وزان : محمد حمضي
لماذا اخترنا توجيه هذا الملتمس العاجل للمدير العام للأمن الوطني لتعليق خدمة تجديد البطاقة الوطنية بوزان خلال هذه الفترة ؟
لم يعد سرا بأن الوباء قد أحكم قبضته على مدينة وزان ، وهو ما سبق ل ” موقع سوس بلوس ” أن نبه بأن تدهور الوضع الصحي بشكل مقلق بوزان بسبب الوباء قادم لا ريب في ذلك ، لأن كل المؤشرات كانت تشير إلى ذلك .
يوم السبت 7 نونبر، وبعد أن داهم الارتفاع الصاروخي في عدد المصابين دار الضمانة ، تم عقد سلسلة من الاجتماعات انتهت بإصدار السلطة المحلية بوزان لأول بلاغ رسمي منذ تسرب الفيروس لتراب الإقليم ، مصحوبا بجملة من التدابير والإجراءات الوقائية المستعجلة التي على المواطنين التقيد بها لمدة 15 يوما ( توقيت اغلاق المقاهي والمتاجر والسوق البلدي …. ) .
عدم احترام التباعد الجسدي ، والاستمرار في تقديم بعض الادارات العمومية لخدمات لا تتطلب الاستعجال ، من بين الأسباب التي قد تساهم في توسيع رقعة الوباء ، والرفع من أعداد المصابين ، وهو ما يستدعي تجنب ذلك ، وبالتالي كل ادارة مطالبة بعد التنسيق مع الجهة المكلفة برصد الوضع الوبائي بالإقليم ، إصدار بلاغ لمرتفقيها تخبرهم/ن بتعليق هذه الخدمة أو تلك إلى حين تحسن الوضعية .
المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بوزان يحج لها يوميا العشرات من المواطنات والمواطنين ، قادمين من مختلف الجماعات الترابية بالإقليم، لتجديد بطائقهم الوطنية . هذا التوافد بالعشرات ، يتبعه التجمع أمام مدخل بناية المنطقة الإقليمية للأمن الوطني ، وفي هذه الفترة الصعبة التي أصبحت فيها المدينة موبوءة ، قد يعصف بكل المجهودات المبذولة.
وهكذا فإن سكان البوادي وهم يدخلون المدينة طلبا لهذه الخدمة التي لا تكتسي طابعا استعجاليا في هذه الفترة العصيبة ، قد يلتقطون الفيروس، فينقلونه إلى جماعاتهم الترابية ، حيث صفر خدمة صحية ، كما أن نساء ورجال الأمن الساهرين على تنظيم تقديم خدمة تجديد الوثيقة المذكورة ، مرشحون لا قدر الله بأن يلتقطوا الفيروس من حيث لا يدرون ، لكثرة احتكاكهم بالمرتفقات والمرتفقين .
لهذه الأسباب يعتبر قرار تعليق خدمة الحصول على البطاقة الوطنية ، إلى حين التحكم في الوضعية الوبائية بالإقليم ، اجراء استباقي يستدعي الوضع التعجيل بتفعيله ، لأنه آلية من آليات محاصرة الوباء ، حماية لحياة أسرة الأمن الوطني الساهرة على أمن المدينة ، وحماية كذلك للمرتفقين ومخالطيهم بقراهم .