ينعقد اليوم المؤتمر التأسيسي لقطاع الصحة الاتحادي تحت شعار “منظومة صحية قوية أساس الدولة الاجتماعية” بالرباط في 28 أكتوبر 2023. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في سياق وطني خاص يتمثل في تنزيل تفاصيل المشروع الملكي للحماية الاجتماعية، وعلى رأسه قرار تعميم التغطية الصحية، وما يرافقه من خطوات من أجل أعادة هيكلة المنظومة الصحية التي تشكل أحد أسسه، بهدف الارتقاء بها وتمكين المواطنين من حقهم الدستوري في الصحة كاملا، من خلال ولوج سلس وعادل ومتكافئ للخدمات الصحية بعيدا عن الإكراهات المادية والمجالية وغيرها.
وجاء في بلاغ للأطر الصحية الاتحادية :”وعيا منا كأطر صحية اتحادية بالأهمية القصوى لهذا المشروع بالنسبة لمستقبل بلدنا، وبغية المساهمة الفعالة في توفير شروط نجاحه، كان لزاما علينا الانخراط الجاد والمسؤول من أجل خلق هياكل وتنظيمات قطاعية، انسجاما ومقتضيات القانونين الأساسي والداخلي للحزب، تشكل فضاء للتفكير والنقاش وتطوير التصورات المرتبطة بقطاع الصحة، من طرف فاعلين صحيين من مختلف الفئات والقطاعات الصحية، في أفق المساهمة البناءة والدائمة في هذا الورش الوطني الكبير، وهو ورش إصلاح المنظومة الصحية.
لقد أظهرت جائحة كوفيد الحاجة إلى قطاع صحي قوي ومتماسك بين كافة مكوناته، في المجالين العسكري والمدني، وبين القطاعين العام والخاص، وأكدت على ضرورة تعبئة كل الجهود والإمكانيات والعمل الجماعي من أجل تحقيق السيادة الصحية، من خلال إحداث كليات للطب والصيدلة بكافة جهات المملكة، والرفع من جودة التكوين الصحي بشكل عام، ومن أعداد المناصب المالية، وتحسين أوضاع المهنيين ماديا ومعنويا، وتقليص نسبة الإنفاق الصحي التي تقع على كاهل المواطن، وإلى المزيد من تخليق المهن الصحية والارتقاء بها.
هذه الجائحة التي تواجدت خلالها الأطر الصحية في الصفوف الأولى، للقيام بواجبها المهني والإنساني، دون تردد أو تقاعس، حيث فقد القطاع الصحي عددا ليس بالهين من الأطباء والممرضين والتقنيين وغيرهم بعد إصابتهم بالعدوى، وعادت نفس الأطر للتواجد في المناطق التي ضربها زلزال الحوز، ساعات قليلة بعد تسجيل الهزة الأرضية التي كانت تبعاتها جد مؤلمة، وهو ما يبين على أن الحاجة إلى تطوير القطاع وتأهيله، ليست بترف أو بالأمر الشكلي، بل هو أولوية حقوقية وتنموية بأبعاد اجتماعية واقتصادية وعلى أكثر من صعيد، وهو ما سيجعل القطاع الصحي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قطاعا ديناميكيا فاعلا، سيشكل قوة اقتراحية، وسيكون مساهما وبشكل فعال في النقاشات التي من شأنها تطوير المنظومة الصحية بالشكل الذي يعود بالإيجاب على الوطن والمواطنين.”
