الرئيسية عدالة حكاية خياط أفسد ثوب زوجة قاضي فواجه السجن..طرائف المحاكم

حكاية خياط أفسد ثوب زوجة قاضي فواجه السجن..طرائف المحاكم

كتبه كتب في 3 يوليو 2016 - 15:42

آخر ما كان يتصوره الخياط، أن تقوده حرفته التقليدية، وما أنجزت يداه، إلى المحكمة، وهو الذي خبر الفصالة والخياطة التقليدية منذ الصغر، وفضلها على الدراسة، وانتقل من مدينة وزان إلى الرباط لإبراز مؤهلاته، وإبداعاته في الخياطة، قبل أن يجد نفسه واقفا في قفص الاتهام ب”جريمة” عدم القدرة على خياطة ترضي زبونة راقية..

وقائع القصة تعود إلى سنة 1979، حين تم اعتقال الخياط من طرف الشرطة، وتقديمه إلى المحاكمة بتهمة السب والقذف في حق زبونة راقية، كانت زوجة قاض.. لم يستوعب الخياط في بادئ الأمر ما حصل، لكنه على أية حال يعرف أن الأمر برمته ليس سوى زوبعة في فنجان.

كانت قاعة المحكمة الابتدائية بالرباط ذاك المساء مكتظة .. وجوه كئيبة مكتئبة، ووجوه تتفرج وهي مستعدة لإطلاق ابتسامة شماتة، وعيون على أهبة ذرف الدموع، وأخرى تستعد لإعلان انتصار بلمعانها الماكر.

انطلقت المحاكمة بعدما رفض القاضي ملتمس الدفاع لتأجيل الملف، وتمعن في وجه الخياط الذي بدا عليه التوتر، وهو المحب للاختلاء بالملابس، ومماته حياته معها، لصناعة عالم سحري من ألف ليلة وليلة، بالخيوط والإبر، والألوان الزاهية المختلفة، وحكايات القبيلة مع أبناء الدوار ذوي اللكنة الحادة.. سأل القاضي المتهم بنبرة حادة حول سبه للسيدة الفاضلة.. لكن الخياط بسذاجته البادية على محياه، أوضح للقاضي أن المشتكية من زبائنه، وأنه لم يسبها قط، وأن الأمر برمته يتعلق بثوب جلبته المشتكية، ولكنه لم يتمكن من خياطة اللباس الذي كانت تتمناه.

المضحك في الأمر هو أن القاضي قال له، وهو يحذق في عينيه مباشرة وبطريقة قاسية، إنه كان مارا من قرب محل الخياطة أثناء خصامه مع السيدة، متخفيا في جلباب، وسمعه وهو يتلفظ بالكلام النابي في حق زوجة القاضي، محاولا الضغط عليه، وسحب اعتراف منه بالحيلة، قبل أن يتبه الخياط ويصر على كونه لم يسبها قط، وأن خطأه يتمثل في عدم خياطة اللباس بالطريقة التي أرادت الزبونة، وأفسد ثوبها، مضيفا أنها توعدت بالزج به في السجن.

حاول القاضي تثبيت التهمة على الخياط الذي بدا وكأنه دخل متاهة كبيرة لا يعرف لها مخرجا.. كلما نادى على شاهد يتبين له بأنه ينحدر من وزان، فيصرفه دون الاستماع إلى إفادته، إلى أن أتم الشهود الخمسة، ولم يأخذ بأي أحد منهم، قبل أن يؤجل الجلسة إلى الأسبوع الموالي.. حيث تعقلت زوجة القاضي وحصلت على ثوب مقابل ثوبها الذي أفسده الخياط، لتتقدم بالتنازل، ويحصل هو على البراءة.

مشاركة