الرئيسية سوس بلوس TV أكادير: ربورطاج ..العين السخونة ” حامة مولاي عقوب” بسوس، مشروع رعاه طبيب محمد الخامس وصديق الحسن الثاني وأجهضت ولادته لوبيات مجهولة

أكادير: ربورطاج ..العين السخونة ” حامة مولاي عقوب” بسوس، مشروع رعاه طبيب محمد الخامس وصديق الحسن الثاني وأجهضت ولادته لوبيات مجهولة

كتبه كتب في 13 يونيو 2016 - 04:56
العين السخونة ” حامة مولاي عقوب” بسوس ماسة.
مشروع رعاه طبيب محمد الخامس وصديق الحسن الثاني وأجهضت ولادته لوبيات مجهولة.
27 سنة من العراقيل القضائية والإدارية، لتفويت فرصة التنيمة على ساكنة جبال أكادير.
 
Picture13
من يسعى لتظل العين السخونة  أو ” مولاي عقوب سوس” بأكادير بتلك الحالة المزرية التي توجد عليها مند التسعينيات من القرن الماضي؟ هذا المشروع الذي حظي بعناية الدكتور ” نيناغ ” طبيب محمد الخامس، المدير السابق لقسم الدراسات المائية الحرارية بالمختب الوطني لوزارة الصحة الفنسية وأكاديمة الطب بباريز. لماذا تعرقل المشروع الاستثماري لمدة 27 سنة، فتحول إلى مجرد  أطلال تستحق أن  ينظم عليها  الزائرون بكائيات ومراثي بعدما تحولت إلى أطلال إسمنتية ؟ من يسعى  للحكم على مشروع استثماري بالموت إلى الأبد بعدما استثمر  فيه من تعهدوا بإقامته أزيد من أربعة ملايير سنيتم؟ اسئلة حارقة تبحث عن إجابة بعدما تحولت إلى ما يشبه الطابو لا أحد يرغب أن يخوض فيه.
الطريق الى العين السخونة
 يقام بالمنطقة موسم الولي الصالح دفين منطقة تكاديرت – ن- إداو بلا ” العين السخونة” فكانت توافد الناس على تكاديرت مناسبة لزيارة المكان. الطريق التي تقود إلي العين السخونة SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 9 حبلى بمجموعة من السيارات على غير المعتاد، سبع كيلومترات من الالتواءات الجبلية كانت كافية للوصول إلى العين السخونة المحكوم عليها بالإغلاق لأسباب إدراية، فسمح القائمون على المشروع بتدفق النزر القليل من الماء الساخن شكل مند عقدين منتجعا عشوائيا للاستحمام وسط اشجار الأركان بعيدا عن هرج المدينة.
 غير بعيد عن الموسم اختار الزوار منبع العين، وفي الجهة المقابلة لادت نساء إلى ظل الاشجار المترامية وسط الوادي يتابعن عن قرب  تحركات الصغار، يطهين الشاي، وبعضهن يطبخن الطعام، فيما الشباب ابتعدوا غير قليل لتشكيل فرقة موسيقية تكونت عشوائيا خلقوا ” لومبيونس” بهذا المكان المنسي،  بضعة ألات وترية ترافقها الأواني المنزلية لخلق الفرجة، أنغام شبابية  هزت المكان   في انتظار أن يشفق القائمون على السياحة بالنهوض بتلك المنطقة المهمشة.
أجساد تتزاحم في العراء على تسربات منبع
حظيت العين منتصف  شهر أبريل الأخير بمناسبة الموسم السنوي بزوار كثر، ولم يخلف الموعد مجموعة من التجار المتجولين، فشكلوا سوقا خلال ذلك اليوم بمحادة المنبع لتقريب السلع والبضائع من زوار الموسم، بالمقابل، شكل هذا الماء الكبريتي الساخن من جديد مجالا للحسرة على عدم تحرك كل المسؤولين الذين تعاقبوا على الشأن الإقليمي بأكادير، تاركين هذا المصدر المائي الرباني مغلقا ب”الحصار” على مستوى الثقب الذي حفرته الدولة خلال الخمسينيات في إطار التنقيب عن البترول.SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 7
 قوة الماء المندفع من عمق 1200 مترا  سمحت بأن يتسرب جزء من الماء وسط الوادي هناك يسبح  الأطفال، وبعض الرجال، والذين يعانون من أمراض جلدية، بينما تبقى فئة عريضة منهم ومعهم النساء محرومين من تعريض اجسادهم لهذا الماء الساخن الشافي لعديد من الامراض بشهادة الطبيب الفرنسي ” نيناغ ” المتخصص في المياه المعدنية. تعرقل المشروع من قبل جهات معروفة واخرى غير معلومة ومات طبيب محمد الخامس ليبقى المنبع عشوائيا ، ويتعطل حلم أن تصبح تكاديرت – ن-  إداوبلا قبلة سياحية ايكولوجية في خدمة بسطاء المدينة وزوارها.
