أصدر محمد الناجم أبهاي، والي جهة كلميم وادنون، قرارا عامليا يقضي بترشيد مياه السقي، ومنع زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر بالجماعات الترابية التابعة لإقليم كلميم.
وعزا والي كلميم وادنون منع زراعة البطيخ بإقليم كلميم، وفق نص قراره الذي اطلعت عليه جريدة هسبريس، إلى الخصاص المسجل في الموارد المائية على مستوى المنطقة، والناجم عن توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية، والرغبة في تدبير أمثل للماء وعدم استنزاف الفرشة المائية.
ويأتي هذا القرار أياما قليلة عن صدور بيان للرأي العام من طرف جمعيات المجتمع المدني بتغجيجت بإقليم كلميم دقت من خلاله ناقوس الخطر، الذي أضحى يهدد واحة المنطقة بسبب انتشار ظاهرة زراعة البطيخ كنمط فلاحي دخيل على البلدة وما رافقها من توالي سنوات الجفاف، في ظل غياب أي حلول واقعية وملموسة من شأنها الحد من اندثار نخيل الواحة وتهجير الساكنة المحلية.
وأكدت الجمعيات ذاتها، في البيان الذي توصلت به الجريدة ، على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة، وعلى رأسها والي كلميم وادنون، قصد اتخاذ تدابير وقائية عاجلة، وإصدار قرار عاملي يقضي بمنع البطيخ بالمنطقة على غرار الأقاليم المتضررة من هذا النوع من الزراعات.
وتفاعلا مع الموضوع ذاته، تقدمت النائبة البرلمانية عن جهة كلميم وادنون، الباتول أبلاضي، بسؤال كتابي إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لمعرفة الإجراءات، التي تعتزم الوزارة اتخاذها لحماية الفرشة المائية بواحة تغجيجت، والحد من انتشار الزراعات المستنزفة للموارد المائية المحلية، خصوصا زراعة البطيخ.
ونقلت أبلاضي في سؤالها استنكار فعاليات مدنية محلية بجماعة تغجيجت لعدم تفاعل السلطات العمومية والوزارة الوصية على القطاع مع نداءاتها المتكررة بضرورة التدخل لوقف المخاطر والعواقب الوخيمة لانتشار زراعة البطيخ بواحة تغجيجت، نظرا لما لهذا النوع من الاستثمارات من تدمير واستنزاف للفرشة المائية.
وأشارت البرلمانية ذاتها إلى أن هذه الزراعة سيكون لها تأثير سلبي على منطقة تغجيجت باعتبارها تعيش على وقع إجهاد مائي مرفوق ببيئة هشة ومناخ قاحل، وهو ما يهددها بخصاص مائي مهول وعجز بنيوي في تأمين حاجيات ساكنتها المحلية من الماء الشروب ومياه السقي اللازمة لزراعة النخيل المعيشية.
تجدر الإشارة إلى أن القرارات العاملية التي صدرت السنة الماضية قضت بمنع وتقنين زراعة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر في عدد من الأقاليم بالمملكة، خصوصا طاطا وبني ملال وزاكورة.
