نشرنا يوم أمس تغطية حول تجمع ابن كيران الخطابي بأكادير، وأصررنا على إبراز الاتهامات الخطيرة التي كالها إلى قادة حزب الجرار يتحدث ابن كيران رئيس الحكومة الذي يجمع كل السلطات التنفيذية حول يديه عن قادة حزب جمعوا الأموال لأنهم يبيعون ” الغبرة” ويستعدون الآن لشراء الذمم بها لربح رهان الانتخابات.
ابن كيران هو الرئيس الفعلي المباشر لوزير الداخلية ووزير العدل وجهاز الاستخبارات فكيف يسكت عن “تحشيش” البلاد وعن أناس وفق ادعاءاته راكموا من الأموال الملايير دون أن يفتح بصفته الوظيفية تحقيقا في هذه الواقعة التي تكونت لديه معطياتها وظل صامتا أخرس اللسان عنها حتى جاء إلى حي الهدى بأكادير وقبيل أربع ايام عن موعد الاقتراع لكي “يفرقع تلك الرمانة” وسط غبار حشود شعبية في حاجة لمن يؤطرها وينورها في لحظة سياسية في حاجة إلى نشر الوعي. الكلام خرج من فم رئيس جكومة وليس من فم مناضلة معارضة مثل نبيلة منيب مثلا.
إذا كان الرجل صادقا بحكم موقعه من خلال ما توفر لديه من معلومات كان عليه أن يفعل القانون بتحريك متابعة عاجلة من خلال زميله وزير العدل الرئيس الأعلى لجهاز النيابة العامة. وفي حالته هذه يجب أن يحاسب على مؤامرة الصمت ضد البلاد التي ظلت خفية إلى أن قرر أن “يفجرها” وسط آلاف الناس.
الفرضية الثانية أن الرجل كذب على الناس واستغل موقعه السياسي كأمين عام لحزب سياسي، وموقعه التنفيذي بصفته رئيس حكومة لتوهيم الناس بحثا عن اصواتهم، وفي هذه الحالة نقتنع بأن العدالة تتابع صغار المروجين وبائعي السجائر بالتقسيط وتسكت عن إمبراطورية للسموم يختلط فيها المالي بالسياسي.
المحامي عبد اللطيف وهبي وكيل اللائحة الجهوية اعتبر الكلام موجها إليه وقرر مقاضاة ابن كيران على كلامه، واصفا أن تصريحاته “تمس بالاحترام الواجب للمنتخبين”، هذا إلى جانب كون بنكيران “أخل بمقتضيات القانون 11-59، والقانون الجنائي وقانون الصحافة والنشر”.
المرمى الآن في مرى القضاء لكي يزكي اتهامات رئيس الحكومة فيطهر المشهد السياسي من ” الغبرة” العالقة به، أو ليقول كلمته الشجاعة في حق رئيس الحكومة فتكون بحق محاكمة الألفية الثالثة.
نعرف في أدبيات البادية المغربية أن الجرار ينقل الغبار ليوزعه سمادا لإخصاب الأرض، لكن ابن كيران نسب إليه نفل الغبرة
البيت الشعري السائر يقول: عندما ينجلي الغبار / سترى أتحتك حصان أم حمار
وبالطبع عندما سينجلي ” عجاج ” هذه القضية سنرى هل مولت الحملة بالغبرة أم بالغبار
سوس بلوس