منسوب الماء المتدفق على أهميته لا يتجاوز تسربات وانفلاتات من “حصار ” بقطر كبير مقام على الثقب الجوفي الذي اندفع منه الماء مثل بركان باحثا عن الخلاص مند خمسينيات القرن الماضي،  تمر الكمية من هذا السائل الكبريتي  عبر أنبوب بلاستيكي ليتدفق على مشارف الوادي فتتلقفه بعض الاجساد المتلهفة، ويكتفي الجميع بتتبع المشهد في ظروف تفتقد لشروط الصحة والسلامة.
مع الفرنسيين بالعين السخونة
“العين السخونة” مولاي عقوب حقيقي بأكادير لا يبعد عن المدينة سوى بسبع كيلومترات، توجد بمرتفع جبلي طبيعي غني باشجار الاركان، والنباتات العطرية والوحيش البري، منبع مائي قدم إليه  سياح فرنسيون بدورهم ومند خمس سنوات واظبوا على الحضور اليه والتخييم بجواره تزامنا مع الموسم السنوي المقام بالمنطقة.
عين كبريتية ساخنة اكتسبت شهرتها بعيدا عن الإعلام وعن أي التفاتة من قبل الدولة، منبع لم يحظى بأي عناية على مستوى مرافق الاستقبال أو النظافة أو الحراسة، الأمر الذي يحز  في نفوس مغاربة وأجانب على السواء بعدما  تعرقل مشروع استثماري بها، فبقيت مند 27 ستة على ذلك الحال.SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 2
من بين هؤلاء ” فرانسوا ” فرنسي قارب السبعين، قدم رفقة أسرته وركن بيته المتنقل المجرور بجوار العين يقول راسما الحسرة على محياه ” مند خمس سنوات وأنا آتي لهذا المنبع  الساخن أنا واسرتي واصدقائي، عرفني عليه عبد الله ابن المنطقة”، مشيرا بيده إلى صديقه، واسترسل في الحديث بحيرة دون انقطاع  ” لا أفهم لماذا لم تتم العناية بهذه العين، فبقيت هذه المحطة مجرد ورش مهمل، إن هذا المنتجع لو تمت العناية به سيكون مقصدا سياحيا مهما، وسيدر عائدات على السياحة المغربية، خصوصا على هؤلاء القرويين”. حديث خرج من فم فرنسوا وهو يتابع بعينيه الاجساد المستلقات تحت الشجر والاطفال الذيم يسبحون وسط برك الماء الساخن.
تصريح دقيق  خرج من فم هذا السائح الذي يداوم على التخييم تزامنا مع موسم  منطقة إداو بلا المعروفة بالعين السخونة والمنتمية ترابيا الى جماعة الدراركة، في الواجهة الجبلية المطلة على مدينة الانبعاث.
المكان كما يبدو خال من أي مرفق اجتماعي، والنبع لم يجرى عليه اي تعديل مند أوائل التسعينيات مع ذلك يستطيع أن يستقطب مغاربة وأجانب وأن يلهمهم، من بينهم  صديق فرانسوا الذي يعرف نفسه ب”سولطانة جون”، جلب أسرته بدوره لهذا المكان للمرة الخامسة على التوالي، يتساءل : “آتي إلى هنا مند سنوات، ولا أفهم كيف تم الشروع في بناء هذه الحامة، وهذا المنتجع ثم ترك هكذا غير مكتمل، نتمنى أن يكتمل هذا الورش خلال ثلاث سنوات فنأتي من جديد لنجد اشياء تغيرت وأن يكون هذا الوضع المؤسف امحى”.SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 3
عبارات لم تخرج عبثا من فم سولطانة جون، هذا السائح المسن المحب للحياة وللمواقع الايكولوجية، فالعين السخونة تابعة ترابيا لجماعة الدراركة الحضرية التي ما زالت تنعث بالقروية، رغم أن تمدنها يفوق حاضرة الصويرة، منطقة مهمشهة على المستوى الحضري كما على مستوى مجالها الجبلي، والعين السخونة خير نموذج، مازال نبعها مغلق، والزوار  يستحمون من خلال القليل من التسربات المائية المتدفقة وسط الاوساخ، بعد إغلاق الثقب الجبلي.
