الرئيسية جهات تاوجا: عندما يتحول الألم إلى أمل والدمار إلى تجديد – مبادرة إنسانية ملهمة ترمم القلوب وتعيد الحياة بعد الزلزال

تاوجا: عندما يتحول الألم إلى أمل والدمار إلى تجديد – مبادرة إنسانية ملهمة ترمم القلوب وتعيد الحياة بعد الزلزال

كتبه كتب في 6 نوفمبر 2023 - 14:45

مصطفى وغزيف

من بين أجمل القصص التضامنية الإنسانية التي ترويها الحياة المغربية ، تبرز قصة “تاوجا” كملحمة للأمل والتضامن في جبال تارودانت التي بدأت في رتق جراح الزلزال المفجع. إنها رحلة استثنائية تبعث على الإلهام وتجعل القلوب تنبض بجرعات كبيرة من الإنسانية.
تحكي قصة “تاوجا” عن الجمال الذي يولده العمل التطوعي والعزيمة الإنسانية في مواجهة المحن. بعد زلزال هز تلك الربوع الجبلية الوعرة التضاريس، خرجت مؤسسة فاعل خير أكادير الكبير إلى أرض العمل، حاملة في جعبتها العمل الجاد والإصرار السيزيفي لإعادة الأمل.
فعندما يتعلق الأمر بمساعدة المحتاجين وتخفيف معاناتهم، لا يقتصر الأمر على توفير المساعدات المؤقتة فحسب، بل يمتد إلى إعادة بناء أماكن إقامتهم وتوفير بيئة حياة تحترم كرامتهم وتلبي احتياجاتهم الأساسية. هذا هو روح المشروع التطوعي الجديد “تاوجا” الذي نفذته مؤسسة فاعل خير أكادير الكبير بالشراكة مع مؤسسة إحياء نتيجة لسلسلة من القوافل التطوعية التي نظمتها المؤسسة بعد زلزال الحوز.
تمثلت القافلة التطوعية في تنظيم 5 قوافل يومية لـ20 دوارًا في الجماعات الأكثر تضررًا بإقليم تارودانت. في الأيام الأولى، تم توزيع المواد الغذائية والأفرشة للمتضررين، ثم توفير الخيام والمراحيض والمرافق الأخرى مثل المساجد والمطابخ، ليتم توزيع خيام للمتضررين الذين فقدوا مساكنهم.
بعد تقييم الحاجات الأساسية للدواوير المتضررة، قررت المؤسسة الانتقال إلى مرحلة إعادة البناء وتأسيس مجتمع سكني منظم يحترم كرامة السكان ويوفر لهم المرافق الضرورية. وبهذا الصدد، اختارت المؤسسة اسم “تاوجا” للمشروع، والذي يعني “العائلة” بالأمازيغية، تعبيرًا عن روح التلاحم والتآزر.


تم اختيار دوار “توونا” بجماعة تالمكانت، قيادة أرݣانة، كوجهة أولى لتنفيذ المشروع النموذجي. كان عدد سكان الدوار 81 شخصًا، وتضررت 51 أسرة بشكل جزئي أو كامل وأصبحت مساكنهم غير صالحة للسكن. تم إنشاء دوار نموذجي يتكون من الخيام المجهزة بالكامل ومطبخ جماعي ومراحيض مجهزة بالماء الساخن ، بالإضافة إلى فضاء للألعاب لقائدة الأطفال ومسجد.
ولكن المؤسسة لم تتوقف عند هذا الحد، بل قررت تطوير المشروع لتلبية احتياجات السكان خلال فصل الشتاء القارس، حيث تعرف المنطقة عواصف ثلجية شديدة، إذ قامت بتوفير السخانات الكهربائية، ومصابيح شمسية لتوفير الإضاءة في الليالي الطويلة والمظلمة.
تم تنفيذ المشروع بجهود تطوعية من قبل فريق مؤسسة فاعل خير أكادير الكبير، وتأمين التمويل من خلال التبرعات المحلية والشراكات مع المؤسسات والشركات المحلية.
تأتي قصة “تاوجا” كمثال حي على الأمل والتضامن في مواجهة المحن والكوارث. بفضل جهود المؤسسة والمتطوعين، تم تحقيق حلم بناء مجتمع سكني يعيش فيه السكان بكرامة وأمان إلى حين إعادة الهيكلة العمرانية للمنطقة من لدن الجهات الحكومية المعنية. وتعكس هذه المبادرة الإنسانية التضامنية، قوة العمل التطوعي والقدرة على تحقيق التغيير الإيجابي في الربوع الجبلية النائية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *