استطاعت جماعة الركادة القروية بضواحي مدينة تيزنيت، أن تشكل نموذجا يقتدى به في مواجهة داء كورونا، رغم امكاناتها البسيطة والمتواضعة.
فمنذ أن اتخذ المغرب اجراءات الحجر الصحي، سارعت جماعة الركاة بمنطقة أولاد جرار جنوب تيزنيت لتطبيق هذه الاجراءات بشكل دقيق، مع تركيز كبير على جميع اجراءات الوقاية و الاحتراز و التي شملت كل ترابها.
حملات تعقيم كل يوم لم تقتصر على شارع أو حي بعينه، بل شملت كل دواوير الجماعة بترابها الشاسع، وعتاد ثقيل تم رصده لإنجاح هذه المهمة، حيث صرح رئيس الجماعة السيد “الحسين بن السايح” لجريدة سوس بلوس أنه قام بتزويد الجماعة مجانا بثلاثة آلاف آلة للرش اليدوي سعة 16 لتر محمولة على الظهر بالإضافة الى الالبسة الواقية، كما تم تزويد الجماعة بآلة لرش المساحات الكبيرة و آلة بخرطومين للرش سعة 250 لتر فما فوق، تعمل مضختها بمحرك يشتغل بالبنزين محملة فوق شاحنة و تجوب جميع دواوير الجماعة.
من جهة أخرى تم اتخاذ العديد من الاجراءات الوقائية، حيث جرى تزويد سائقي سياراتي الاسعاف ب60 لباس، 100 قفاز و50 كمامة جميعهم للاستعمال الواحد.
أما فيما يخص حماية أعوان و موظفي الجماعة و القيادة، فقد تم تزويدهم بكمامات من النوع الجيد، كما جرى تثبت معقمات لليدين في مدخل المؤسستين لاستعمالهما من طرف الساكنة، إضافة الى تثبيت معقمات أخرى داخل الادارتين للاستعمال من طرف الموظفين.
هذا، و جرى توزيع المواد المعقمة على جماعة الركادة وقيادة أولاد جرار بهدف التعقيم المستمر للأيادي و للحافلات وكذا الطاكسيات و جميع الاليات المتوقفة بمركز الجماعة.
و الى جانب هذه الاجراءات الوقائية، فقد تم اتخاذ العديد من الاجراءات الاجتماعية من أجل دعم الاسر الفقيرة بالمنطقة، حيث برمجت الجماعة 245 الف درهم كمواد غذائية، ساهم فيها رئيس الجماعة بن السايح بمبلغ 86900 درهم إضافة الى بعض المحسنين.
جماعة الركادة بأولاد جرار جنوب تيزنيت، هي إذن نموذج حي لعالم قروي ملتزم بإجراءات الوقاية بشكل أكثر تحضرا، ليبقى الامل كبيرا بأن تساهم هذه الاجراءات ووعي المواطن الجراري في القضاء على فيروس كورونا و إبقاءه بعيدا عن منطقة أولاد جرار.
