الرئيسية مجتمع إنزكان: القصة الكاملة لشاب أنقذ مسنا من سيول وادي سوس، وراح ضحيتها

إنزكان: القصة الكاملة لشاب أنقذ مسنا من سيول وادي سوس، وراح ضحيتها

كتبه كتب في 9 مارس 2013 - 15:21

عثرت مصالح  الوقاية المدنية خلال أمس وبعد جهد جهيد على جثة الشاب الذي قضى غرقا بعدما حاول إنقاذ مسن من بين سيول واد سوس الجارفة، وقد وجد على بعد حوالي ماتي متر من المكان الذي غرق به، ووجهت جثته إلى مستودع الأموات لتحديد اسباب الوفاة.

فقد حاول الشاب يوسف بناجح أول أمس الخميس  إنقاذ مسن في الخمسينيات من عمره من مخالب فيضان واد سوس بإنزكان، فكان هو الضحية، قصة مؤلمة لشاب شجاع من حي الجرف بإنزكان قاوم التيار العاتي لوادي سوس، وانهزم في اللحظات الأخيرة بعدما ابتلعه الطمي والوحل ، وجره السيل إلى وجهة مجهولة من الوادي حيث مازال العشرات من رجال الوقاية المدنية يجاهدون لإيجادها.

 مئات المواطنين تابعوا عمليات التنقيب عن الضحية، بينما كانت أمه تحمل صورته وهي تعيش على أمل أن يأتيها خبر العثور عليه حيا أو على الاقل أن يأتوها بجثته لتدفنها وتترحم عليها. قضت الأم ليلة من النحيب بلا نوم وفي صباح أمس الجمعة خرجت قبل طلوع الشمس لكي تلقي بنفسها في الوادي الذي اختطف منها ابنها الوحيد بعدما توسمت فيه خيرا  وأن يكون الرجل الذي سيعوضها عن الزوج الذي هجرها مند سنوات. حاولت الأم أن تلقي بنفسها للبحث عنه أو اللحاق به ولو جثة هادمة، وقد تمكن شيخ حي الجرف برفقة بعض الرجال من اللحاق بها وإرجاعها للبيت رغم حالة الهستيريا التي كانت عليها.

الشاب بناجح يوسف من مواليد من مواليد 1990 بضواحي الصويرة،ويقطن بإنزكان، حيث يعيش برفقة أمه وأخته الطلفة الصغيرة، يعيشان ضنك الحياة في اسوء تفاصيله، بعدما هجر رب البيت الاسرة وسافر لمسقط راسه بالصويرة. يعمل يوسف على ” تقشير السمك” للزبناء بسوق لافراي بإنزكان مقابل بضع دريهمات، فيما تشتغل أمه بالبيوت لتتدبر لقمة العيش.

 بينما كان يوسف ظهر أمس بجوار الوادي، شاهد رجلا مسنا في الخمسينيات من عمره يستغيث بعدما جرفته سيول وادي سوس، وشرعت في جره نحو القعر، فنزع بسرعه ملابسه العلوية غير آبه بجبروت وادي سوس.  تطوع يوسف لإنقاذ  رجل يطلب النجدة، واكتفى من تواجد هناك بمتابعة مشهد شاب تمكن من الوصول إلى طالب النجدة، وشرع في جره نحو اليابسة، ثم رفعه على كتفيه وسط تحيات من تواجد بعين المكان، وفي لحظة خادعة تيقن جميع من على الشط بأن الشاب بناجح اسم على مسمى بنجاحه في إنقاذ حياة المسن، فجأة زلت قدميه وغرقتا وسط الوحل فجره السيل مستغلا  عياءه بعد مجهودات انهارت معها قواه البدنية.

وبينما كانت السيول تجر الشاب نحو عمق الوادي رويدا رويدا تمكن الرجل المسن من التمسك ببعض الشجيرات، إلى أن تطوع مواطنون بمساعدته على الخروج. فقد قام يوسف بناجح بالأهم، وقدم روحه فداء لضمير الواجب ليؤكد أن حي الجرف، بقدر ما يضم فئات عريضة من الشباب الجانح الذي يرتكب فضاعات فكذلك يضم شبانا كثر لا يتوانون في تلبية واجب الضمير حتى لو اقتضى الأمر تعريض حياتهم للخطر.

مشهد حزين عشية أمس بعدما لم يتمكن رجال الوقاية المدنية من انتشال جثة يوسف. جمهور عريض تابع العشرات من رجال الوقاية المدنية يغوصون وسط سيول الوادي بحثا عن الغريق، فلا ترى إلا الحبال الطويلة التي تربطهم بشط الوادي، عمليات غوص متتالية لرجال المطافئ فلا تظهر رؤوسهم إلا بعدما يقطعون مئات الأمطار مدفوعين بقوة السيول.

سوس بلوس

مشاركة