الرئيسية مجتمع مرة أخرى حريق مهول يتلتهم آلاف أشجار النخيل بطاطا

مرة أخرى حريق مهول يتلتهم آلاف أشجار النخيل بطاطا

كتبه كتب في 1 أغسطس 2023 - 12:30

شبّ، اليوم الإثنين، حريقٌ مهول، بإحدى الحقول الواقعة بواحة تزكي نوارغن التابعة إداريا للجماعة الترابية أيت وابلي بإقليم طاطا، وأتت ألسنة اللهب على أزيد من إثنا عشرة ألف نخلة، كحصيلة أولية، فيما لم تسجل أية خسائر في الأرواح، وفق ما كشفت عنه مصادر محلية.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الحريق الذي تجهل أسبابه، خلّف في البداية دخانا كثيفا، الشيء الذي أثار حالة من الهلع والارتباك في صفوف عددا من المواطنين الذين حجوا إلى عين المكان، خشية انتقال ألسنة النار إلى الحقول المجاورة.

ووفقا للمصادر عينها، فإن عناصر الوقاية المدنية، لا تزال إلى حدود الساعة تكثف من جهودها، بمساعدة ساكنة المنطقة من أجل محاصرة النيران، التي ساهم هبوب الرياح القوية، في سرعة انتشارها، خصوصا مع ضيق المسالك بالواحة، وهو ما صعب من مأمورية رجال الوقاية المدنية والمتطوعين.

وفي الوقت الذي وجدت فيه الفرق التابعة للوقاية المدنية والمتطوعون صعوبة كبيرة في إيجاد المياه، أشارت المصادر إلى أنه من المرتقب أن تفتح المصالح الأمنية والسلطات المحلية تحقيقا في الموضوع، وذلك لمعرفة الأسباب الكامنة وراء اندلاع هذا الحريق المهول.

وتعليقا على هذا الموضوع، كشف بوبكر الأرزك، المنسق الإقليمي للمنظمة الإفريقية للمسعفين بطاطا، أن“توالي الحرائق يرجع لعدد الأسباب من قبيل موت جل نخيل واحات طاطا بسبب العطش وندرة المياه وتكاثر الأعشاش اليابسة والجريد، بعد أن أصبحت الواحة كلها أعجاز نخل يابسة”.

وأشار الأرزك ضمن تصريح صحفي، أن “الملاكين والفلاحين ملزمون بإتخاذ الحيطة والحذر وعدم ترك المواد القابلة للاشتعال والسريعة الإشتعال داخل الحقول أو عرضة لأشعة الشمس، كما أنهم ملزمون أيضا بمراقبة الحقول والتبليغ عن كل الجانحين الذين يشتبه أن يكونوا سببا في هذه الحرائق التي تعرفها الواحة”.

ولفت المصدر نفسه إلى أن“أسباب هذه الحرائق ترجع لكثرة الحطب اليابس كالجريد والأعشاش، لأنه في الماضي كانت ساكنة الواحة تعتمد على حطبها اليابس في الطبخ وتستعمل الجريد في سقوف الدور الطينية، أما اليوم فإن الوسائل الدخيلة كالبوتان والأسمنت حالت دون الاستعمال التقليدي، مما ضاعف كميات الجريد والحطب اليابس الذي يساهم في اشتعال النيران بين الفينة والآخرى”.

ودعا المتحدث وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية وكل من يهمه الأمر، إلى “اتخاد إجراءات معقولة، والتعجيل بإحداث مسالك بكل أرجاء الواحة، لتسهيل إستعجالية التدخل، مع إحداث أثقاب مائية معدة للتدخلات، والعمل على استفادة الفلاحين والمتضررين من صندوق الكوارث الطبيعية من آليات ومعدات تحويل الجريد والاعشاش والمواد اليابسة لسماد أو إحداث معامل لتحويلها لمواد النجارة وغيرها”.

وطالب الأرزك الجهات الوصية بـ“التسريع بإنشاء مراكز تابعة لجهاز الوقاية المدنية بمختلف الدوائر والجماعات التابعة لإقليم طاطا، بإعتبار أن هذه الخدمة أصبحت مطلبا ملحا وآنيا، والعمل على تزويدها بالوسائل والمعدات الضرورية حتى تتمكن الساكنة من الاستفادة من خدماتها النبيلة”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *