الرئيسية مجتمع مبادرات إنسانية من قلوب دافئة تزرع الأمل في القرى النائية

مبادرات إنسانية من قلوب دافئة تزرع الأمل في القرى النائية

كتبه كتب في 29 ديسمبر 2017 - 00:57

قلوب دافئة، وأيادي بيضاء شمرت عن كتفيها وبدأت تحركاتها من أجل زرع البسمة في أرجاء دواوير نائية، تعيش ظروفا مناخية قاسية بسبب انخفاض درجة الحرارة. هم فاعلون جمعويون أعلنوا حالة استنفار منذ أسابيع منهم من بدأ فعلا عمله الإنساني كجمعية “أخيام” بإملشيل، وفرع المنظمة المغربية لحماية الطفولة بتارودانت.

الفرن ب”الفيتور”…تحصيل  في ظروف “دافئة” بإملشيل

أصبح بإمكان تلاميذ مجموعة مدارس أكدال بإملشيل ، المتواجدة على ارتفاع يفوق ألفي متر، أن يدرسوا بشكل عادي داخل قسمهم، دون ضرورة لارتداء طبقات من الملابس الشتوية داخل جدران أقسامهم، فالدفء أصبح يعم الحجرتين بالمدرسة، بمجرد دخول التلاميذ الذين يقطعون ما بين 2 إلى 3  كيلومترات من منازلهن إلى المدرسة.

 يبدؤون حصتهم بنشاط ويخطون حروفهم بسهولة، بعد أن تم جهز قسمهم بفرن اقتصادي يعمل ببقايا الزيتون “الفيتور” ويتكون من أنبوب من الألمنيوم الخاص بهذا النوع من الأفرنة، يضمن حرارة لجميع أركان القسم، ولا يستهلك الكثير من “الفيتور”، فبعد إشعاله بواسطة القليل من الحطب، يضاف إليه حوالي 1 كيلو من “الفيتور” لتنعم الأجساد الصغيرة بحرارة ملائمة في جو بارد تصل درجة البرودة بالمنطقة ما بين 0 وأقل من درجتين، وترتفع بذلك درجة الحرارة داخل القسم إلى حوالي 8 درجات استعمال الفرن الاقتصادي.

المبادرة المحمودة وراءها جمعية محلية بإملشيل “جمعية أخيام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية “، يقول محمد احبابو ، عضو بالجمعية، بصوت متفاءل مؤكدا أن مجموعة مدارس أكدال (بقسميها) استفادت في مرحلة أولى، في انتظار أن تعمم على باقي المدارس المتواجدة بإملشليل.

يقول احبابو “الجمعية قامت بشراء 8 أفران بثمن رمزي من مكناس، رغم أن ثمنها مكلف، في انتظار تعميمه على باقي المدارس بإملشيل، علما أن كل قسم بمجموعة مدارس أكدال يدرس به ما بين 20 و25 تلميذ وتلميذة، خاصة بعد أن نجحت التجربة، علما أن المنطقة تضم 62 دوارا، وكل دوار يضم مدرسة بها قسمين أو 3 أقسام.”

الجميل في المبادرة أنه سيتم تكوين مجموعة من الحدادين بالمنطقة في مجال صنع هذا النوع من الأفران، لكون كل فرن حتى تتمكن كل المدارس من الاستفادة من التجربة ويمكن اقتناءها بثمن مناسب، في الوقت الذي اقتنت فيه ” الفيتور” من اتحاد جمعيات المنتجة للزيتون المتواجد بالريش بأثمنة رمزية تشجيعا للفكرة.

جمعية أخيام قامت أيضا في إطار دعمها التربوي لتلاميذ المنطقة، ومواكبتها التربوية في اللغة الفرنسية، حيث خصصت الجمعية للتلاميذ متطوعا فرنسيا لتقديم الدعم للتلاميذ في اللغة الفرنسية.

أياد بيضاء تزرع الفرحة بدوار “تمضغوست” بتارودانت

على ارتفاع يفوق 1600 متر عن سطح البحر، انطلقت طبيبة شابة ” ليلى الزماحي”، رئيسة فرع “المنظمة المغربية لحماية الطفولة بتارودانت” بين جبال شاهقة بضواحي تارودانت، عبر طرق غير معبدة تضيق من حين لآخر، في اتجاه دوار تمضغوست، بجماعة تمضغوست.

كلما تقدمت السيارة إلى وازداد الارتفاع وأحس الفاعلون الجمعويون بضيق في التنفس، قبل أن يبلغوا الدوار، بعد حوالي ساعتين من تارودانت. فالدوار يعرف انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير تصل تحت الصفر، تعيش بها ساكنة تقارب 2000 نسمة، أغلبها من أسر معوزة، ما جعل المنظمة تقوم بعملية إنسانية، خصصت مجموعة من الأفرشة والألبسة لجميع الفئات العمرية وحتى المواليد…

ترحيب الساكنة أنسى الفاعلين الجمعويين صعوبة ومشاق الطريق، تقول الدكتورة ليلى، فالفئات الهشة بالمنطقة في حاجة لمبادرات إنسانية سواء من الناحية الصحية أو التعليمية…فالدوار يتوفر على مدرسة ابتدائية وعلى الراغبين متابعة دراستهم التوجه إلى تاملوكت، كما أن النقل المدرسي غير متوفر، كما أن المركز الصحي المتواجد بالمنطقة يفتقر للعديد من التجهيزات خاصة الأسرة، وهوما جعل المنظمة تقرر بعد الحصول على موافقة وزارة الصحة مده بمجموعة من الأجهزة الطبية التي تسلمتها مؤخرا من جمعية “غاليمار” البلجيكية، و جمعية “دار الورد”، وبتنسيق مع الصحفي البلجيكي ناصر أوغوتيي.
يوم غير عادي في حياة الساكنة، أقبلت مجموعة من الأسر لتتسلم “أمانتها”، ليعود الجميع إلى منزله هانئا مطمئنا، وتعود الدكتورة ليلى إلى تارودانت لمباشرةعملها الانساني الآخر الذي ينتظرها.
 

المنظمة تسلمت مؤخرا التجهيزات وتعتزم تنظيم حملة طبية وإنسانية كبيرة بأزيلال، قريبا، تستهدف منطقة آيت عبي، التي تقطنها ساكنة تقدر ب1135 نسمة، وسيتم خلالها توزيع ملابس شتوية من أغطية وأحذية ، مواد غذائية، أدوات مدرسية…تجهيزات طبية وأدوية، ويرافق القافلة 23 طبيبا في جميع التخصصات، وذلك بتنسيق بين المنظمة والمساعدة الاجتماعية دنيا بكر الدين، سلوى محمدي… لإضفاء لمسات على العمل الجمعوي الجدي.

أمينة المستاري

ج 24

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *