أكادبر: إدريس النجار
ظلت العشرة بين الزوجين وفق رواية الجيران والمقربين بضواحي تيزنيت على أحسن ما يرام إلى غاية يوم الثلاثاء الأخير، عندما عكر صفوها ” طاجين ما بنينش ” خيب ظن الزوج عندما افتقد بنظره ” البنة” اللازمة. صب جام غضبه على الأنامل التي هيأته وأعدته للغذاء، وتحول الخلاف بالليل حول الوجبة إلى صدام وجريمة دموية استعمل فيها الزوج السكين كاد ا، يزهق فيه روح امرأة عزلاء، وأقدم على محاولة الانتحار برمي نفسه في بئر عميقة.
نظرة الزوجة كانت مخالفة، لسانها أصر على أن اللذة حاضرة، وأن ” البسولية من لسان شريك حياتها” وأنه مجرد تذرع من “الرجل” لإعلان غضبه عليها، فتشاجرا بعد الظيهرة، ولم تهدأ فورتهما إلا بعدما علم محيطهما بفحوى الخصام وأسبابه ومسبباته.
تعيش هذه الأسرة في هدوء ببيت بسيط بأحد دواوير جماعة أيت إسافن، قيادة تيغمي بدائرة أنزي بإقليم تيزنيت، لكن يوم الثلاثاء الأخير لم يكن عاديا، ففي ليلة نفس اليوم، حل موعد العشاء، وكانت مناسبة تكرر حولها الخصام من جديد حول ” الطاجين الباسل” كان نقاش الليل حادا، وسرعان ما تطور إلى سباب وشتائم، وفي لحظة غضب كبيرة فقد الزوج صوابه فاستل من المطبخ سكينا أوسع به جسم المرأة التي تتقاسم معه حلو العيش ومره، وليس ” الطاجين الباسل” وحده، توالت الطعنات لتشمل الصدر والبطن والأطراف، نزفت كثيرا المرأة كثيرا، وانقطع صراخها واستغاثتها فظن المتهم بأنها فقدت الحياة، ولم يتردد في الخروج إلى بئر عميقة بجوار البيت حيث القى بجسده بقعره.
الجيران بعدما لاحظوا أنو الأمر غير عاد، طرقوا البيت مرارا ثم دخلوا لمعرفة ما يقع، فوجدوا الزوجة في حالة إغماء بين الحياة والموت، أوقفوا نزيفها، واتصلوا بمصالح السلطات المحلية التي انتدبت سيارة إسعاف، قامت بنقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الحسن الأول بمدينة تيزنيت، كما قامت الساكنة باستخراج الزوج من عمق البئر حيث ألقى بنفسه في محاولة للانتحار، وتبين أنه بدوره مازال على قيد الحياة لينقل رفقة زوجته بنفس السيارة، وبينت المعاينة أنه أصيب بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة.
وكانت عناصر الدرك الملكي وضعت الزوج تحت الرقابة بالمستشفى الإقليمي، وعلمت الجريدة أنها استمعت إلى الطرفين يوم أول أمس في محاضر سرمية، وأحالتهما يوم أمس الخميس على وكيل الملك بابتدائية قصد متابعة الزوج قانونيا بعد تماثله إلى الشفاء.
