كلمة “إنزكان” في محرك البحث كوكل، تحيل خلال هذه الايام مباشرة على فتاتين ارتبطت قضيتهما بها، وفي هذا الملف سيكتشف القارئ أن إنزكان، ليست مجرد تنورة قصيرة، بل هي اسواق متنوعة تطرح أروع الملابس النسائية كما الرجالية، المدينة مدينة كلها سوق مفتوحة تفد إليها ساكنة أكادير واشتوكة قصد
التبضع، وشراء كل شيئ من الأمور الصغيرة والتافهة إلى أكبر السلع التي تهم العقار والتجهيزات الضخمة، إلى الاشياء الاثرية المخملية. إنزكان لمن لا يعرف مزود أساسي لأكبر الاسواق الوطنية بمختلف البضائع والألبسة بحكم موقعه الاستراتيجي بين أقصى الشمال وأقصى الجنوب.
كما أصبحت المحطة الطرقية مند بداية الألفية الثالثة نقطة التوقف الاساسية في وقت تعاني محطة أكادير من الركود القاتل، إنزكان تربط اقتصاديا سوس بأهم الاسواق الداخلية خصوصا الدار البيضاء والرباط وتربط المغرب ببلدان جنوب الصحراء وصولا حتى مالي وبوركينا فاصو والنيجر.
إنزكان التاريخ
إنزكان ليست مجرد محطة عبور، لأن المكان احتضن الناس مند تاريخ عريق، تشهد على ذلك تسميته التي تعني بالأمازيغية ” أنزيكن- أن” بمعنى “تلك الغيران”، اجتمعت الكلمة ليتم تداولها هكذا ” إنزكان”. إنزكان جزء من أكادير الكبير قبل أن ينقسم إلى عمالات وأقاليم: تقع بين أكادير التي اختارت أن تكون وجهة سياحية عالمية، وبين اشتوكة القبلة الفلاحية التي آوت المغاربة والافارقة، بين الوجهتين، اختارت إنزكان أن تتميز، بتفوقها تجاريا، وايت ملول التابعة لنفس العمالة، تفوقت صناعيا، بينما الدشيرة تفردت بميزتها الثقافية تخرجت منها أكبر الفرق الفنية والممثلين والمثقيف الأمازيغ.
مثلما تغيرت إنزكان من الداخل، وشرعت في الانتظام، لم تعد كذلك ذات مسلك واحد يتيم ، فخلال الأربع سنوات الأخيرة تكللت مجهودات السلطات الإقليمة تحت الإشارف المباشر لعامل الإقليم في فتح طريق محوري من الجهة الساحلية طوله 12 كلم يربط انزكان بايت ملول، الانجاز بلغ مائة بالمائة، ممتد على شكل طريق دائري يربط بين مدينتي انزكان وأيت ملول، تكلفته بلغت 27 مليون درهما، ومن شأنه أن يخفض حركة السير على شارع الجيش الملكي، ويعد تمرة شراكة بين المجلس الاقليمي والتجهيز وبين الجماعتين الحضريتين انزكان وايت ملول.
المحور توج فضلا عن ذلك بفتح محاور طرقية نحو المحمية الإيكولوجية، بإقامة قنطرة على مصب واد سوس بتكلفة 60 مليون درهما. المقيمون المجاورون للطريق سيتم إسكانهم بعين المكان في إطار مشروع إعادة هيكلة أبنيتهم العشوائية بعين المكان، المشروع تمت المصادقة عليه من قبل جميع المصالح المعنية.
بواجهة هذا الطريق اكتست الضفة الفيضانية لواد سوس صفحة خضراء، في إطار مشروع ” تبحرين” الذي ترعاه مصالح عمالة إنزكان، وبموجبه حول الملاك المنطقة من مزابل إلى بحائر، انتظموا في إطار تعاونية، و”تعد تبحرين حزاما أخضر مهما لمدينة مثل إنزكان التي ارتبط تاريخها بفوضى الأزبال والمتلاشيات والعشوائية التي استبدت بتفاصيل الحياة. المار من هذا المحور يستنشق روائح الخضر والنعناع والبطيخ، ومجموعة من الأعشاب الطبية.
ثاني قنطرة على الطريق الدائري انزكان ايت ملول خصص لها خلاف مالي قيمته، 31 مليون درهما، وانطلاق الاشغال ستعطى إشارته في القريب من أجل ربط الضفتين على طول 184 مترا وعرض 11 مترا. الطريق سيربط إنزكان بتيزنيت . الحاجز الوقائي أقيم على مشارف القنطرة، ومن شأنه أن يحمي المنطقة الجنوبية حيث تتواجد الاسواق، كلفته 9 مليون درهما، وطوله 600 مترا ممول من ميزانية الجماعة.
محور طريق آخر مهم ينطلق من شارع عثمان بن عفان الموقوف مند 20 سنة ، سيربط أكادير بإنزكان عبر حي اسكا بتيكوين ومن شأنه أن يسهل حركة المرور نحو مدينة مراكش، كما سيسهل هذا الطريق مرور الشاحنات من اسواق إنزكان صوب مراكش.
مراكز حضرية ناشئة
من بينها الجماعة الحضرية القليعة، ومركز أولاد داحو الذي عرف تهيئة واجهته الرئيسة، ومركز التمسية، والقليعة التي بدأت في فك العزلة عنها من خلال الانكباب على مشكل التطهير السائل، وصلت الاشغال به نسبة 20 بالمائة، ويدخل في إطار التصميم المديري للتطهير السائل بأكادير الكبير، رصد له غلاف مالي وصل 260 مليون درهما، في إطار مساهمة جماعة القليعة، ومجلس عمالة إنزكان، تعثر المشروع مند سنوات فتدخل المسؤول الأول عن الإقليم من جديد لإيجاد حلول للعراقيل المتعلقة بالبنية العقارية، وتكللت الاجتماعات بالوصول إلى حلول..
تطورت القليعة من خلال مركبها الرياضي البلدي الذي تنجزه الجماعة الحضرية بشراكة مع المجلس الإقليمي لإنزكان ومؤسسة العمران، وسيضم مرافق رياضية مختلفة بمنطقة الخمايس.
كما سيتم ربط إقليم انزكان باشتوكة ايت باها عبر مركز أيت أومغار بجماعة الصفا من خلال طريق يربط هذه الجماعة بمركز تالعينت المدينة الجديدة المزودة بمختلف المرافق السوسيوثقافية، والمدارس والمستشفيات.
سوس بلوس
