الرئيسية أخبار الجمعيات “لي حلمو ماتو” مسرحية من الكوميديا السوداء تعكس هموم المجتمع

“لي حلمو ماتو” مسرحية من الكوميديا السوداء تعكس هموم المجتمع

كتبه كتب في 24 مايو 2024 - 16:40

شهد المركب الثقافي محمد خير الدين باكادير يوم الخميس الماضي، تقديم العرض الاول لمسرحية “لي حلمو ماتو” بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني للمسرح، والذي قدمته جمعية “آمز آرت”.

العرض المسرحي تطرق لموضوع الحلم الذي يشكل هاجس المجتمع بكل فئاته العمرية و طبقاته الاجتماعية و الثقافية و الفكرية، في قالب غير مألوف يرتكز بالأساس على العبث و الكوميديا السوداء.

وضم هذا العرض المسرحي خمسة مشاهد، حملت عناوين “حي و ميت/ دار المنام / الحساب صابون / الكرسي / الصندوق)”، بحيث تدور أحداثها في مستويين مختلفين؛ الأول واقعي ( مستودع الأموات) و( المزبلة) و( المحطة)، و الثاني في الخيال ( دار المنام).

أما عن الشخصيات، فإنقسمت بين شخصيات واقعية، وأخرى غرائبية، فبخصوص الواقعية جسدهما كل من محمد ابراغ في دور (الميخالي) الذي ينتمي الى الضفة الأخرى ومنبوذ اجتماعيا، ولبنى منان في دور (فايزة) شابة مثقفة تشتغل عاملة بمستودع الأموات، اضافة إلى سكينة خليل في دور حور.

أما عن الشخصيات الغرائبية فكان من بينهم ثلاثة نزلاء لدار المنام، يتزايدون على الأحلام لينتهي بهم الامر جثثا ممددة بمستودع الأموات. وأول هذه شخصية هي (حور) تحمل صفة انتهازية تدعي النضال من أجل خدمة مصالحها الشخصية و الظفر بالسلطة.
ثم (الخايف من ظلو) وهو شخصية مركبة يشغل منصبا مهما في المجتمع لكنه يضمر من خلفه خوفا كبيرا، وطالما حلمهط بحقيق الاستقرار. اضافة الى شخصية (نص نص) الذي يقف في منتصف كل شيء ويعيش بنصف هوية و نصف رأي، ويسعى إلى إيجاد نصفه المفقود. ثم شخصيتي (بوغطاط و حمار الليل) وهما صوتان خارجيان يتدخلان من وقت لآخر من أجل زرع الفتنة بين نزلاء دار المنام.

وبالحديث عن الاماكن التي شهدت مجريات الأحداث، فقد اختارت الكاتبة لبنى منان مستودع الأموات كرمزية لمآل الأجساد الفانية و المزبلة لانتهاء صلاحية الأشياء، كما جعلت للحلم محطة انتظار و قطارا و دارا “دار المنام” و هي وجهة من أراد تحقيق حلمه المنشود.

*الخروج عن المألوف*

تعليقا على الموضوع قالت مؤلفة المسرحية لبنى منان ” ان اختيار الحلم كموضوع للمسرحية جاء بسبب كونه يهم جميع الفئات العمرية، عملنا على ادراجه في إطار مسرح العبث والكوميديا السوداء”.

وأضافت منان في تصريح خصت به جريدة سوس بلوس الإخبارية” ان اختيار الشخصيات كان مزيجا بين شخصيات حقيقية واخرى خيالية، مثل المخالي، عاملة النظافة، حمار الليل، بوغطات، الخائف من ظله، حيث تعتبر بعض هذه الشخصيات انعكاسا لإيديولوجية المجتمع المغربي”.

وأشارت المؤلفة” ان شخصية الميخالي جاءت كصلة وصل بين عالمين مختلفين لكن دورهما مشترك، فرغم انن المقبرة مكان الاجساد الفانية، والمزبلة مطرح النفايات، لكن من خلالهما تتحقق الاحلام، والدليل هو سعي شخصية فايزة لتصبح طبيبة نفسانية، في حين يسعى رابح للعثور على مخلفات ثمينة يشتري بها سينما له وحده”.

*واقع المسرح بالمغرب*

في خضم حديثه على اهم المعيقات التي تواجه المسرح في المغرب في الوقت الحالي قال استاذ شعبة المسرح بالمعهد البلدي للموسيقى بأكادير ورئيس الجمعية امز ارت، وكذلك مخرج المسرحية أعلاه محمد ابراغ” ان غياب الدعم المادي هو العامل الأساسي في عدم تواجد هذا الفن في المكانة التي يستحقها، مما يؤثر سلبا على الانتاج المسرحي”.

واضاف المخرج المسرحي في تصريح خص به جريدة سوس بلوس الإخبارية” انه الى جانب غياب الدعم المادي، هناك ايضا غياب التوجيه التربوي في المدارس، حيث اصبحنا نلمس شبه غياب للتربية الفنية كما كان في السابق، ثم غياب الدعم الأسري، لذلك يجب على الاباء ان يشجعوا ابنائهم على الولوج الى المسرح في حالة رغبوا في ذلك”.

فارس الحكيمي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.