يتحسر جون بمنطق العارف بتفاصيل السياحة المغربية ويردف قائلا “لماذا لا يتم الاهتمام بالعين السخونة بنفس الاهتمام الذي حظيت به عين أباينو بضواحي كلميم، أو مولاي عقوب بمدينة فاس، مع أنها تحظى بموقع جبلي إيكولوجي مهم، إن إنماء هذا المكان سينقذ هؤلاء القرويين من العزلة كما سيوفر للمغاربة ونحن الفرنسيين فضاء للمتعة وقضاء الوقت، وصرف عملات هؤلاء الجبليين البسطاء بحاجة اليها”.
أهل المكان يتحسرون
يتهم البعض أهل المكان بأنهم عرقوا المشروع، ووقفوا مثل شوكة في حلق المستثمربن، عرقلوا عمليات البناء واعتصموا بالمكان، بل كان بعضهم يجلب صغاره ليضعها أمام الآليات التي شرعت في البناء بدعوى أن الأرض تعود لهم ابا عن جد، ولا حق لمصالح المياه والغابابت في تفويتها لاصحاب المشروع. وقفوا ضد بناء الحامة خلال مناسبات وطرقوا باب القضاء لأنهم يعتبرون أن الأرض في ملكيتهم، رغم أن وثائق مصالح المياه والغابات تثبت تحوزها هذه الغابات ومنحت حق الاستغلال لمستثمرين من أبناء اكادير لتحريك عجلة التنمية.SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 4
مرت 27 سنة على المشروع دون أن يرى النور أو تبدو بعض معالمه، فخرج الجيل الجديد من شباب المنطقة  للحسرة على العين السخونة وعلى عدم تأهيلها وإخراجها من العزلة  إلى حيز الوجود لتساهم في إنماء الجبال المحيطة بالمدينة، وتأهيلها وإعمارها.
من بين هؤلاء محمد مطاعي  رئيس فدرالية جمعبات امسكينة  بتكاديرت –ن- إداوبلا ،  يتحدث بحسرة، وهو يقف على القناة الموصلة للماء الساخن ” إن المنطقة حباها الله بهذه العين لكن كما تشاهدون، المسابح عشوائية في غياب مسابح منظمة”، لا يتردد مطاعي في المطالبة على الأقل بتجهيزات مرحلية تمكن الزوار من الاستمتاع بهذا الماء في شروط صحية.
عبد الله حيميس رئيس جمعية الامل للتنمية الاجتماعية بدوره لم يتردد في المطالبة بتحسين البنيات التحية بالمنطقة، وإشاعة تنمية سياحية يكون قطبها هذه العين الطبيعية،  طالب بإيجاد حل لهذا المشكل العالق مند سنوات، كما دعى  إلى التفكير في استغلال المياه  الجوفية الخام لأغراض فلاحية.
 لحسن عبد الله رئيس جمعية  أيت لامين يتساءل بدوره “كيف ظلت الجهات المسؤولة تغض الطرف عن هذا المنبع الذي يمكن أن يخلق التنمية بالمنطقة، يتساءل لمذا لا يستغل هذا الماء لأغراض فلاحية خصوصا أن ثروات مائية كبيرة يزخر بها جوف هذه الجبال.
جماعة الدراركة: …وشهد شاهد من أهلها
محمد بن حمادي النائب الأول لرئيسة جماعة الدراركة، يؤكد أن تصور المجلس يتجه نحو الاهتمام بهذه المنطقة لأن مدينة أكادير ليست تاريخية أثرية ومن SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 1هنا كان اتجاه مجلس الدراركة نحو السياحة لوجود مناظر جبلية  طبيعية خلابة تستحق أن يكشفها الزوار، لكنها “تظل نسبيا مهمولة” يردف قائلا ليضيف “هناك قبور السعديين وغابات الأركان إلى جانب هذه العين ” التي تتوفر على مؤهلات تجعلها بمستوى مولاي عقوب لتوفرها على إمكانيات طبيعية تمكنها من التأهيل.
