مشهد طريف يحدث بإقليم سيدي إفني رغم ما يتضمنه من مآس، فساكنة الأخصاص لا تتحرك إلا والعصا في يدها، لا تخشى اللصوص والمجرمين بقدر خشيتها من هجومات الكلاب المسعورة على البشر، غزوة جديدة تقودها هذه الحيوانات بمنطقة أيت باعمران، زرعت الرعب وسط الساكنة فلم تعد تقوى على الخروج، فقد أصيب يوم أول أمس الثلاثاء في أماكن متفرقة من جماعة الأخصاص 11 شخصا في يوم واحد، جلهم نساء وأطفالن فتم توجيه تسعة منهم نحو المستوصف المحلي بالمركز البلدي الأخصاص فيما نقلت حالتان إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت. وفي ليلة أمس عادت الكلاب لمهاجمة المصلين ففر بعضهم بين الدروب وتكفل آخرون بصرف هذه الكائنات عن الحي عبر الدفاع على النفس بالحجارة.
ومند عشرة ايام سجلت بجماعة ايت الرخا بدوار “تافراوت ند الشاهد” حالة طفل عمره ست سنوات نهشت خلاله كلاب ضالة رأسه، وأزالت أنيابها جزءا من فروة رأسه، فنقل على عجل إلى المستوى الإقليمي بتزنيت. وبدوار إد واياه بجماعة سيدي عبد الله اوبلعيد أصيب طفل وامرأة كان في طريقه إلى المدرسة، وتلت ذلك حملة ابادة من طرف الجماعة بتنسيق مع السلطة المحلية، فبلغت حصيلتها 220 كلبا قتلت بالرصاص.
وفي اتصال للأحداث المغربية مع عمر باحمان رئيس بلدية الاخصاص اكد أن هجومات على الناس تمت بالفعل من قبل كلاب ضالة وتم وضع سيارة الاسعاف بالبلدية رهن إشارة المصابين لنقلهم إلى تيزنيت، كما خضع المصابون-يضيف الرئيس- إلى لقاحات مضادة لداء السعر بالبلدية، وكانت مصالحها توصلت مند أيام من الطبيب البيطري بمراسلة بخصوص تعدد هجومات الكلاب على الناس، فشنت المصالح الجماعية حملة إبادة على هذه الحيوانات بالرصاص تمكنت خلالها من قتل 225 كلبا.
رغم هذه الحصيلة فقد هزمت الكلاب المجلس البلدي للأخصاص ومصالح قيادتها،وجماعات مجاورة، واعترف رئيس المجلس بالهزيمة، مقرا أن “هذه العملية لم تحقق ما كان مأمولا بسبب فرار الكلاب عند سماع ذوي الرصاص، إلى جانب أن عملية الإباذة عبر التسميم لم تستعمل لأنها تحمل مخاطر على الساكنة والمواشي رغم فعاليتها، لذاك يتم تحاشيها، وطالب الرئيس بانخراط الجماعات المجاورة رفقة السلطات المحلية من أجل القضاء على الظاهرة لأن البلدية وحدها لن تستطيع القضاء على الكلاب المتجولة.
إدريس النجار و محمد بوطعام
الأحداث المغربية
