الرئيسية الصحة قِطط وتِجارة وفوضى.. سمات فضاءات الولادة لمستشفى..

قِطط وتِجارة وفوضى.. سمات فضاءات الولادة لمستشفى..

كتبه كتب في 4 مارس 2014 - 13:45

معاناة تلك التي يعيشها المرضى الذين يحلون بمستشفى “السلامة” الإقليمي بقلعة السراغنة طلبا للاستشفاء، تنضاف إلى العديد من المآسي الأخرى التي يعاني منها بقية إخوتهم المغاربة عبر ربوع الوطن. ما بين الاكتظاظ المهول وقلة الأطر الطبية وضعف التجهيزات وانتشار المحسوبية والرشوة وغيرها من المظاهر التي يكتوي بلظاها المواطن الذي ينتمي للطبقة الاقتصادية الهشة والفقيرة بالمنطقة.

المعاملة أولا .. المعاملة أخيرا

ولعل قسم الولادة وأمراض النساء ينطوي على القدر الأكبر من الألم والمعاناة، ليس بسبب آلام المخاض والوضع فقط بل أيضا بسبب تمظهرات تجعل النساء في مرمى المعاملة السيئة والكلمات النابية من طرف بعض الممرضات – القابلات.

تقول إحدى الأمهات الجديدات لهسبريس ” حلَلت ليلا بالمستشفى، وولدت فجرا، كانت معاملة “الحاجَّة” جيدة فهي لا تُعنِّفنا ولا تقبل من إحدانا مالا أو إكرامية”، مستطردة وعلامات الراحة بادية على وجهها “الحمد لله أن مناوبتها كانت ليلة البارحة وأن موعد ولادتي تصادف مع وجودها داخل قسم الولادة”.

وأضافت أخرى، ” أنا ما عندي زهر”، لم تكن القابلة الملقبة بـ”الحاجة” يوم ولادتي ويبدو أنها غادرت المستشفى صباحا بعد ليلة من العمل، “الممرضة التي أشرفت على ولادتي لم تمانع نهائيا وأنا أدس ورقة نقدية من فئة 100 درهم في جيب وِزرَتها، بل خفَّضت من حدة لهجتها بعد أن كانت تصرخ في البداية”.

إحدى الزائرات التَقَفت كلام هذه الأخيرة لتقول لهسبريس ” الممرضات القابلات اليوم أصبحن يتعاملن بطريقة أحسن بكثير مما كان عليه الأمر قبل سنوات خلت، فقد وضعت في هذا المستشفى أربعة من أبنائي عانيت خلالها من الإهانة والسب والشتم وأنا بين الحياة والموت، كما سمعنا ممرضات يُهن حوامل أخريات في مرحلة المخاض بكلمات يصعب نطقها خصوصا منهن القادمات من النواحي والدواوير المجاورة”.

قطط سمينة..

ما أن يحين الوقت المخصص للزيارات، حتى تتسارع الخطى نحو مدخل المستشفى؛ منه يتجه البعض نحو القاعات التي ترقد بها النساء رفقة أطفالهن حديثي الولادة، ولم يعد غريبا على الزوار أن يتم استقبالهم من طرف قطط سمينة تمشي بخيلاء، وتثب لتنام على بعض الأسرة الشاغرة بكل طمأنينة وسكينة.

ذات المنظر كان موضوع تنذر من بعض الظريفات، حين رأين قطة على السرير بالقول ” المشة حتَّا هي نافْسة معاكم؟”، في ما حذرت أخرى ابنتها بالاهتمام بوليدها أثناء الليل مخافة أن يعمد قط إلى أكل أجزاء منه، الأمر الذي أصاب الأم بالذعر مفضلة وضع رضيعها بالقرب منها فوق ذات السرير عوض الإبقاء عليه في سريره الصغير الخاص.

بيع وشراء..

غابت الممرضات وقت الزيارة، وحلَّت مكانهن امرأة قد تكون في أواسط عقدها الرابع، تحمل على كتفها حقيبة وتمسك بكيس بلاستيكي كبير الحجم، تمر بين السرير والآخر منادية دون مراعاة لحرمة المكان ” كوش، لانْجيت، بيجامات، كْحُل، سْواك،..”، ” ألْمرا خاصَّاك شي مانْطا صغيرة للعَزري؟؟” تقول ذات السيدة للنزيلات.

المثير أن معظم النساء الراقدات بالقسم، يتجاوبن معها إيجابا وكلٌّ تطلب ما تحتاج إليه، لتغادر التاجرة السرير إلى الآخر وهي تدعو للمولود وأمه بالصحة والعافية. وتجيبها أخرى بالشكر، وقد غاب عن هاته وتلك أن الرضع الصغار معرضين للاختطاف في غفلة عن أمهاتهم، في لحظة قد يغفين خلالها أويتوجهن صوب الحمَّام، خاصة وأن مصادر أكدت لهسبريس تمكن ذات المرأة من الولوج إلى المستشفى خارج أوقات الزيارة كذلك.

الأمن.. الفوضى

شكايات من ضمن أخرى، توصَّلت بها الجريدة الإلكترونية، تُفيد ضعف الحراسة أمام باب المستشفى، إضافة إلى شكايات ضد بعض أفراد الأمن الخاص الذين يدخلون إلى قسم الولادات حيث تكون النساء في وضعية مخاض عاريات الأطراف، الأمر الذي “حدا بأحد الأزواج إلى إخراج زوجته من القسم، ليعيدها إلى منزلها بجماعة الدَّشرة نواحي قلعة السراغنة، لتضع فيه بطريقة تقليدية ومحفوفة بالمخاطر” وفق ذات المصدر.

* الصورة من الأرشيف

هسبريس

مشاركة