الرئيسية عين على الخارج العلامة الموريتاني “محمد المختار ولد أباه”‎‎ يغادر لدار البقاء

العلامة الموريتاني “محمد المختار ولد أباه”‎‎ يغادر لدار البقاء

كتبه كتب في 22 يناير 2023 - 16:45
غادر دنيا الناس فجر اليوم الأحد في مدينة نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، العلامة الموريتاني الدكتور محمد المختار ولد أباه، عن عمر ناهز 98 عاما، إثر وعكة صحية مفاجئة. وبرحيله، تفقد الأمة العربية والإسلامية والإنسانية عالما ومفكرا فذا ظل يدافع عن قيم الاعتدال والوسطية، وسياسيا حكيما يؤمن بوحدة دول اتحاد المغرب العربي.

ويعد الراحل من أبرز الشخصيات العلمية والسياسية في موريتانيا، ولد سنة 1924 في منطقة الترارزة جنوب موريتانيا من أسرة علم وجاه، حفظ كتاب الله وألم بدراسة المتون والنصوص المقررة في المدارس العتيقة الشنقيطية المعروفة بـ”المحاضر”، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة سان لوي التي كانت تعتبر إحدى العواصم الإدارية والسياسية والعلمية في غرب أفريقيا.

بدأ الراحل نشاطه السياسي بمناهضة الاستعمار الفرنسي في موريتانيا، وتم تعيينه في أول حكومة موريتانية سنة 1957 في ظل الاحتلال وشغل منصب وزير الصحة ثم التعليم، ليلتحق بالمغرب في سنة 1958 حيث شغل عدة مناصب سياسية وإدارية وأكاديمية مهمة.

كانت للدكتور الراحل محمد المختار ولد أباه علاقة متميزة بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، كما كانت تجمعه علاقات طيبة بعدد من الشخصيات السامية المغربية من وزراء وزعماء سياسيين ومفكرين وعلماء وفقهاء.

عاد ولد باه إلى بلاده بعد حصولها على الاستقلال حيث تم تعيينه على رأس مؤسسات تربوية عدة وكان له الفضل في تأسيس أول كلية للتربية في موريتانيا، كما ترأس لجنة الإصلاح الشامل للتعليم، وانتخب نائبا أول للبرلمان ورئيسا للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

في عام 1979، التحق الفقيد بمنظمة اليونسكو، وانتخب عام 1984 أمينا عاما مساعدا لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، ثم عين رئيسا لجامعة النيجر، كما عمل مكلفاً بمهمة في الديوان الملكي وأستاذا في دار الحديث الحسنية في الرباط، وشغل منصب رئيس المؤسسة الوطنية لجائزة شنقيط في موريتانيا.

وفي عام 2006، أنشأ جامعة شنقيط العصرية في نواكشوط. كما حظي بعضوية المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وكان ممثلها في نواكشوط.

راكم الراحل العلامة الدكتور محمد المختار ولد أباه إنتاجا علميا غزيرا ومتنوعا شمل علوم القرآن والحديث والسيرة النبوية والفكر الإسلامي والفقه وأصوله واللغة والشعر، وكان آخر ما ألفه كتاب “رحلة مع الحياة”، وهو سرد لذكريات الراحل منذ طفولته في أحضان مواطنه الأصلية في بلاد شنقيط، كما يوثق بالمعلومات والصور المسار المهني والثقافي والفكري والسياسي للراحل داخل موريتانيا وخارجها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *