بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،نونبر،أكادير،2023
مقال(109),2023.
تأكد بعد عديد مقالات كتبتها عن أزمة إضرابات رجال ونساء التعليم ان هناك من نصبني خصما لهم ، بل تلقيت من بعض التعليقات سبا و شتما لا يليق بهذه الفئة التي أسست النقابات و قادت قواعد الاحزاب و كانت أساس الجمعيات الوطنية و الهيئات الحقوقية الى جانب المحامين ، و كانت أكثر الفئات تعرضا للتنكيل والإعتقال زمن تازمامارت و درب مولاي الشريف .
وبنفس المنطق يقول هؤلاء ،انه لهذه الإعتبارات نفسها لا يليق بشخص مثلي ترعرع في هذه التنظيمات ان يعاكس رجال و نساء التعليم في معركتهم من اجل الكرامة .
وبين الصراحة و الوقاحة يكون على كاتب الرأي أن يتسلح باخلاق الصحافة ومبدأ المكاشفة .
جلست البارحة في مجلس أسري بحضور رجل تعليم مضرب ،فمثلي مثل كل المغاربة لا تخلو عائلة من رجل تعليم ، و طرحت عليه هذا السؤال :
– من يقرر متى تضربون ،ومتى تسافرون الى الرباط لتتظاهروا ؟
– بعد قرار الحكومة ، كيف إجتمعتم لتقرروا الرفض من عدمه ؟
ولكي اضعكم في صورة خلفيات هذه الأسئلة دعونا نرتب الأحداث :
– الحكومة ملتزمة بنهج الدولة في تدبير النزاعات الإجتماعية ، عبر استعمال قنواتها وهي الهيئات السياسية و النقابية ،
الهيئات السياسية تستشار وفق تصنيف أغلبية ومعارضة ،و رؤساء فرق و مجموعات نيابية ،
وبالنسبة للنقابات تتم وفق الأكثر تمثيلية ، على اعتبار أنها تكتسب الشرعية التفاوضية بقاعدتها التنظيمية و حصيلتها الانتخابية في الاستحقاقات .
والحكومة لا تفتح الحوار في الكواليس بل امام الكاميرات في زمن ومكان معلومين ، و تصدر بلاغا للرأي العام تتضمنه مجريات ومخرجات الحوار .
ساعات قليلة بعد البلاغ المشترك بين النقابات والحكومة بخصوص تسوية أزمة التعليم خرج بلاغ باسم التنسيقية الوطنية لرجال التعليم تعلن رفضها لمخرجات الاجتماع و أعلنت تمديد الإضراب و إعلان معارك جديدة .
السؤال المحير الذي يتحاشى رجال التعليم مناقشته ،هو كيف إجتمعت هذه التنسيقية بهذه السرعة و أعلنت ما اعلنت ؟
أين إجتمعت هذه التنسيقية ؟
و السؤال المحير :
التنسيقية تعني أفرادا او مكتبا او مجلسا ، لهم هويات واسماء ، فهل رجال التعليم يعرفون هذه القيادة الشبح التي تقود نضالاتهم ؟
موقف من حجم رفض مقترح الحكومة و الدخول في مواجهة ممتدة ، هل التنسيقيات المحلية استشيرت في هذا القرار ؟
ولنفترض ان الجواب هو نعم ،
هل لكم ان تعرفونا كيف استشرتم ؟ وماهي الآلية التنظيمية المتبعة في هذه الإستشارة ؟
ولماذا إجتماع التنسيقية تم في السرية دون تغطية اعلامية ؟
إن هذه الاسئلة إما انها تحامل ضد التنسيقيات و تساؤلات مبنية عن جهل بهذه التنظيمات التي تملك كل هذه القدرة في التعبئة ؟
او ان الأمر يستحق فعلا التأمل و النقاش .
هي مجرد أسئلة تستفز تفكير الأغلبية التي كلما وصلها بلاغ او بيان بالإضراب إنخرطت دون تفكير في من يقود ولا الى اين يقود ؟
فهل تعتبرون ؟
سيدي علي ماء العينين: يارجال و نساء التعليم ، هل انتم احرار ام رهينة ؟!!!
مقالات ذات صلة
“تتمتع عني العبارة”…مؤلف جديد للشاعرة مينة الأزهر
ضمن منشورات “الاتحاد المغربي للثقافات المحلية”، صدرت للشاعرة مينة الأزهر أضمومة شعرية ثالثة موسومة بـ “تتمنّع عنّي العبارة”، تزين غلافها [...]
حركة الطفولة الشعبية بوزان تصدر بلاغا حول مخاطر سباحة الأطفال ببحيرة بودروة
قام فريق من مكتب جمعية حركة الطفولة الشعبية بوزان يوم الأحد 05 ماي الجاري ، بزيارة لمنتزه بودروة ، الواقع [...]
المغرب يمضي الى الامام : قفزة نوعية في حرية الصحافة و منارة إشعاع في شمال افريقيا
د. مهدي عامري كاتب، استاذ باحث، خبير الرقمنة و الذكاء الاصطناعي المعهد العالي للاعلام و الاتصال، الرباط يُشرّفني اليوم أن [...]
انفجار بَركان
د حنان أتركين عضو مجلس النواب بَركان أو بُركان…لم يعد الأمر مختلفا، فالانفجار قد أصبح مشتركا بينهما…لم يعد الإخوة المصريون [...]