الرئيسية سياسة “الكريشة العريانة” ماركة مغربية مسجلة ووصمة عار في جبين البرلمان المغربي

“الكريشة العريانة” ماركة مغربية مسجلة ووصمة عار في جبين البرلمان المغربي

كتبه كتب في 14 أكتوبر 2014 - 10:13

تدني الخطاب السياسي بالمغرب وبؤس وانحطاط سلوك بعض المحسوبين على العمل بحقل السياسة لم يعد حديث مجتمع المقاهي أو المجتمع الافتراضي بالفضاء الأزرق “الفيسبوك” فحسب، بل تعداه ليُنبّه إليه جلالة الملك الذي يعتبر أعلى سلطة بالبلاد خلال خطابه الأخير أمام برلمانيي الأمة في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية التاسعة.

جلالة الملك محمد السادس قالها صراحة ولأول مرة، أنه لم يعد مقبولا أن يصدر من ممثلي الأمة ما يخدش صورة العمل السياسي النبيل الذي من المفترض من صاحبه خدمة الصالح العام أولا وأخيرا وقبل كل شيء.

صورة رجل السياسة التي يسعى عدد من الساسة أنفسهم تلطيخها بسلوكات ما سبق وأن سجلت في تاريخ برلمانات العالم كالكلام الخادش للحياء والتعري الذي أصبح ماركة مغربية مسجلة سيحتفظ بها التاريخ وربما ستدرس لأجيال قادمة كتصرف منبوذ وغير مسموح به، حيث باتت مادة دسمة للتنكيت والسخرية والتهكم، الشيء الذي دفع بإضافة مدونة السلوك البرلماني كمادة في النظام الداخلي الأخير لمجلس المستشارين الذي شهدت إحدى جلساته الشهرية مع رئيس الحكومة فصول تلك المسرحية المقززة.

ولعل الحدة والصراحة والمكاشفة التي ميزت الخطاب الملكي الأخير، تعطي الانطباع بأن المغاربة وخاصة السياسيين مقبلون على أيام صعاب في عدد من القضايا تقتضي هذا الأسلوب في الكلام، وتقتضي أن يتحمل كل واحد وكل جهة مسؤوليتها، فالتهديدات كبيرة ونخبنا غارقة في حساباتها وتفاهاتها…

ساعة واحدة قُبيل ربط الاتصال بالبرلمان بالرباط لمتابعة الخطاب الملكي لافتتاح دورة أكتوبر للدورة التشريعية الرابعة، أدار الإعلامي جامع كلحسن برنامجا خاصا توقف عند خلاصات الدورة البرلمانية السابقة، حيث تدارس ضيوفه هدر الزمن السياسي في عهد الحكومة الحالية، بعد المواجهات التي عاشتها الأغلبية الحكومية في بداية تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، وكذا الحصيلة الهزيلة في مجال التشريع والتي لا ترجع فقط للمواجهات الأغلبية في سنة تشكيل الحكومة، ولكن لرداءة النخبة السياسية، وهي الصفة التي تظهر على البرلمانين الذين يناقشون مشاريع القوانين من الناحية التقنية فقط، بالمقارنة مع الحكومة التي لها خبراء كثيرون في مجالات متعددة.

ودعا أحد ضيوف البرنامج إلى التعامل مع النخبة السياسية بكثير من النسبية، وبأن لا يتم جمع كل النخبة في سلة واحدة، علما وأن هناك من يتفق على أن هناك انحطاط في المجال التشريعي بالمقارنة مع ما كان سابقا، “وقد شاهدنا كروش كتعرى”، يضيف نفس المتحدث.

كمال قروع

مشاركة