الرئيسية مجتمع بجبال تاوردانت: العزابة” عالقون، والبورطابل أنقذ مجموعة أرواح من السيول

بجبال تاوردانت: العزابة” عالقون، والبورطابل أنقذ مجموعة أرواح من السيول

كتبه كتب في 23 أغسطس 2014 - 12:58

بدون ماء شروب وكهرباء تعيش دواوير الأطلس الكبير، ومازال مصير ” العزابة” مجهولا، هؤلاء يحملون قطيع اغنامهم نحو المرتفعات حيث الكلأ هناك يقضون فصل الصيف ويعودون إلى بيوتهم مع بداية فصل الشتاء، ظلوا على انصال بذويهم عبر الهاتف الخلوي، وبعد هذه الكارثة لا يعرفون ما إليه  أمرهم.

“الهاتف النقال نعمة من عند الله”، يقول باحسين، فقد تحركت الهواتف النقالة بين الدواوير تنشر التحذيرات ” الواد جاي داكشي كبير بحال يوم الحشر”، فكان الناس يخرجون ويوزعون هذه التحذيرات بأعلى صوت، فأنقذت عديدين، ولقي حتفه أحد الاشخاص الصم البكم، لم يسمع صراخ الناس ولا زمجرة المياه المحلمة بالأشجار والأحجارالساكنة ومعها عناصر من الوقاية المدنية باشرت عمليات تنيقب بعد تراجع الوادي بحثا عن جثثت محتملة للمختفين.

ففي غياب اية نشرة إنذارية تمكن الناس من تعميم تحذيراتهم على اصدقائهم، سابقوا السيل الغاضب، السماء كانت صافية، وشمس غشت حارقة وبدون سماع وقع الرعد فاجأهم الواد الواعر والشعبات المائية بهذا الغضب الطبيعي.

 رتفعت حصيلة قتلى فاجعة العواصف الرعدية إلى أربعة قتلى، وخمسة مفقودين على الأقل وما تبقى من المنكوبين يعيشون على وقع الصدمة:” نوجه نداءاتنا إلى الحكومة من أجل التدخل لإنقاذنا ومساعدتنا على هذا المصاب” يقول أحد المواطنين عبر الهاتف، بدوار “تاكنتورت”.

 فقد فعلها الواد  الواعر مرة أخرى، ليبقى قطاع واسع من ساكنة المنطقة بجماعتين قرويتين ينتظر أن يتحرك المسؤولون لإغاثتهم. جاء الواد محملا  بسيول وأوحال على علو تجاوز ثلاثة أمتار فكسر القناطر، وخرب البنية الطرقية.

ساكنة الجبل تحصي قتلاها وخسائرها المادية، فالبينية الطرقية المعبدة اتجرفت بجماعة إيمولاس، بسبب السيول والأوحال والأحجار التي حملتها ” الشعبات” وبجماعة تافراوتن إمحت طريق عبدت حديثا، كماغ أتى السيل على قنطرة أنشأها الفرنسيون مند أربعينيات القرن الماضي. فلم يعد اثر حتى لمعالمها، العيون والسواقي التي تحمل مياه السقي والماء الشروب للناس بدورها تكسرت، وتحطمت ثلاث قناطر رئيسة تربط بين المناطق الجبلية وتارودانت. كما حمل الواد الواعر رؤوس الأغنام والماعز من كل فج.

رحل زوار هذه المنطقة القادمين من مختلف المدن المغربية عن إيمولاس بعد الذي جرى كما تمكن فريق من السياح من المغادرة بعدما اصيبت سياراتهم ببعض الاضرار ليبقى القاطنون فوق أرضهم حيث لا مفر، فهذه المناطق الجميلة بتاوردانت بحكم عيونها وسواقيها تعد من أجمل مناطق تارودانت غنية باشجار اللوز والجوز وباقي الاشجار المثمرة لكن فاجعة العواصف الرعدية يقول احسين عبر الهاتف أتلفت المغروسات واقلعت الاشجار من جذورها، فوصلت إلى سد تمالوكت.

سوس بلوس

مشاركة