الرئيسية مجتمع التصليعة “الزيرو”…هل هي استرجاع للرجولة؟

التصليعة “الزيرو”…هل هي استرجاع للرجولة؟

كتبه كتب في 23 أكتوبر 2018 - 11:07

بعد أن انطلقت حملة “الرجولة” كرد على تسريحة “القزع” في الجزائر، انتقلت الفكرة إلى شباب مغاربة أعلنوا القطع مع “القزع” التي أثارت جدالا خاصة من الجانب الديني والأخلاقي في الآونة الأخيرة.

الحملة خلقت نقاشا كبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي. فقد اعتبر البعض أن الصلعة ليست دليلا على الرجولة، لأن الرجولة أخلاق وأفعال، فيما علق البعض الآخر أن “العرب قديما  كانو كيخليو الشعر طويل تشبها بالأسد، أما الروم كانو كيصلعو و صلاح الدين الأيوبي كان شعرو طويل و فتح بيت المقدس…لكن ذلك لم يجعلهم يتشبهون بالمرأة”، واقترح آخرون أن تكون الحملة “كاملة مكمولة” التخلي عن السراويل “الطايحة والمقطعة” والتحلي بصفات “الرجال شكلا ومضمونا”.

بعض التعيقات على صفحة “حملة الرجولة” فضلت “الصلعة” على “الخريطة التي يتركها الشاب على رأسه (القزع)، وأفضل من طاقية اليهود”، وتمنت أن تعيد هذه الحملة الشباب إلى صوابهم “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…..وهذه بداية خير بدأتم بالتغيير واصلوا وغيروا التصرفات المشينة السيئة بالاخلاق الحسنة …ابتعدوا عما يذهب عقولكم ويفسد اخلاكم ..التزموا بالصلاة…فأنتم رجال الغد رجال المستقبل ….”

حميد، شاب تابع الحملة على الفيسبوك، اعتبر أن “لجوء بعض الشباب إلى حلق رؤوس بشكل كامل، هو رد صريح على موجات الموضة التي ابتلي بها شباب آخرون ولجوئهم إلى طرق مختلفة لتسريح شعرهم بعضها نسائي أو أقرب لذلك، ويبدو أن حليقي الرؤوس كلية يردون بذلك على تلك الموجات، أو حلاقة “الزيرو”، انضباطا منهم لعادات قديمة في حلاقة الرأس لا موضة فيها، وهو استرجاع لرجولة شبه مفقودة في بعض الشباب، خاصة أن حلاقة الرأس بتلك الطريقة طالما اعتمدت إبان ولوج الجندية أو أي مهنة عسكرية”، وتساءل قائلا:” هل تكون الحلاقة وسيلة للقطع مع ما ابتلي به شباب رخو أقرب إلى السلوك النسائي منه إلى الرجولة، أم أن ذلك مجرد تحصيل حاصل طالما أن الرجولة بالمواقف والصلابة اللازمة وليست بالحلاقة أو اللباس؟”

الأستاذ عمر، مدير مؤسسة تربوية، يرى أن تسريحة “القزع” كمثلها من التسريحات اتي ارتبطت بمجموعات ولوبيات، فقد عرفت فترة الثمانينات بما يعرف “الهيبي”، فيما ظهرت “التصليعة”عند بعض الفنانين والرياضيين..لذلك لا علاقة للرجولة بالتسريحة لأن الرجولة شيء والسلوك شيء آخر.

اسماعيل، رجل تعليم، أكد أن الهندام يعبر عن الشخصية، ويقارن بين المجتمع المغربي قديما حيث كانت أمور عديدة غير مقبولة خاصة في اللباس والتسريحة، يقول اسماعيل: ” أذكر أن آباءنا كانوا صارمين فيما يخص أي نوع من اللباس الغير طبيعي، أو التسريحات الغريبة…خاصة في المناطق المحافظة، لكن في وقتنا الحالي ومع ظهور أنواع من التسريحات الغريبة لمجموعات شبابية ابتداء من “الهيب هوب، القزع…” يمكن القول أن حملة الرجولة من جهة هي عودة إلى الأصل الطبيعي أي دعوة للشهامة والإتزان والرصانة، ومن جهة أخرى هي تمرد على تمرد، أي أن شبابا متمردا نزع ربما إلى تسريحة “القزع” لتمرير مواقف أو فقط من أجل التقليد، ليأتي الآن شباب متمرد من خلال الدعوة للزيرو”، إضافة إلى أن كل جديد إلا ويستقطب الشباب وفي الوقت ذاته يلقى مقاومة، لاسيما على صفحات التواصل الاجتماعي التي تعمل على نشره أو خلق نقاش حوله لتنتشر الفكرة”.

أمينة المستاري

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *