في تشريح دقيق للبرنامج الحكومي وما تم تحقيقه، وقف حزب الأصالة والمعاصرة عند جملة من الاختلالات التي شابت هذه التجربة في مختلف الميادين نورد هنا عينة منها:
كل مغربي مدين للبنك الدولي ب24 ألف درهم
من الأرقام ذات الدلالة العميقة التي وقفت عندها الورقة النقدية أن كل مغربي رضيع أو طفل أو شابة أو شاب او امرأة أو رجل يبقى إلى حدود انتهاء ولاية حكومة ابن كيران رهينة الدين الخارجي ب 23 ألف و 600 درهما.
رقم لافت للانتباه أثاره الحزب في إطار حديثه عن” التفاقم المهول وغير المسبوق لحجم الدين العمومي، الذي تجاوز نسبة %81 من الناتج الداخلي الخام، أي ما يفوق 825 مليار درهم. حيث انتقل دين الخزينة من 430 مليار درهم سنة 2011 إلى 629 مليار درهم مع متم سنة 2015 دون الاستجابة لانتظارات الشباب العاطل عن العمل.
البطالة ارتفعت والحكومة أخلت بالتزاماتها
وللكشف عن وضعية البطالة اشارت ورقة حزب الاصالة والمعاصرة أن الحكومة قامت بالتهليل لنسبة نمو للاقتصاد الوطني بمعدل سنوي يصل %5,5 خالل الفترة من 2016-2012 لكن لم يتجاوز هذا المعدل %2,3 ،علما أن النمو المتوقع لسنة 2016 لن يتعدى %5.1 حسب آخر التوقعات..
كما التزمت الحكومة بتخفيض البطالة إلى 8 بالمائة : بينما ارتفع معدلها من 8،9 إلى 9،8 سنة 2015 ،وقفز لدى الفئة العمرية من 25 إلى 34 سنة، إلى 1,21 بالمائة بعد أن عرف شبه استقرار من 2009 إلى 2011 .
المشاريع الملكية أنقذت الموقف
وعلى مستوى التفاوتات الاجتماعية رصد برنامج الحزب المعارض مجموعة من الاختلالات شملت قطاعات التعليم والصحة والسكن فباستثناء المشاريع الاجتماعية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمخطط الصناعي ومخطط المغرب الأخضر والاستراتيجية الطاقية،
لم تكن حصيلة الحكومة على المستوى الاجتماعي في مستوى حجم الانتظارات ،ولم توف بما التزمت به تضيف انتقادات الأصالة والمعاصرة لبرنامج الحكومة المنتهية ولايتها.
تحوير اختصاصات صندوق التماسك الاجتماعي و 8 ملايير لم تصرف
ومن المفارقات العجيبة التي رصدتها قراءة البام لحصيلة البيجيدي خلال تدبيره للشأن العام أن صندوق التماسك الاجتماعي، الذي كان من المفروض أن يكون آلية لتوطيد أسس التضامن الاجتماعي، فجرى استعماله كآلية محاسباتية لتحقيق التوازن المالي على حساب تمويل البرامج ولم يصرف أي درهم لاستهداف الفئات الهشة والفقيرة، فلم يصرف من الصندوق خلال سنتي 2012 و2013 أي درهم، كما لم تتجاوز نفقات الصندوق خلال سنتي 2014 و2015 على التوالي 1،85 مليار درهم و2,2 مليار درهم. أي أن مجموع ما مت إنفاقه برسم الصندوق خلال أربع سنوات لم يتجاوز 4 ملايير درهم، في الوقت الذي بلغت موارده خلال هذه الفترة ما مجموعه 12 مليار درهم، ما يبرز أن الصندوق يتوفر على رصيد يقدر بـ 8 ملايير درهم، لم تصرف.
الأمازيغية والهوية الوطنية خارج أجندة الحكومة
عدة اختلالات وقف عندها التقرير تهم السكن والصحة والتعليم ناتجة عن عدم “اتخاد تدابير مبنية على دراسة دقيقة لوضعية وحاجيات كل قطاعُ “.،على مستوى الهوية طالب الحزب بتعزيز الهوية الوطنية الموحدة واستغرب كيف التزمت الحكومة في برنامجها بصيانة تلاحم وتنوع مكوناتها والانفتاح على الثقافات والحضارات، دون تنفيذ فعلي مبني على توافق يخص ترسيم الأمازيعية، وباقي المؤسسات المنصوص عليها. كما لم تُف الحكومة بالتزامها بتطوير الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالتربية على حقوق الإنسان والقيم المغربية وربط الحقوق بالحريات، وكذا تطوير وتنمية استعمال اللغة العربية وإصدار قانون خاص بها. ما يجسد عجز الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها في تعزيز الهوية الوطنية الموحدة،التي ظلت بحسب البام شعارا أجوفا كباقي الشعارات المؤطرة للبرنامج الحكومي.
سوس بلوس
