الرئيسية مجتمع لا يحدث إلا بوزان: موظفة…ستة سنوات من العمل…ليست موظفة…!

لا يحدث إلا بوزان: موظفة…ستة سنوات من العمل…ليست موظفة…!

كتبه كتب في 5 مايو 2017 - 00:07
 “ وإذا كان البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة ، فهذا يعني أن هناك خللا ما ….لكن هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها ؟ الأكيد أنهم يلجؤون إلى ذلك بسبب انغلاق الأبواب أمامهم ، أو لتقصير الإدارة في خدمتهم ، أو للتشكي من ظلم أصابهم ” . هذا مقتطف من خطاب الملك محمد السادس يوم 14 أكتوبر 2016 ، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى للسنة التشريعية الحالية . استحضار هذا الخطاب الذي شرح جسد الإدارة المغربية وشخص أمراضه ، جاء تفاعلا مع النداء الذي وجهته مواطنة من وزان لملك البلاد ، بعد أن سدت في وجهها أبواب الإدارية الترابية ، إقليميا و جهويا ومركزيا ، كما جاء ذلك على لسانها .
 قصة ابنة وزان الحسنية بنصغير أغرب من الخيال ، ولا يمكن أن تحدث إلا في مدينة قالوا عنها يوما ” اتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاؤون ” ….بين  نسائم “الربيع العربي ” ، وخريفه الشاحب ، ونسخته المغربية المليئة بالدروس المدنية ، ركبت هذه الشابة كل قوارب المعاناة ….كيف لا تضيق مساحة أملها ،  وتتوسع رقعة يأسها ، وهي التي تصنفها الوقائع المادية التي سردتها على لسانها بأنها موظفة …..موظفة من دون الحصول على الأجرة ، ولا على الإجازة السنوية ، ولا حق لها في المرض لمدة تجاوزت ستة سنوات …..
بداية حكاية الحسنية بنصغير كانت يوم 6 يناير 2011 ، تاريخ تنظيم حفل على شرف الشباب الذين استفادوا من التوظيف المباشر ، ترأسه العامل السابق وأطر إدارية أخرى تابعة للإدارة الترابية بوزان…بعد أقل من أسبوع على الحفل سيتم التحاق هذه الشابة بمقر عملها بالمقاطعة الحضرية الأولى، وسيتم تكليفها بمصلحة الشواهد الإدارية، وبعدها بمصلحة الشؤون الداخلية ( الجوازات ) وذلك إلى حدود يوم 24 نونبر 2016، تاريخ بداية تعرضها للمضايقات كما جاء ذلك في تسجيلها الصوتي الذي تناقلته وسائط التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية … في سنة 2012 تاريخ سريان مفعول تعميم المساعدة الطبية ( راميد )، تكلفت بمتابعة هذه العملية الاجتماعية، ونابت عن رئيسها في اجتماع اقليمي لذات الغاية ( 14 أكتوبر 2014 ) ….
 مرت الأيام ، واستهلكت الأسابيع والشهور والسنوات ، والحسنية الشابة محط احترام الجميع ، لم تدق طعم عرق جبينها ، ولم تعرف الإجازة السنوية طريقا نحوها ، وانقلب أملها  إلى ألم ، وغزت وجهها الذي لم تكن تفارقه ابتسامة الشباب المتشبع بالحياة ، تجاعيد حفرها الحزن وجعلها تهرم قبل الأوان ….
  الحسنية بنصغير التي لازالت تزاول عملها إلى اليوم ، لم تقبض إلى هذه اللحظة على السر وراء طمس ملف توظيفها ، والزج به في غياهب الغموض ، وتقاذفه بين المصالح المركزية المختصة بوزارة الداخلية ، وعمالة إقليم وزان ، بينما حزمة من الوثائق الرسمية تثبت اشتغالها بالدائرة الحضرية الأولى بوزان ….
 ملف هذه المواطنة التي وجهت نداء استنجاد إلى الملك محمد السادس من أجل إنصافها ، وحده تفعيل خطاب جلالته حول الإدارة المغربية ، من طرف الجهات الموجودة في علاقة تماس بقضيتها ، سيضع حدا لمعاناتها التي أوصلتها آخر درج على سلم المرارة و اليأس .
وزان/ محمد حمضي
مشاركة