الرئيسية مجتمع الرشيدية.. معمار وتاريخ يستنجد

الرشيدية.. معمار وتاريخ يستنجد

كتبه كتب في 1 يونيو 2013 - 15:23

تعد قصور الرشيدية التي تربو على أربعمائة قصر وقصبة وثيقة معمارية تاريخية على حضارة وتراث مدينة سيجلماسة حاضرة القرون الوسطى. ومثال التعايش السلمي بين القوميات والأعراق المختلفة، كما تعبر عن الغنى الثقافي والمعماري للمنطقة، ومن المؤسف جدا أن تكون خارج اهتمام المسؤولين.. وإن نحن آمنا بأن العمران من المجالات التي تعكس سمات وذهنيات وعادات وتقاليد وحيوية أي مجتمع، سيكون من الواجب حينها إطلاق حملة إعلامية وثقافية تأخذ على عاتقها إعادة الاعتبار لمكون أساسي وهام من المكونات التراثية والحضارية للمغرب.. ويمكننا أن نذكر في هذا السياق النجاح الكبير الذي حققته التجربة الهولندية في صيانة الطواحين القديمة في مجمع»زانسه سخانس» القريبة من أمستردام حيث يعد واحدا من عشر وجهات يقصدها السياح من مختلف دول العالم، وهذا بالطبع إضافة إلى ترميم وإعادة صيانة الطواحين وإدراجها ضمن التراث الوطني والعالمي.

في تلك القصور تفاصيل عائلات كبيرة وصغيرة، عرب وأمازيغ ويهود، خلقوا نموذجا مشرقا للتعايش والتساكن والسلم والتسامح وممارسة الشعائر الدينية.. ونذكر في هذا الصدد أن هذا النموذج المشرق أهّل يهود سيجلماسة للقيام بدور حيوي في ربط الاتصال بين سيجلماسة وأوربا.. ، فهل يمكن لوزارة الثقافة أن تعد مخططا لحماية ذلك الإرث الحضاري بما يحمله من تفاصيل من ثقافتنا المغربية في تنوعها الكبير؟
ما تبقى من تلك القصور يصلح أن يكون مادة فيلمية أو فيلما سينمائيا، كما يمكن إنشاء أكثر من مدينة سينمائية مصغرة، خصوصا وأن البناء المعماري للقصور متناغم ومنسجم مع المعمار المغربي في بعديه التاريخي والراهن.

 خديجة بوعشرين

 

مشاركة