الرئيسية الرياضة سيطايل: أنا ابنة الشعب الذي يعيش بعض من افراده بأحياء قصديرية

سيطايل: أنا ابنة الشعب الذي يعيش بعض من افراده بأحياء قصديرية

كتبه كتب في 10 مارس 2013 - 14:45

يصفونها بالمرأة الحديدية وبالإعلامية النافذة التي تتحرك خلف الظل وتؤثر في العديد من الملفات السياسية. العديدون اعتقدوا أنها ستحمل حقيبتها وستغادر مقر دوزيم في عين السبع، بعد أن وصل إلى السلطة الحزب الإسلامي الذي شبهته بحزب اليمين المتطرف في فرنسا، وفي الوقت الذي حمّل البعض حزب المصباح المسؤولية المعنوية في أحداث 16 ماي الإرهابية، وضعتهم في نفس القدر من المسؤولية مع الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم… لم يكن من السهل إقناعها بفتح كل الدفاتر القديمة والجديدة، فقبلت على مضض لعبة السين والجيم، ولم ترفض أكثر الأسئلة إحراجا.. قالت أيضا إنها لن تتأثر بضغوطات سياسية إسلامية، ولن تخضع لرغبات السياسي، وأكدت أنه في الوقت التي يجري فيها الحديث عن انتقادات رئيس الحكومة، لم يسبق للديوان الملكي أن اشتكى من الطريقة التي تعالج بها أنشطة الملك.

عن سؤال يقولون إنك بورجوازية..تقول سيطايل

فعلا، إنهم لا يقفون عند اللغة فقط، ليوجهوا سهام انتقاداتهم، بل يعتبرونني بورجوازية، فقط لأنني ولدت في فرنسا وعشت فيها بعض السنوات، علما أن هناك عائلات مغربية، ليست بورجوازية، و لم تقض حياتها في فرنسا أو في
أي دولة أجنبية أخرى، لكنها حرصت على تعليم أبنائها اللغات الأجنبية وفي مقدمتها اللغة الفرنسية، كما أن هناك عائلات مغربية متواضعة أصرت على أن تعلم أبناءها اللغات الأجنبية بغض النظر عن اللغة الفرنسية، بل إن هناك عائلات مغربية تقطن في الأحياء القصديرية ضحت من أجل أن تعلم أبناءها اللغات الأجنبية، الفرنسية والإنجليزية وحتى الإسبانية، ولذلك، فإن الأمر لا يتعلق بالانتماء إلى الطبقات البورجوازية أو الثرية، بقدر ما يرتبط بكسب رهان النجاح في المستقبل.

اسمي سميرة، مغربية، ومسلمة، ومع ذلك، يضغطون لكي أبرر، كل يوم، من أكون، أكثر مما يُطلبُ مني معرفة ماذا أفعل. فلماذا يطلب مني أن أبرهن من أكون؟

أنا وجه عمومي، والمفترض أن تكون قواعد المحاسبة عمومية، لا شخصية، ولا يهم إن كنت ابنة هذا البوجوازي أو هذا الفقير المتواضع، لا يهم أيضا، إن كنت أتحدث اللغة الفرنسية ولا أُجيد الحديث باللغة العربية، هذه تفاصيل شخصية لن تكون مجدية في ميزان المحاسبة العمومية.

صراحة، لا أحب مثل هذه الانتقادات، ولا أرغب حتى في الاستمرار في الرد عليها، فهل من الضرورة أن أذكر أن والدي هاجر المغرب إلى الديار الفرنسية لكي يضمن حياة كريمة لعائلته؟ هل يجب علي أن أصيح وأصرخ مؤكدة أن والدي بدأ مشوار العمل القاسي وعمره لا يزيد عن تسع سنوات؟ هل من الضرورة أن أقول علانية، وأن أضع في سيرتي الذاتية، إنني حرمتُ من رؤية والدي والتمتع بصحبته طيلة اليوم لأنه كان يعمل طيلة اليوم؟ هل من الضرورة أيضا أن أكشف للعالم أن بعضا من أفراد عائلتي يقطنون في الأحياء القصديرية؟ هل من الضروري أن أؤكد كل مرة أن والدي لا يقيمان بأنفا، ولكن بعين السبع؟ النجاح لا ينبغي أن يكون مرتبطا بأصلك الاجتماعي، بل بكفاءتك.
لا أعتقد أن كل هذه التفاصيل مهمة، والآلاف من المغاربة أمثالي قد يكون لهم نفس نهج السيرة هذا، ومع ذلك، لا تلقى عليهم الأضواء مثلما يحدث معي.

أرجوكم، لا تطلبوا منا هذه التفاصيل، فقط لكي نثبت أننا من أبناء الشعب، من هو «ولد الشعب»؟  من يستطيع أن يحدد لنا مدلول «ولد الشعب»؟ ومن يمكنه اليوم أن يعطي صفة ولد الشعب لهذا وينزعها عن ذاك؟
كلنا «أولاد الشعب»، وننتمي إلى هذا الشعب الذي اسمه الشعب المغربي، ربما تختلف فقط الأوضاع الإجتماعية والإمكانات المادية التي يملكها البعض بالقياس إلى البعض الآخر، ولكن، لا أعتقد أن أحدا يمكنه أن ينزع عني هويتي الوطنية المغربية، وانتمائي إلى بلد اسمه المغرب، الذي أفتخر به وبالانتماء إليه. سؤالك يبين أن هناك مناخا غير سليم يغذي الأحقاد ويزرع التفرقة.

مرية مكريم فبراير

مشاركة