موظف غبي بمؤسسة الأمانة أراد أن يسرق المؤسسة التي وضعت فيه الثقة، فأضرم النار بداخلها لطمس معالم فعله، لكن فضحته الكاميرا المعلقة فوق رأسه بعدما لم تنل منها النار أي شيئ، ويواجه الآن تهمة جنائية ثقيلة، وبفعلته أحيل يوم أمس الأربعاء على غرفة الجانيات باستئنافية أكادير.
يشتغل المتهم بهذه المؤسسة المكلفة بإيصال الوادئع مند سنوات بأجر تجاوز 6500 درهما لكن الطمع أعمى بصيرته، وجعله يفكر في خطة جهنمية للسطو على مبلغ مودع بصندوق المصلحة، لا يستحق كل هذه الفضيحة التي ألمت به. خطته الغبية انكشفت في نفس الليلة واعتقل في حدود الرابقعة والنصف ليلا من قبل القيادة الإقليمية للدرك الملكي، التي طوقته بكل الحجج ولم يتردد في الاعتراف بفعلته التي ستجره إلى غياهب السجن لسنوات إذا ما نزل الحكم عليه، وأدانه القضاء الجنائي.
حاجة الموظف الشاب إلى النقود جعلته يهتدي إلى فكرة اعتقد أنها جهنمية وستنطلي على الجميع، فبعد يوم من العمل، غادر المؤسسة من الباب عشية يوم الاثنين وترك باب النافذة مواربا دون إقفال، وفي نفس الليلة عاد ليتسلل من داخلها إلى قلب الوكالة. فمعرفته بتفاصيل المكاتب جعلته يضع اليد بسهولة على مبلغ مالي قدره 15 الف درهما، قيمة شهرين تقريبا من راتبه الاعتيادي، حمله في جيبه، وقبل أن يغادر من النافذة كما فعل عند الدخول صب لترا ونصف من البنزين داخل الوكالة، وزعه على المكاتب والكراسي، والرفوف.
فجأة وجد الموظف نفسه في مأمن خارج الوكالة سالما غانما، فأطلق ومضة نار مدمرة من النافذة إلى داخل المؤسسة ثم غادر على متن سيارته مستغلا الظلام وخلو المكان من المارة في ليلة باردة، ابتعد عشرات الأمطار فاستدار إلى الخلف ليشاهد النار وهي تأكل المكان، وتمسح آثار الجريمة، اطمأن إلى حاله، وعاد إلى بيته لينام قرير العين، سيما أن مواقع إلكترونية تحدثت عن تماس كهربائي أحدث حريقا بالمؤسسة حيث يعمل.
بسرعة توصل الدرك الملكي بأكادير بخبر الحريق الذي اندلع بوكالة الأمانة، فحل بعين المكان، وحلت مصالح الوقاية المدنية لإخماد ما تبقى من محتويات المحل، حلت كذلك الشرطة العلمية، ومند الوهلة الأولى بدى أن الحادث مدبر، وأن البحث سينطلق من المقربين قبل أن يشمل الغرباء.
ولأن اللص غبي، فقد اختصر عن المحققين كثيرا من متاعب فجر يوم الثلاثاء، وسيلا من الاسئلة والتحقيقات في صفوف المستخدمين واللصوص والمتشردين…اعتقد المستخدم أن النار المدمرة ستأتي على كل شي ولن تستثني الكاميرات فخانه الحظ لأن تسجيل الكاميرا لم يصب بأي أذي وقام بتسجيل كل تفاصيل عملية الاقتحام والسرقة والتخريب، كشفت الكاميرا وجه المتهم،وهو يسطو على المبلغ المالي، كما راقبته وهو يوزع البنزين بواسطة قنينة الماء المعدني، بعدها راقبته وسجلته حتى غادر من النافذة وألقى بالشعلة فاختفت رؤية عويناتها وسط الدخان.
موظف الأمانة، خان الأمانة، رغم أنه هادئ وما ” كينوضش الدجاجة على بيضها” كما يقول زملاؤه، فضحته الكاميرا، واعترف بفعلته، كما أقر مستخدم بمحطة للبنزين أنه زوده بحاجته، ومن أجل ذلك يواجه تهمة الإضرام العمدي للنار، بهذف السرقة، وخيانة الأمانة، واقتحام مؤسسة عمومية، والتشديد مع ظروف الليل.