ابن كيران حزين هذه الأيام بعد ما جرى بتازة وبأسفي. وبعيدا عن اسلوب التشفي في الرجل، نود أن نقول إن من حق رئيس الحكومة أن يعقد حملاته الانتخابية عبر كل التراب الوطني، ومن حقه أن يوصل رسائله ويدافع عن حصيلته الحكومية، كما من حق الناخبين أن يعبروا عن رأيهم وأن يبلغوا الرسالة للمسؤول الحكومي الأول، حتى لا يظل في دار غفلون وحتى لا يحتفظ بتلك الأنا المتضخمة والكاريزما الزائدة، التي اعتاد التفوه بها في مواجهته للأحزاب الأخرى.
على ابن كيران أن يستخلص الدروس والعبر ويعلم بأن المغاربة لا يمكن أن نسيطر على قلوبهم بالعزف على الوتر الديني، كما لا يمكن أن نغلف قلوبهم بكاريزما وهمية بالقفشات التي يستهلكها المترددون على وسائل التواصل الاجتماعي.
من اليوم يجب أن يعلم المنتخبون أن الاسوء هو ما ينتظرهم، وأن تقلد المسؤولية أمانة كبيرة على من تحملها أن يخدم من قلدوه هذه الامانة بشكل كامل أو ليتوارى عن الأنظار.
ابن كيران بالمقابل، لا ينبغي أن تتدخل اي جهة سواء كانت حزبية أو غيرها لكي تحشد ما يعتبره البيجيدي “حفنة من المسخرين والمأجورين” للتشويش عليه، وإن كان ما وقع في اسفي يجعل المتتبع يقتنع بأن الأمر يتجاوز هذه الإسقاطات العشوائية هكذا، فهناك فئات معطلة ظلت محرومة بعدما تنفست الأمل بوصول ابن كيران للمسؤولية، وهناك نساء وعدن بمعاشات وفتحن حسابات بنكية زادت اقتطاعاتها من استنزافهم، وهناك فئات اجتماعية واسعة تضررت من الزيادت المتوالية في المواد الاساسية، فرجاء لا تحشروا كل هذه الشرائح المطالبة بالرحيل مع زمرة المسخرين والمأجورين والمتآمرين….وهلم جرا من الأوصاف لأن الوضع سيزيد من تعميق الجراح، ومن ابتعادكم عن الجماهير.
بقلم سوس بلوس
