وزان : محمد حمضي
ثمنت الفعاليات السياسية والمدنية النسائية المشاركة يوم الاثنين 4 دجنبر ، في لقاء تواصلي بوزان ، الاشارة الرمزية لرئيس جماعة وزان ، الذي اختار حجز مقعده بين الحضور النسائي بامتياز ، تاركا الفرصة لنائبته فوزية الحمدي افتتاح أشغال اللقاء الذي جمع حول نفس المائدة ، منتخبات وفاعلات مدنية من اقليم الحسيمة ، مع زميلات لهن من اقليم وزان ، لوضع اللبنات الأولى لمشروع يؤطره شعار ” تشجيع القيادة السياسية للنساء ومناهضة العنف ضد النساء في الوسط السياسي ” .
مبادرة قافلة ” ليست هناك ديمقراطية حقيقية بدون مشاركة نسائية” اختارت “شبكة الجمعيات التنموية بإقليم الحسيمة وشركاؤها ” منصة دار الضمانة لإطلاق فعالياتها . كما أن اختيار التوقيت أملاه السياق الدولي حيث العالم يتشح باللون البرتقالي تخليدا للأيام العالمية ال 16 للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات .
الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية للقاء من طرف سعاد قشوح رئيسة شبكة الجمعيات التنموية بالحسيمة ، وفوزية الحمدي نائبة رئيس مجلس جماعة وزان ، وحنان لشهب نائبة رئيس مجلس اقليم وزان ، أجمعت على توسع مساحة المكتسبات الحقوقية التي تحققت لفائدة المرأة المغربية في العقدين الأخيرين ، لكن استمرار سيادة الثقافة الذكورية ، وما تكرسه الصور النمطية من دونية للمرأة ، وعدم ملائمة حزمة من القوانين الوطنية مع العمق الحقوقي لدستور 2011 الذي ينتصر في فصله 19 للمساواة في الحقوق والحريات المدنية والسياسية … بين المرأة والرجل ، وسعي الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين النساء والرجال ومكافحة كل أشكال التمييز .
دموع في زمن الجفاف حفرت تجاعيد على وجوه منتخبات شابات لم ترتكب من خطيئة غير ايمانهن حتى النخاع بأن لا تنمية بوتيرة سريعة ستحققها بلادنا من دون انصاف المرأة وضمان مشاركتها في الحياة السياسية ، وأن كل اقصاء لها سيحكم على عجلة التنمية الاستمرار بالدوران في حلقة مفرغة . حكايات سلطت كشافات من الضوء على العنف بكل أشكاله الذي كانت منتخبات ضحية له …لكن لمياء ومنتخبات أخريات مقتنعات بأن كلفة المشاركة السياسية للمرأة غالية ، وأن ايمانهن الواعي بذلك سابق على خوضهن لهذه التجربة ، وبالتالي واهم من يعتقد بأن المجال السياسي سيظل ذكوريا ، وأن القيادة السياسية للنساء بعيدا عن أي شكل من أشكال التمييز قد حفرت لنفسها فجوات ضوء على صخرة العقول المتكلسة . و قد أكد هذه الحقيقة الشريط الوثائقي الذي تم عرضه في هذا اللقاء حيث نجحت شابة في سحق كل الكليشيهات العتيقة التي تبخس حضور المرأة في الحياة العامة ، وحققت طموحها السياسي المشروع .
اللقاء انتهى باعتماد حزمة من المخرجات، تنزيلها كفيل بالارتقاء بمبادرة تشجيع القيادة السياسية للنساء ومناهضة العنف ضد المرأة والفتيات. ولعل تفعيل توصية اعتماد آلية جهوية للمنتخبات الجماعيات بالجهة لتبادل التجارب ، وتقوية قدراتهن ، هو المدخل الرئيسي و صمام الأمان لضمان استمرار المبادرة المحمودة التي أقدمت عليها شبكة الجمعيات التنموية باقليم الحسيمة .
ولأن الافتتاح كان برسالة رمزية ، فإن اسدال الستار على اللقاء سار على نفس المنحى ، حيث بادرت رئيسة الشبكة باسمها ونيابة عن كل المنتخبات والفعاليات المشاركة ، بتقديم هدية لرئيس مجلس جماعة وزان تقديرا منهن على المجهود الذي يقوم بمعية كل مكونات المجلس الجماعي ، تشجيعا لعضوات مجلس جماعة وزان من أجل المزيد من انخراطهن في تدبير الشأن الترابي لدار الضمانة .
