الرئيسية الصحة الصوصيص”..إقبال متزايد رغم الحديث عن لحوم الكلاب والحمير في إعداده‎

الصوصيص”..إقبال متزايد رغم الحديث عن لحوم الكلاب والحمير في إعداده‎

كتبه كتب في 10 فبراير 2015 - 15:54

ما زال الغموض يخيم على المكونات الحقيقية للنقانق المستخدمة في إعداد وجبات سريعة. فلا يعقل أن يباع ساندويتش «الصوصيص» بـ6 أو 7 دراهم، في حين يصل سعر الكيلوغرام الواحد من النقانق إلى 80 درهما، ماعدا إن كانت وجبة النقانق مكونة من مواد أخرى بعيدة كل البعد عن اللحوم المفرومة.

انتشر شريط فيديو على موقع «يوتوب» يوثق لأشخاص يقومون بنحر حمار، قبل أن ينكبوا على سلخه في مكان خال يضم أيضا مجموعة من الكلاب، التي على ما يبدو تنتظر دورها لتذبح هي الأخرى.
ملامح الذين قاموا بالفعل تبرز أنهم من جنسية آسيوية لكن الشخص الذي التقط الشريط يبدو أنه مغربي. مصير اللحوم المحصل عليها من العملية يبقى مجهولا؛ هل سيتم توجيهها إلى باعة الوجبات السريعة «الصوصيص»، المنتشرين بين الأحياء الشعبية، أم أن الفاعلين يرومون استهلاك لحم الحمار المذبوح؟ في كلتا الحالتين، فإن غياب المراقبة ينذر بكوارث صحية تمس سلامة المستهلكين بالدرجة الأولى.
بسوق «باب مراكش» بالمدينة القديمة بالبيضاء، تستوقفك رائحة وجبة النقانق السريعة (الصوصيص) والتي تحيل على أن طعمها شهي.
توقفنا لدقائق لدى بائع لهذه الأكلة المشكوك في سلامتها وطالبت بواحدة بهدف تقصي مكوناتها. وبينما كان البائع مستغرقا في تحضيرها وهو يرتدي وزرة بيضاء، ألقينا عليه بعض الأسئلة حول محتويات هذه الأكلة السريعة وهل فعلا تحتوي على لحم صاف أم أشياء أخرى؟ فأجاب متوجسا بأن أن لا داعي للخوف من محتويات هذه الوجبة.
ورغم إصرارنا، تفادى البائع إخبارنا بتفاصيل أكثر حول الموضوع، مكتفيا بالقول إن الأمعاء التي يتم حشوها (دون أن يقر بماذا) مستوردة من إيطاليا وأن هنالك خصاص منها. وعند انتهائه من إعداد سندويش «الصوصيص» أخبرنا بأن سعره يقدر بـ7 دراهم وأنه ارتفع بدرهمين إذ لم يكن يتجاوز 5 دراهم وذلك بسبب ارتفاع أسعار مكوناته، كما جاء على لسانه.
تسلمنا سندويش «الصوصيص» وابتعدنا عن البائع ببضعة أمتار حتى يتسنى لنا اكتشاف ماهيته، بيد أن رائحة قوية كانت تنبعث منه.
تذوق «الوجبة» أفضى بنا إلى استنتاج أنها تحتوي على كمية كبيرة من التوابل والبهارات وذلك حتى تختفي رائحتها الحقيقية على ما يبدو، أما طعمها فلا يدل على أنها تحتوي ولو على قطعة صغيرة من اللحم.
غير بعيد عن باعة ساندويتشات «الصوصيص» بمنطقة باب مراكش بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، تتركز محلات متخصصة في بيع أكلة مكونة أساسا من النقانق تلقب بـ«بوتشي».
هناك وجدنا مجموعة من الشباب يقبلون بنهم على تناول هذه الوجبة. طلبنا بدورنا وجبة «بوتشي» لنجد أنها مكونة من النقانق وبعضا من الجبن وكمية أوفر من «الكاشير»، وأنها تباع بسعر 10 دراهم.
إحدى السيدات كانت تمر على مقربة من المحل حيث اقتنينا سندويتش «بوتشي»، لاحظت مغادرتنا قبل تناول الوجبة السريعة، وبادرتنا بالحديث عما تقدمه هذه المحلات. تقول هذه السيدة التي كانت تقبل على تناول الوجبات السريعة بخسة الثمن، قبل أن تكتشف حقيقتها، إن «غياب مراقبة محلات الوجبات السريعة التي تقدم لزبنائها أكلة «بوتشي» التي تضم النقانق كمكون رئيسي لها، يجعل أصحابها يستخدمون لإعدادها مكونات منتهية الصلاحية (الجبن و«الكاشير») أما النقانق المستعملة في هذه الوجبة أساسا، فمصدرها مجهول هي الأخرى».

نورا أفرياض

مشاركة