الرئيسية مجتمع صيف وزان…. والحق في الفرح المؤجل

صيف وزان…. والحق في الفرح المؤجل

كتبه كتب في 17 أغسطس 2016 - 13:40

الألم …الحزن …الإحباط …اليأس ……كلمات وعبارات ورسائل حمالة للمرارة….مرارة أجيال من الخيبات والإحباطات مزقت نفسية أبناء دار الضمانة على مدار هذه السنة ، وما خفي في السنوات العجاف أعظم ….سيتعمق الجرح منذ مطلع صيف هذه السنة التي سيصادر فيها من أبنائها حقهم في الفرح ….حقهم في التواصل مع غيرهم من المغاربة ….حقهم في إبراز التراث الثقافي والفني والمادي لمدينتهم ….حقهم في معانقة غيرهم من الأجناس …ألم تشكل دار الضمانة على مدار التاريخ أرضا للتعايش بين الديانات السماوية ، ومشتلا لإنبات ورعاية قيم التسامح بين البشرية جمعاء ….؟ اسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون يا سادة وسيدات مالكي القرار المحلي والإقليمي ……يبدو أن مقولة أتركوا أهل وزان في وزانهم يفعلون ما يشاءون ، التي لم ولا تخفى أسباب نزولها في تلك الحقبة البئيسة من تاريخ البلد ، لازال لها موقع قدم بهذه الرقعة الجغرافية ….رقعة  صالحتها الملكية مطلع القرن الجاري ،  لكن  هناك من جد واجتهد ، و”لم يستوعب” رسالة أعلى سلطة في البلاد ، فردم بمعاوله كل الآمال المفتوحة من أجل أن لا  تتجسد هذه المصالحة في أوراش تنموية …..أوراش بإمكانها فتح  ممرات تدمج وزان الكبرى في محيطها الجهوي الذي يجري بوتيرة تنموية سريعة الإيقاع .

لماذا شعر أبناء دار الضمانة في فصل الصيف هذا بالذات بخيبة الأمل ؟ كيف لا يخترقهم الاهتزاز النفسي ويمزق أوصالهم ومدينتهم الوحيدة بالإقليم يخيم فوق سمائها خلال فصل القيظ هذا ، الجفاف الفني والرياضي والثقافي ، ويعربد شبابها في زواياها للسفر نحو المجهول ؟ المجهول في دائرته العريضة ……

 إذا ظهر السبب بطل العجب ….في شهر ماي من السنة الماضية كانت وزان على موعد مع  النسخة الرابعة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة الذي انعقد تحت شعار ” المدن العتيقة ، ملتقى الحضارات وفضاء للسياحة الروحية ” . محطة تجندت لإنجاحها أكثر من جهة مدنية ورسمية ومنتخبة ، وتعاملت معها الفعاليات المدنية الصادقة التي انخرطت في المبادرة رغم الظلام المخيم على تدبير الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة ، من باب مد الجسر لوضع لبنات وأسس مهرجان وزان الذي تردد أن نسخته الأولى ستنطلق صيف 2016 ….

 اليوم صيف وزان يقف على عتبة الوداع ، وخلاله تنفست دار الضمانة الموت بدل الحياة ….صرخت خلاله في صمت رهيب …..غرزت  المآسي أنيابها في ذوات ساكنتها وزوارها القليلون …. تذكرت بأن الوعود التي أطلقها الطيف السياسي المنخرط في فعاليات المنتدى الدولي كانت مجرد حبات أسبرين لتهدئة الأجواء المشحونة قبل استحقاق 4 شتنبر 2015 .

ولأن أبناء وزان يعشقون الحياة وقابضين على كل ما هو جميل فيها ، فإن السحب التي تلبد سماء دار الضمانة راحلة لا محالة ، وستتصالح مع كل ما هو مشرق في تاريخها التليد ،  وستستشرف المستقبل مرددة مع محمود درويش” ليس لدي الوقت لأكره من يكرهني ، فأنا مشغول(ة) بحب من يحبني ” . ولأن أضواء الشوارع تنسى في النهار ، فإنها لن تتألم من غدر من أنكر فضلها عليه.

 

 وزان : محمد حمضي

مشاركة