النائب الأول للرئيسة يضيف بأن أكادير منطقة سياحية بامتياز ومن حقها ان تتوفر على مؤهلات سياحية إضافية للرقي بها، ومن بينها هذه العين، وبخصوص تحركات المجلس لتأهيل هذه الجبال أكد محمد بن حمادي أن المجلس الجماعي راسل وكالة الحوض المائي لتسوية الوضعية الإدارية للمشروع الذي سيقام على مشارف العين، لأن المشكل مستمر داخل المحكمة مع المستثمرين، وترغب الجماعة في تشكيلتها الجديدة أن تسوى الوضعية لتأهيل العين السخونة. وتأهيل وجهة أكادير على المستوى الوطني كما على المستوى الدولي
“المنطقة حباها الله بثروات مائية باطنية هائلة، ومجموعة من السكان في حاجة للمياه من أجل السقي وانتعاش الفلاحة المعاشية، لذلك راسلنا الحوض المائي في الموضوع ليساعدنا على الإقلاع” يضيف هذا  المسؤول الجماعي بالدراركة.
الجماعة وفق تصورات المتحدث الذي صادفته الاحداث المعربية على هامش الموسم الديني مستعدة لتقديم كل المساعدات، وكشف أن مضالحها”  في إطار إنجاز مدار سياحي مع مجموعة من المصالح الخارجية وسيكون في المستوى الذي تتمناه ساكنة اكادير وزوارها، فالسياحة الجبلية القريبة من المدينة “حاجة ملحة لمدينة أكادير التي دمر الزلزال مدينتها القديمة.
فبعد مشروع كروكو بارك الذي أنجزه خواص هناك مشروع  حديقة للحيوانات، إلى جانب منتزهات أخرى، تمنى نائب الرئيسة أن تتعزز وجهة أكادير السياحية ومن بينها مشروع تكاديرت –ن- إداوبلا المعروفة بالعين السخونة الذي يستثمر بعض مؤهلاته، وبخصوص تحريك  العين السخونة يقول بن حمادي بأن الرئيسة برفقة الاعضاء زارت المنطقة وتحدثت إلى السكان بشأن تنميتها، ومن شأن الحامة أن ترتقي بالتنيمة على المستوى الجهوي والوطني، لو تم حل المشاكل العالقة داخل المحكمة.
من يحرك هذه البركة الراكدة “العين السخونة”؟
فكرة بناء مشروع سياحي صحي حول ” العين السخونة” تكونت مند 1989 بتأسيس شركة المياه المعدنية لسوس من قبل مجموعة من الشركاء من ابناء هذه المدينة،أرادوا خلق مشروع استثماري اجتماعي سياحي صحي، باستغلال مياه العين SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 5السخونة في إقامة حامة كبريتية  للاستحمام والتداوي من مجموعة من الأمراض. وبينت مجموعة من الدراسات أهمية المياه الجوفية التي تتوفر عليها المنطقة تحت عمق يزيد عن 1200 مترا.
قصة العين تعود إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، عندما كانت الدولة بصدد إجراء أثقاب بحثا عن النفط بالمنطقة، حفرت هذا الثقب الجوفي لتعثر على هذه المياه الساخنة الخالية من اي اثر نفطي، وقامت بإغلاقه.
وفي سنة 1987 مرت منطقة سوس من حالة جفاف قاتل يتذكرها الجميع، فشرعت السلطات في البحث عن المياه الجوفية  الصالحة للشرب لفائدة الساكنة. عادت لتفتح الثقب وتبين لها أنها مياه كبريثية ساخنة غير صالحة للشرب، أغلقت من جديد هذا الثقب، إلى غاية 1989 عندما ترسخت فكرة القيام بهذا المشروع الذي رحبت به السلطات الإقليمية بأكادير، ومصالح المياه والغابات التي منحت الأرض للمتعهدين بخلق هذه الحامة.
في سنة 1990 تأسست الشركة المستغلة، فبدأت الدراسات الأولية من قبل أحد المهندسين، أجريت الدراسة على التربة والقيمة الصحية لمياه العين، وحجم الفرشة المائية الجوفية وكانت النتائج باهرة.
