الرئيسية الصحة ‫انزكان: بالفيديو…جهاد تغادر مستشفى الأمراض العقلية وشكايتها تخرج من ثلاجة الحفظ‬

‫انزكان: بالفيديو…جهاد تغادر مستشفى الأمراض العقلية وشكايتها تخرج من ثلاجة الحفظ‬

كتبه كتب في 2 نوفمبر 2016 - 19:55

أخرج  الوكيل العام للملك شكاية جهاد من الحفظ بعدما ظلت مركونة برفوف المحكمة طيلة خمسة سنوات، كما أعطى أمره للشرطة بإجراء بحث يشمل كل من له علاقة بهذه القضية، بالاستماع إلى إفادات الضحية، واستدعاء مغتصبها، ووالده الكولونيل وإجراء بحث حول ما يتعلق بذلك من أمكنة ودلائل مادية تؤكد أو تنفي واقعة الاغتصاب.

‫وبأمر منه خرجت بعد ظهر  يوم أول أمس الاثنين الممثلة جهاد من مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بإنزكان تصحب معها تقريرا يعترف لها بأنها في كامل صحتها العقلية، كما تحمل معها جروحا نفسية لا تقل عما تعانيه، مؤكدة أن وضعها كما تقول مع “الحماق والمسطيين” مجرد قرار تعسفي سعى من أفتى به إلى إقبار قضيتها وكتم صوتها سيما وأنها جردت من الهاتف ومن كل وسائل الاتصال. وتطالب جهاد بالتحقيق في قضيتها لمحاسبة كل من سعى إلى طمس قضية اختطافها واغتصابها من قبل ابن الكولونيل.

‫تجربة مريرة تحكيها جهاد ل«الأحداث المغربية» وتتمنى ألا يكتب لأي كائن آدمي أن تقوده ظروفه الصحية إلى مستشفى الأمراض بإنزكان بسبب قساوة بعض العاملين به، يتصرفون بقسوة بمنطق السجن فكانوا يهددونها إن لم تتناول الأقراص المنومة بأن ينزلوها إلى الأسفل، دون أن تكون لها أي معرفة بمن يقطن في هذا “الأسفل” وما هي هذه الصورة المرعبة التي يكونها عنه الموظفون وأهل المكان، فاكتشفت بعد السؤال بأنه مخصص لتكديس «المسطيين والحماق والمخبولين من الدرجة الأولى»، بمعنى أن الكائنات الآدمية التي لا تتحكم في قدراتها العقلية والنفسية، توضع هناك في الدرك الأسفل، يقبع به هؤلاء المقيدون «بالعرام»، يتبادلون فيما بينهم الصراخ والشتائم.

‫كل أنواع القذارة جمعها جناح الأمراض العقلية، تؤكد جهاد، يستقبل الناس بروائحه الكريهة وببيوت نظافة لا تحمل من النظافة إلا الاسم، أثاثه مهترئ وكأن المسؤولين قدموا استقالتهم بهذا المكان، أو لكأن شريحة “الحماق” لا تستحق أية الفاتة، ما يفسر رغبة عديد منهم مغادرة المكان نحو المحطة الطرقية أو للمبيت بجوار أسوار سجن إنزكان. هناك خضعت للتنويم ثالثة ايام رافضة الأكل، لأنها وضعت في بيئة بشكل انتقامي.

‫خلال ساعة من الحكي لم تتوقف جهاد عن البكاء والنحيب، احمرت عيناها، وتبلل شعرها بدموع ساخنة اختلطت بخصلاتها، تحدثت عن اللحظة الأولى التي سبقت صعود شبكة الانارة، وعن التعسفات التي لقيتها من قبل أحد رجال الأمن، والإهمال الذي تعرضت له بمستشفى الحسن الثاني لحظة نزولها من “البوطو” قبيل حشرها مع  غير الأسوياء.

‫يوم الواقعة خرجت جهاد لوضع ملفها الدراسي بمصلحة قصد التقدم لمباراة، وهي في الطريق، مر بجوارها راكب دراجة نارية، عاكسها وفشل فشرع في إمطارها بالشتائم وتذكيرها بواقعة اغتصابها، تذكرت المواجع القديمة وعدم إنصافها، كما عادت إلى ذهنها العبارة الذي يقذفها بها والدها، كلما أرد أن ينهرها، يعيرها بواقعة اغتصابها بقوله “سيري عند البشير”، شعرت أنها مهانة من قبل الجميع الأسرة والشارع، فصعدت صباح السبت أكادير أوفلا واعتكفت بالولي سيدي بولقنادل باكية لساعات وكان الناس يدعون لها بانفراج أزمتها، فكرت في لحظة أن تلقي بنفسها من ذلك العلو فلم تقوى على ذلك، لتغادر راجلة دونما أي اتجاه محدد، إلى غاية بلوغ شبكة التيار الكهربائي بإيليغ، صعدت إلى العمود ولم تجرؤ من جديد على تخطي نقطة الخطر لأنها رغم كل ما وقع، تبقى متشبثة بالحياة.

‫اشعر الناس الشرطة والوقاية المدنية بواقعة صعود العمود فهرعت إلى عين المكان، فكانت تشترط أخذ حقها من مغتصبها لكي تنزل وما أن تلقت وعدا بتحريك قضيتها حتى قررت النزول إلى الأسفل وقبل بلوغ البسيطة، سقطت من علو مترين بعدما زلت قدمها مخطئة الوطء على القضبان.

‫تكشف جهاد عن جروح على مستوى اليدين والساق، وتشير إلى أن فخذها الأيمن مازالت الزرقة تعلوه من أثر السقطة، دون أي علاج يذكر لا بأكادير ولا بإنزكان، بل بالعكس قام رجل أمن بتصفيدها وهو يقول «حمدي الله حيث ما عطيتك شي طرحة ديال العصى»!..

الأحداث المغربية مكتب اكادير

إدريس النجار / ت: ابراهيم فاضل

الفيديو

مشاركة