الرئيسية مجتمع نقص “الذهب الأزرق” يعلن عن صيف ساخن بالاحتجاجات

نقص “الذهب الأزرق” يعلن عن صيف ساخن بالاحتجاجات

كتبه كتب في 4 أغسطس 2017 - 09:30
على ظهر دابة أو مشيا على الأقدام، تنتشر مجموعات من الأطفال والنساء لفحت وجوههم أشعة الشمس الحارقة، فاكتسبت بشرتهم سمرة غامقة…يقطعون أحيانا كيلومترات عبر طرقات وعرة غير معبدة، للوصول إلى عيون مائية للسقيتستقبل طوابير لأخذ ما تحتاجه من “الذهب الأزرق” في براميل زرقاء وبيضاء...منظر متكرر ومعاناة يومية يعيشها سكان أغلب الدواوير والجماعات القروية بمناطق سوس ودرعة، بل هم يومي يتفاقم كل فصل صيف، ويؤجج المسيرات الاحتجاجية.
فرغم مشاريع تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب إلا أن العديد من المناطق لا زالت تعيش ندرة الماء أو قلته وفي مناطق أخرى يعم مشكل الجودة، حتى أصبح العطش يتهددهم دفعهم للاحتجاج وتنظيم مسيرات احتجاجية.
آبار غير مرخصة حرمت دواوير من نعمة “الذهب الأزرق”
ملتحفات بمناديل “شمالية” و”تارازا” وقفت العشرات من النساء جنبا إلى جنب مع رجال وأطفال دواوير خراشش و المناتهه الهواوس، الحلين، الشعلين والكتيوة... بجماعةزومي و.جماعة ونانة بإقليم وزان، وتوجهن في مسيرة احتجاجا على حرمان أسرهن من نعمة “الذهب الأزرق”، بعد جفاف بعض العيون المائية التي كانت تزود المنطقة بالماء، بسبب استنزاف المياه الجوفية من طرف بعض الساكنة لآبار دون ترخيص وسكون بعض المسؤولين بمناطقهم عما يحدث في تجاهل تام لحقهم في الماء الذي يضمنه لهم الفصل 31 من الدستور.
أمام ندرة المياه، لم تجد معها الساكنة من حل سوى الخروج لإيصال معاناتها للمسؤولين، بل وصلت الوقفات الاحتجاجية باب عمالة وزان، وعبر بعض السكان عن استعدادهم نقل احتجاجهم للعاصمة الإدارية :” احنا مستعدين نمشيو من وزان لهيه”.
ومع توالي الاحتجاجات، قرر مجلس تطوان طنجة الحسيمة، إيجاد حلول استعجالية لساكنة 15 دوارا متضررا من ندرة الماء من خلال صهاريج مائية متنقلة، في انتظار حل ناجع، وهو ما اعتبرته فعاليات جمعوية “حلولا ترقيعية لا ترقى لانتظارات الساكنة، لأن المطلوب تفعيل وتحريك المشاريع المتوقفة لمد العالم القروي بالماء الصالح للشرب، والضرب بيد من حديد على كل من تجرأ وحرم الساكنة من خلال حفره بئرا غير مرخص.
نضوب المياه الجوفية يعمق الأزمة
تعاني دواوير بتارودانت من شح  كبير في مياه الشرب، كدوار تالموضعت بجماعة تاويالت، ودوار العرب بجماعة زاوية سيدي الطاهر من بين أبرز الدواوير التي تعاني ساكنتها من غياب الربط بالماء الصالح للشرب ونضوب معظم الآبار الجوفية.  فرغم تموقعها بأعلى قمم الأطلس الكبير غنية بفرشة مائية متنوعة وتعيش نسائها وفتياتها معاناة يومية في رحلة البحث عن قطرة ماء، فيضطرن للتوجه إلى مناطق بعيدة بواسطة الدواب، ومما يزيد من معاناة الساكنة العزلة والبطالة في غياب بنيات تحتية وقساوة الظروف الطبيعية.
بجماعة إيميضر، خرجت ساكنة منطقة “أنونيزم” بجماعة اميضر بإقليم تينغير، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام في اتجاه مقر عمالة تنغير، بعد أن عانت من شبح العطش، حتى بات يقض مضاجعها، وطال انتظارها من حفر بئر عوض البئر الذي جف، بعد أن كان يزود ساكنة المنطقة التي يصل عددها أكثر من 10 آلاف نسمة،  وزادت معاناتهم مع حلول فصل الصيف.
أما دواوير توريت تملالت، امجدادار، علا بهكو، اتعوي، ايت الخلف، مقبي، تيزي نلون، تولاوالت…يجماعة إكنيون بتينغير، فتعيش على مدار السنة وخاصة الصيف أزمة خانفة بسبب الماء..يفيد أحد سكان المنطقة للجريدة24، والملم بمشكل الماء بالمنطقة، حيث يضطر سكانها للتنقل ساعات من أجل الوصول إلى عين مائية أو منبع للتزود بالماء الصالح للشرب، في الوقت الذي تتعرض أحيانا ماشيتهم للنفوق بسبب قلة الماء.
مناجم استنزفت الفرشاة المائية
“الفقيه اللي ترجينا بركتو دخل الجامع ببلغتو” مثل أصبح شائعا بين ساكنة المناطق التي تتواجد بها المناجم، فبعد أن بنت الساكنة أحلاما بمستقبل وردي بسبب هذه المناجم سواء بإميضر أو تغصى وبوشليف ووينيدزغان بجماعة إكنيون…وجدت نفسها تغوض في عمق واقع مزري وبطالة متجدرة وسط الشباب، والأدهى من ذلك حرمانها من حقها في فرشاة مائية نقية، بعد أن تم الاستيلاء على حصة كبيرة من الماء وتمت السيطرة على مياه الصهاريج، والأدهى من ذلك تعريض الفرشة المائية للتلوث كما حدث في منجم الذهب “تيوت” بتغصى الذي تعرض لتسرب مادة “السيانور” وقضى على مجموعة من المغروسات قبل أشهر، كما حدث بدوار آيت إورجدال الذي حرم من ماء عين ” إيميزار إزكواغن ” المتواجدة على أرضه ” صهريج” من طرف الشركة المسيرة للمنجم، وبعد أن كانت الساكنة تستفيد من مياهها على امتداد 24 ساعة، أصبحت  تسحب المياه من الصهريج بعد 6 أيام من الانتظار، فقلة الماء أثرت على حياة الساكنة بشكل جلي مست الإنسان والنبات والحيوان.
  
 المستاري أمينة
 
مشاركة