في سنة 1991 بدأ العمل بالورش من أجل بناء الشطر الأول، لكن “هناك من حرض الساكنة على العصيان بدعوى أن هذه الأرض في ملكيتها، رغم أنها مسجلة في الملك العام التابع للمياه والغابات” يؤكد أحد المستثمرين بتدمر باد بعد تحريك مواجعه، ثم يضيف ” قام محتجون بالاعتصام بعين المكان،، ورفعوا دعوى قضائية بمحكمة انزكان أسفرت عن قرار استعجالي بوقف الاشغال، الأمر الذي  عرض مصالح مستثمرين من ابناء هذه المدينة إلى الضياع” يستغرب المتضرر كيف حكمت المحكمة الابتدائية بوقف الاشغال وبشكل استعجالي.SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 6
توجه الشركاء إلى القضاء، للدفاع عن ممتلكاتهم، وزادت حيرتهم لما  لم تقم مصالح المياه والغابات  بهذه الخطوة بصفتها مالكة الارض، هي التي منحت رخصة الاستغلال للمستثمرين، تطلبت القضية  تسع سنوات، قضت خلالها  العدالة لفائدة الشركة المتضررة، وحكمت لصالحها بتعويضات، وعلى إثر ذلك عقدت  لجماعة القروية الدراركة لقاء  التمس خلاله جانب من المحتجين طي الصفحة وعدم متابعتهم بالعرقلة، فاستأنفت الشركة الاشغال من جديد في مطلع سنة 2001.
 بدأت العين بدراسات هندسية من جديد، مع مهندس آخر، وتوجت باستئناف البناء بهذا الورش من المتوقف، وصلت الاشغال 20 بالمائة بالشطر الأول، وعلى حين غرة ، يؤكد واحد من المستثمرين “عاد نفس الاشخاص  ليعرقلوا من جديد الورش مطالبين بالتعويض بدعوى انهم يتحوزون على وثيقة تثبت ملكيتهم لهذه الأرض، لتدخل هذه القضية من جديد في متاهة قضائية مازال بعضها ساريا بالمحاكم”.
الشركة المستثمرة كما يؤكد أحد أعضائها تكبدت خسائر تجاوزت 4 ملايير سنتم دون أن ينطلق هذا الورش، الذي “جرجره المحتجون وسط المحاكم في غياب التدخل الإداري والقضائي لتسريع وثيرة الاستثمار لأسباب تبقى مجهولة وكأن اياد من خارج أكادير تسعى ليبقى المشروع هكذا لتفويته إلى لوبيات لا يهمها مستقبل هذه المدينة وساكنة هذه الجبال” يقول أحد  الشركاء بعد مواكبة تجاوزت  عقدين من الزمان.
مأساة حقيقية، يؤكد المتحدث، بعدما قررت مجموعة من المؤسسات البنكية الداعمة التراجع عن الوعد بتمويل بناء هذه الحامة، الذي استنزف من الساهيرن عليه، مدة 27 سنة من راحة بالهم دون أن يرى النور.
الحوض المائي يعمق المواجع
الإدارة بدورها ساهمت في عرقلة المشروع بعدما نزلت وكالة الحوض الماء بدعوى قضائية تطالب فيها المستغلين باستخلاص إتاوة استغلال الثقب، يتساءل واحد من الشركاء” عن أي إتاوة

شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء.
شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء.

 تتحدث هذه الإدارة، مع العلم أن الشركة صاحبة المشروع تكبدت أربعة ملايير سنتيم دون أن يكتمل مشروع الحامة ، البعض يرى في مقاضاة وكالة الحوض المائي رغبة في الابقاء على المنطقة غارقة في مشاكلها لأن الادراة بطبعها يجب أن تبحث عن الحلول لا أن تساهم في العرقلة مع معرقلين ساهموا في الابقاء على هذا ” البلوكاج” الذي عمر لقرابة ثلاثة عقود ولم ينتبهوا،  إلا بعدما اكتشفوا أنهم فوتوا على ابنائهم فرص التنمية الضائعة.

 
مشروع حمامات العين السخونة  الحلم المجهض
مشروع استثماري ضخم يقوم  على ثلاثة اشطر، الشطر الأول يروم إقامة محطة حرارية للاستحمام من  في متناول الفئات البسيطة تتكون من جناح خاص Picture11بالنساء، وآخر بالرجال. إلى جانب مركز تجاري ومطاعم و11 بناية تشمل 88 شقة، وما يلزمها  من وسائل الترفيه.
الشطر الثاني يروم إقامة فندق من صنف أربعة  نجوم خاص بالحامة الاستشفائية ، سيتم إلحاقه بمركز العلاج بالمياه المعدنية الحارة ويرتيط نشاطه بالمركز العلاجي، بطاقة استيعابية تصل 120 غرفة لإيواء القادمين من اجل الاستشفاء والعلاج من داخل المغرب وخارجه. مركز العلاج بالمياه الحارة وضع في الحسبان كل وسائل الترفيه، من بينها ملاعب كرة المضرب وهواية ركوب الخيل، ومنتزهات وحدائق مفتوحة على الوادي والمرتفع.
