباً على وجهه, حرارة الصيف مهما تقوى, لا تقيه من تعرُّقِه!

وزوجته التي تنتظره, تبقى بانتظاره طويلاً, وقد اعتادت الانتظار أكثر منه..

تبدأ قصته المُثيرة للجدل, من فكرة صغيرة اعتنى بها جيداً فكانت أساس نضاله, وعمله العصامي, هو عبد الله بيداح, مواطن مغربي بسيط, ذات الـ(45عاماً), وأب لطفلين..

كأي مواطن, ينام ويصحو, وبانتظاره الكثير من الركاب على الطريق, كأي سائق أجرة عادي, من الصنف الثاني بأكادير, قدَّم لوطنه خدمته العسكرية, لمدة عامين في الجيش, عمل في الخراطة مضطراً للقمة العيش, ثم عمل في الميكانيكا في شركة نقل, وللصدفة بعمله هناك حاز على رخصة السواقة, لتكون السواقة مهنته في الحياة..

أن يكون مواطن بسيط سائقاً, هذا شيء عادي جداً إلى الآن, وأن يكون هو الابن الأكبر في أسرته, وهو المعيل الوحيد لها, لأم مربية بيت, وأب فلاح, أيضاً؛ عادي.. في مجتمعنا العربي..

واللاعادي, أن تصنع مهنة بسيطة مهنة أكبر وأصعب منها, مهنة متخصصة, هذا تحديداً ما حدث مع عبد الله الذي أنهى فقط تعليمه الابتدائي عام 1979م, من مدرسة الموحدين, وهو السائق المُتعب من كثرة الوجوه التي يُلاقيها يومياً, لكنه لم يكن مُستمعاً فقط؛ ولا سائقاً فقط؛ ولا ناقداً فقط؛ إنما هو يفعل هذا كله, بدافع حبه الشديد للصحافة..

وهذا المُدهش بعينه, كيف يجمع أحداً بين مهنتين لكل منها عالم مُختلف, عبدالله قاد هذا الرهان, وأثبت نجاحه, فهو يستثمر تذمر الناس وشكواهم, ليكتبها وينشرها, ربما تكون شكوى صغيرة, حين يمر بها أي أحد, يراها لا تستحق, أو عادية, لأننا نسمعها ونراها دائماً في مجتمعنا, لكنه يكتب ليس عشقاً لمهنة الصحافة وحدها, وإنما يكتب كعينٍ راصدة لهموم مجتمعه, التي لا يُغيِّبها عن باله, تُراوده في كل لحظة, أثناء عمله, وأثناء نومه أيضاً؛ عازماً على أن يكون شخص غير عادي, مُهتماً بشؤون أبناء وطنه, كأنها شؤونه الخاصة تماماً..

علَّمته مهنة السواقة كيف يُكوِّنُ علاقاته ومعارفه, التي تُشكل في النهاية مصادر حيَّة لمعلوماته, التي يُقلِّمها ومن ثم يكتبها في مدونته الصحفية, التي أنشأها منذ ثلاث سنوات, على موقع مكتوب المعروف, مُتأثراً في ذلك باطِّلاعه على مُدونة الكاتب محمد الراجي, الذي كان يُتابعه باستمرار, وعبدالله أحد الذين دافعوا عن خروج الراجي حين كان في السجن..

أيضاً؛ من الجدير بذكره, أنه مطَّلع نهِم لما يحدث حوله, ومُتابعاً لكل أشكال الصحافة, على قدرٍ واسع من الاحتكاك بالصحفيين, هذا ما يُضفي على مدونته الطابع المُختلف, فهو يتابع الأخبار بكافةِ أنواعها.. (سياسة وأخبار,ثقافة وفن,أدب وكتب,ديانات,مال وأعمال,انترنت وبرمجيات,رياضة,عام,المرأة), فتجده منتبهاً ودقيقاً في قضاياه التي ينقلها..

 مواطناً كـ(عبدالله بيداح), لهو شخص يستحق الاحترام ومعرفته, وأيضاً؛ زيارة مدونته الحائزة إلى هذه اللحظة التي أكتب بها على (395501) زائراً..

ورحلة كفاح كالتي قادها, لهي دافع قوي, للتصفيق مراراً وتكراراً, لتجربة نادرة, وغريبة, وبداية لعصاميَّة مواطن عربي, قرّر ألا يكون عادياً.

كاتبة المقال الفلسطينية أماني شنينو

جريدة صوت الجنوب عدد 5

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. رسالة شكر وتقدير….

    هذه رسالة شكر وتقدير مني لمدير مدونة السائث المغربي الرائعة والمشرفين والعضوات والي كل من يطلع على هذا الموقع الجبار والمميز والذي لطالما حلمنا به وعلى عطائهم اللا محدود ونظرتهم العميقة والجادة والمواضيع الرائعة التي نستفيد منها في حياتنا العلمية والعملية والافكارالمتجددة والمتطورة والفريدة التي تخطت محيط الوطن ليشمل موسوعة بلدانية شاسعة وهذا اشبه مايكون بالمستحيل لاكن مع سيدي يكون المستحيل واقعا ملموسا يشهد بانطلاقته وقوته كل فرد من ابناء العرب سواء في بلادنا العربيةاوالاجنبية

    ويشرفنى ان اقف اجلالا ووتبجيلا ونزجيكم احر المشاعرالتى تعبر عن التقدير المحفوف بالعرفان لجهودكم ومساعدتكم وخدماتكم التى ساهمت بشكل فعال فى تحقيت أهداف هذا الصرح وإثرائة بكل ماهو مفيد وقيم فدمتم زهرة فواحة تنشر اريجها بين ثنايا المنتديات

    فكل الحب والتقدير لكم اتها الاخوات الغزيزات ,وادعوا الله من هذا المكان ان ييسر اموركم ويثيبكم بكل الاجر والثواب ويعطيكم مابتغيتم ويوسع عليكم انه هو السميع المجيب

Comments are closed.