في الوقت الذي يطالب فيه المهندسون تحسين أوضاعهم الاجتماعية المزرية مقارنة مع مساهمتهم في خلق الثروات الاقتصادية، أثارت تصريحات واقتراحات بعض المسؤولين إلغاء مجانية التعليم العالي في تخصصات الهندسة قلق المهندسين ورفضهم، حيث عبروا عن موقفهم في بيان أصدروه السبت الأخير، واعتبروا أن مجانية التعليم في الهندسة من مكتسبات الشعب المغربي عموما و الفئات المتوسطة و الفقيرة على وجه الخصوص.
البيان أثار انتباه الحكومة إلى الانعكاسات الوخيمة لهذا القرار، في ظل الاحتقان الاجتماعي و إشكالية توزيع الثروات بالمغرب و تزايد التضييق على حق أبناء الطبقات المتوسطة و الفقيرة في متابعة دراساتهم و تتمين تفوقهم الدراسي و حصولهم على فرص الشغل.
التكوين الهندسي و وإشكالات ولوج سوق الشغل مواضيع دعت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة إلى فتح نقاش حولها، من أجل تحديد مكامن الخلل على جميع المستويات، مع إشراك المهنيين و جمعيات خريجي مدارس التكوين الهندسي و التنظيمات النقابية الهندسية و الفاعلين بالتعليم العالي.
واعتبرت النقابة أن الحديث عن كون أجور المهندسين بالمغرب أفضل من اسبانيا هو مغالطة (على العموم راتب المهندس المغربي المبدئي في القطاع العمومي و حتى في القطاع الخاص لا يتجاوز الحد الادنى للأجور في اسبانيا). من جهة دعا المكتب الوطني الحكومة إلى إعادة النظر في مبادرة تكوين عشرة ألاف مهندس أو ما يعادله سنويا، خاصة في ظل الإختلالات العديدة التي أفرزتها المبادرة في العديد من معاهد و كليات التكوين الهندسي، وضرورة الاعتناء أكثر بملف التكوين بالأقسام التحضيرية . محذرة من التضخم المنتظر في عدد خريجي المهندسين وما يتطلب معه إيجاد حل لشبح البطالة الذي أصبح يتهدد العشرات من المهندسين الشباب في السنوات الأخيرة، في ظل تراجع وتيرة النمو الاقتصاد .
سوس بلوس