 الشطر الثالث من هذا المشروع يسعى لإنشاء محطة لمعالجة المياه المعدنية لتكون صالحة للشرب، يتم تعبئتها بعين المكان وتسويقها عبر مختلف أرجاء التراب الوطني. المشروع من شأنه أن يشغل 226 فردا من الأطقم الطبية بالحامة والمستخدمين بمختلف المرافق.
صبيب المنبع يصل 25 لترا في الثانية ، وقد تعهد المشروع وفق دراسة  أن يتم استقبال الزبناء الذين يحلون للتداوي مدة 21 يوما طبقا لوصفات اطباء يتابعون حالتهم داخل الوطن كما سيستفيد أجانب من هذه الحصص، وستستقبل هذه الحمامات زبناء أجانب تستهويهم الظروف المناخية بالمغرب.Picture10
الدراسات بعين المكان شملت الهندسة المعمارية، كما أجريت تحاليل فيزيائية وكيماوية على الماء بكلية العلوم بجامعة ابن زهر، وبإحدى المختبرات بالدار البيضاء كما بمصالح وزارة الصحة، وفضلا عن ذلك أجريت التحاليل الطبية بميونيخ بألمانيا وتمت الاستعانة بمختصين في مجال علم المياه، كل هذه الدراسات تمت بتنسيق تام مع كل المصالح والمتدخلين على المستوى المحلي والوطني ليغرق المشروع برمته وسط حسابات غامضة لا تظهر منها إلا العرقلة القضائية التي وضعت مستقبل مدينة بأكملها فوق الرفوف وطمرته إلى أجل غير محدد تحت التراب لتبقى هذه المياه الساخنة تغلي تحت عمق 1200 مترا تنتظر الافراج عنها لتصعد نحو السطح فيستفيد منها الجميع في أغراض متعددة.
” نيناغ” مات وفي حلقه غصة الحلم المجهض
الدكتور نيناغ المدير السابق لقسم الدراسات المائية الحرارية بالمختبر الوطني لوزارة الصحة واكاديمة شغل كذلك صفة طبيب للمرحوم محمد الخامس وكان صديقا وفيا للمرحوم الحسن الثاني،  يعود له الفضل  في فكرة إنشاء هذا المشروع، بصفته خبيرا في المعادن والمياه المعدنية، ومن قرارته الشجاعة أن قام بإغلاق إحدى العيون المائية بفرنسا رغم انف  جاك شيراك،SOUSSPLUS 3IN SKHOUNA 8 كان له الفضل في تشجيع القائمين على المشروع لخوض مغامرة هذا الاستثمار، ودافع عنه بقوة، نظرا لأهيمته الاستشفائية، ووفرة مخزونه المائي، تعهد نيناغ  كذلك بدعم المشروع من خلال المساهمة في جلب المرضى من مجموعة من الدول للاستشفاء بمياه هذا الثقب المائي الذي أطلق عليه العين السخونة، ومان من شأن هذه الخطو تشجيع  السياحة الاستشفائية الايكولوجية، لكن كل شيئ تبخر مع العرقلة القضائية والادراية لهذه المعلمة الصحية بسوس، فمات  نيناغ وفي حلقه غصة عرقلة مشروع أوصله إلى قناعة قاسية خلاصتها أن ” بعض المغاربة لا يريدون الخير لبلدهم”.
فهذا المشروع يروم من خلال دراسة الجدوى “تعزيز السياحة الصحية، وتنويع مختلف الامكانيات السياحية بمدينة أكادير، وتأهيل المنتجعات الريفية بالمغرب. وكان هذا الطييب تعهد بجلب المرضى من أروربا للاستشفاء بالعين.
فمياه ثقب أيت لامين بأكادير، وفق الدراسة المنجزة تعد من المياه الكبريتية الكلسية المرتفعة الحرارة والناذرة  جدا، تخرج من العمق نحو السطح بحرارة تصل 45 درجة، وبقيمة معدنية تصل 2346 ملغرام في اللتر الواحد. تشبه هذه المياه نظيرتها ب”كابفيرن” بمنطقة بيريني الفرنسية. تصلح لعلاج المسالك البولية والجهاز الهضمي وأمراض الروماتيزم إلى جانب أمراض أخرى.
أكادير: الاحداث المغربية: من إنجاز إدريس النجار
تصوير: إبراهيم فاضل
مشاركة