في تطورات غير مسبوقة في تاريخ المغرب ، وجه خطباء وأئمة مساجد بالمغرب ، ينشطون ضمن رابطة أطلق عليها اسم ” أسرة المساجد ” رسالة نارية إلى السيد عبدالإله بنكيران رئيس الحكومة المنتهية ولايتها ، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي انتقد من خلالها الدعوات التي أطلقتها صفحة ” فرسان العدالة والتنمية ” على الفيسبوك ، و التي دعت إلى إقالة وزير الأوقاف السيد أحمد التوفيق ، حيث وصفهم بنكيران بـ “العفاريت و المخلوقات الغريبة و بالمخدرين و القاصرين” ، الامر الذي اثار غضب الأئمة ، على اعتبار أن إقالة التوفيق هي بداية حقيقية لاصلاح القطاع الديني في المغرب حسب ما جاء في رسالتهم الموجهة إلى بنكيران ، نسوقها إليكم كما جاءت :
” في الحقيقة لم نكن نتوقع من السيد عبد الإله بن كيران أن يرد لنا أي جميل أو أن يمن علينا بشيء، لأننا كأسرة المساجد نعلم يقينا أن مطالبنا ينبغي أن توجه مباشرة إلى جلالة الملك بصفته أميرا للمؤمنين، و بصفتنا نوابه على المساجد والمنابر”، مضيفين “كنا ننتظر فقط من بنكيران أن يكف عن تصريحاته الصبيانية كرئيس حكومة منتخبة من الشعب، لكنه أبى إلا أن يواصل رمي الآخرين بمصطلحاته الغريبة… ونعوته العجيبة، فمن العفاريت والتماسيح إلى المخلوقات الغريبة، والمراهقين و المدوخين”.
وشددت الرسالة في شقها الثاني على :” إن من يطالبون بإعفاء السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليسوا من شبيبة العدالة والتنمية وليسوا من فرسان العدالة والتنمية وليسوا مراهقين وليسوا مدوخين كما أنهم ليسوا بمخلوقات غريبة “، موضحين أن ” هذه الفئة من بين الفئات التي لم تلتفت إليها حكومة بنكيران إلا بشيء واحد، التوقيفات، إذ عرفت سنة 2011-2016 أسوأ حياة هذه الفئة، حيث تم توقيف أكثر من 1000 إمام و خطيب وتم تشريد وتهجير أكثر من 600 إمام وخطيب إلى دول الخليج وتم إغلاق أكثر من 100 مسجد”.
كما أكدت الرسالة الموجهة إلى بنكيران على أن : “هذه الفئة يا سيادة بن كيران تعيش على فتات موائد اللئام و تسترزق في الولائم والمقابر من أجل الحصول على لقمة العيش، لأن ما وقفه أجدادها عليها لتعيش بكرامة قد تم تحويله إلى ما تسميه بالتماسيح والعفاريت، هذه الفئة يتحكم في تسييرها كل من هب ودب لأن الوزارة المعنية مشغولة بترميم الأضرحة وكتابة التقارير على المساجد واستنزاف ثروات بيوت الله”.
في هذا الإطار قام الأئمة : ” بمراسلة بنكيران 3 مرات ولم يسمعوا منه حسا ولا ركزا بشأنها، وقدموا طلب مقابلة الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان سابقا، ليبلغوه مشاكلهم ومطالبهم العادلة، لكنه في الأخير -وبعد مراجعات- اعتذر..”، مشيرين إلى أنهم قاموا بتسجيل حلقة كاملة عن همومهم عبر برنامج ” مواطن اليوم ” الذي يبث على قناة ” ميدي1 تيفي “، وتم حجب تلك الحلقة لأنها ستفضح صاحبه (بنكيران) التوفيق”.
و ختم أصحاب الرسالة : “إن لم تعرف هذه الفئة فهم من علموك قراءة الفاتحة وهم من علموك قراءة التشهد، وهم من أسسوا لدولة الإسلام منذ نشأتها مع أمينهم العام وقائدهم وقدوتهم صلى الله عليه وسلم، وهم من ينوبون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنابر و المحارب، وهم من قاوموا الاستعمار وهم صمام الأمان لدولة الإسلام وهم ضباط الأمن الروحي للمغاربة، وهم الركيزة الأساسية لبقاء إمارة المؤمنين، لا ينتمون لأي حزب سياسي أو حركة إسلامية أو غير إسلامية، لديهم حزبان فقط حزب يسمى حزب الشروق وحزب يسمى حزب الغروب ويشترط فيمن ينضم لهذين الحزبين ثلاثة شروط فقط، الطهارة وضبط القراءة في المصحف والحضور مع الجماعة “.
