الرئيسية ثقافة وفن فاس: مختبر البحث المغرب التاريخ والعلوم الشرعية واللغات يطرح سؤال الهوية الثقافية المغربية أمام الطلبة الدكاترة

فاس: مختبر البحث المغرب التاريخ والعلوم الشرعية واللغات يطرح سؤال الهوية الثقافية المغربية أمام الطلبة الدكاترة

كتبه كتب في 23 ديسمبر 2023 - 19:05

خليفة بوطيب الفيلالي

في إطار التكوينات الإجبارية للشطر الأول من السنة الجامعية 2024-2023، وامتثالا للأهداف التي سطرها المختبر بخصوص تقديم المعرفة العلمية الرصينة للطلبة الدكاترة، نظم مختبر البحث ” المغرب:التاريخ والعلوم الشرعية واللغات”، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس – فاس، وبرئاسة الدكتورة ماجدة كريمي مديرة المختبر، يومه الأربعاء 20/12/2023، دورة تكوينية لفائدة الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه تحت شعار” ماذا عن الهوية الثقافية المغربية ماضيا وحاضرا” وذلك بقاعتين للمحاضرات بذات الجامعة.
الدورة التكوينية التي انطلقت في التاسعة صباحا، واستمرت لغاية الخامسة عصرا،قسمت لورشتين بحيث يختار الطالب الباحث الورشة التي تناسب تخصصه، واهتماماته المتعلقة بأطروحته.هاتين الورشتين اللتين ألقى خلالهما أساتذة باحثون وخبراء مختصون، سواء من داخل جامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس-فاس، أو من مؤسسات علمية أكاديمية أخرى، محاضرات قيمية مست أربعة محاو،ركانت بوصلتها الموجهة هي الهوية الثقافية المغربية. بالفعل، فقد تعلق المحور الأول بالهوية الثقافية: المفهوم والدلالات. أما المحور الثاني فقد ارتبط بأزمة الهوية في المغرب أم أزمة هويات؟ أما المحور الثالث فتعلق بمكونات الهوية المغربية بين التباث والتغير، في حين تعنون المحور الرابع بالهوية ودورها في الاستقرار المجتمعي المغربي.
وكل هاته المحاور الأربعة انصبت محاضراتها، على التأكيد بأن الهوية هي حصيلة العقيدة والفكر واللغة والتاريخ والفنون والقيم، وغيرها من المقومات التي تتمايز بها الأمم والشعوب والمجتمعات عن بعضها البعض، أو هي القدر الثابت الجوهري والمشترك بين الجماعة البشرية..وهو التعريف الذي وضعه مختبر البحث في الورقة التعريفية بالدورة التكوينية، التي كانت فرصة للطلبة الباحثين لطرح تساؤلاتهم وتقويم معارفهم وتعديل تمثلاتهم (Les representations)) حول مفاهيم الهوية وما ارتبط بها من مواضيع و أفكا، خصوصا أن المحاضرة الافتتاحية التي ألقتها مديرة المختبر د.ماجدة كريمي، حول الحسانية بالصحراء المغربية، أي تموقع بين روافد الهوية المغربية؟ كانت فرصة لتأكيد أن الحسانية هي مكون للهوية الثقافية المغربية، إلى جانب المكونات الأخرى التي أبرزها دستور المملكة المغربية، والتي انصهرت لتكون الشخصية المغربية. حيث أعطت د.كريمي رؤية تاريخية لمختلف الهجرات البشرية التي شهدتها الصحراء المغربية، والتي أعطت لغة حسانية ارتبطت بتراث تليد، كان محور توصيات ختمت بها محاضرتها، كالتوصية بتحويل التراث الشفهي إلى مكتوب، وإبراز تنوعه من خلال مكوناته ومكانة المرأة في الأقاليم الجنوبية، مع التأكيد على تكليف باحثين في جمع هذا التراث، ووضع قواميس لغوية حول الصحراء المغربية…في حين أن باقي محاضرات الصباح وما بعد الزوال، ركزت على تثمين الأمازيغية وتثمين الصرح الهوياتي المغربي، وهو عنوان محاضرة ألقاها الدكتور بوفلجة عبد الرحمن، الذي أشار إلى اهتمام الخطب الملكية السامية، الداعية للاهتمام باللغة الأمازيغية، سواء خلال عهد الملك الحسن الثاني رحمه اللهن أو وارث سره جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، ومعززا كلامه بقراءة في فصول الدستور المغربي، الذي يؤكد على الأمازيغية كمكون للهوية المغربية.
الدكتور نور الدين احجيرة لم يفته سؤال الهوية، من خلال إثارة قضايا من تاريخ مغرب القرن السادس عشر، من أجل التنبيه إلى إلى الارتباط بين التاريخ والهوية، وإبراز المجد المغربي التليد، ومنبها إلى ضرورة إعادة قراءة وثائق الدولة العثمانية والمغربية، خصوصا بعد ظهور وثائق جديدة من أجل إزالة كل لبس. ثم الهوية التاريخية للدولة المغربية مفاهيم ودلالات، كان عنوانا لمحاضرة ألقتها الدكتورة حنان التوزاني، التي قاربت الهوية والتاريخ باعتباره يقوي أبناء الوطن ويكسبهم الولاء له، ومقترحة إيجاد أبحاث خاصة بفئة الشباب.
إشكالية الحفاظ على الهوية المعمارية بمدينة فاس، كانت حاضرة من خلال محاضرة الدكتور علي البوزايني، الذي أبرز التابث والمتحول في ذلك، حينما أكد على أن مدينة فاس مرت عليها حضارات تركت بصماتها ظاهرة، ومشيرا إلى مظاهر سلبية مست عمرانها، عبر معمار دخيل يمس الهوية العمرانية. في حين أن الورشة الثانية سارت على نفس الدرب والنهج، عبر ست محاضرات قاربت موضوع الهوية الثقافية المغربية، من جوانب أكاديمية صرفة تكاملت مع محاضرات الورشة الأولى، من أجل إغناء التجربة وصقل المفاهيم وتقويم وتصحيح التمثلات لدى الطلبة الدكاترة.فكانت تساؤلاتهم ومداخلاتهم وسيلة أخرى لتحقيق ذلك، خصوصا خلال الإجابات الدقيقة التي تلقوها من طرف مختلف الأساتذة المحاضرين.
**طالب باحث في سلك الدكتوراه.
جامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس-فاس.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *