الرئيسية مجتمع وكالات الأسفار والوحدات الفندقية بأكَادير تضع بصمتها في المعرض الدولي للسياحة ببولونيا

وكالات الأسفار والوحدات الفندقية بأكَادير تضع بصمتها في المعرض الدولي للسياحة ببولونيا

كتبه كتب في 4 ديسمبر 2013 - 17:03

بصمت وكالات الأسفار والوحدات الفندقية بأكَادير حضورها القوي في المعرض الدولي للسياحة المنظم بعاصمة بولونيا”فارسوفيا”، في الفترة الممتدة ما بين 28 و30 نونبر 2013، هذا في الوقت الذي غابت فيها عدة جهات سياحية بالمملكة برواق المغرب، الذي نظمته مندوبية المكتب الوطني المغربي للسياحة ببولونيا والمجلس الجهوي للسياحة بأكَاديروجهة سوس ماسة درعة.

ومرد هذا الحضور بالمعرض الدولي كون مدينة أكَادير تعتبر من بين الوجهات السياحية لدول الشمال وأروبا الشرقيةوخاصة في فصل الخريف والشتاء المتسمين عادة بالبرودة والصقيع في هذه الدول، لذلك يختار السياح البولونيون كغيرهم من سياح دول الشمال التوجه إلى أكَادير  لما تتميز به من مناخ معتدل وبحرارتها التي تتراوح ما بين 22 و23 درجة، لهذه الأسباب تتهافت وكالات الأسفار البولونية على رواق المغرب لإبرام عقود واتفاقيات بينها وبين المهنيين المغاربة سواء في هذا المعرض الدولي أوقبله.

لكن المهم من كل هذا، يقول صلاح الدين بنحمان رئيس المجلس الجهوي للسياحة بأكَادير وجهة سوس ماسة درعة، علينا أن نوفر لهذه الأسواق السياحية سواء من ببولونيا أو التشيك أوروسيا المنتوج السياحي الذي يبحثون عنه ويتماشى مع رغباتهم طوال السنة، ونعتقد أنه موجود بأكَادير، من خلال طقسها المعتدل والجميل ومنتوجها السياحي ذي الجودة العالية.

وإذا كانت جهتنا حاضرة بقوة في رواق المغرب بالمعرض الدولي، يضيف بنحمان، فلأننا ركزنا على هذه السوق وبقية أسواق أروبا الشرقية التي عرفت نقلة نوعية في مجال التسويق، بفعل الإنفتاح الإقتصادي الذي تميزت في العشرين سنة الأخيرة بعد انهيار جدار برلين، وتفكك الإتحاد السوفياتي وهيمنة النظام الليبرالي والرأسمالي على اقتصادها، مما جعلها اليوم أكثرانفتاحا على المستوى السياسي والإقتصادي والثقافي أيضا، الأمر الذي جعل سكانها متعطشين للسفر والسياحة ببلدان عديدة منها المغرب مثلا، لهذا نشارك اليوم في هذا المعرض لإنتزاع حصتنا من هذه السوق الواعدة. والدليل على ذلك هوأن عدة دول سياحية رائدة وفتية في الصناعة السياحية تتهافت على هذه السوق لإنتزاع حصتها، وإبرام اتفاقيات على مع وكالات الأسفارالبولونية، لهذا بادرنا منذ شهرتقريبا إلى إبرام اتفاقية بأكَادير مع كبريات وكالات الأسفار البولونية”إيتاكا”من أجل مضاعفة عدد السياح المتجهين إلى أكَادير وجهة سوس ماسة درعة، خاصة أننا عانينا منذ سنوات من تراجع ملحوظ في عدد السياح وهذا مرده إلى العياء الذي أصاب الأسواق التقليدية بأروبا الغربية بسبب الأزمة الإقتصادية التي عصفت بها، ومع ذلك فقد استطعنا بشكل تدريجي استرجاع هذه الأسواق مما جعلنا نحقق في اكتوبر الماضي تطورا بنسبة 10 في المائة، وهو مؤشر إيجابي يحثنا على مضاعفة العمل والجهود  للظفر بعدة أسواق أخرى منها أسواق أروبا الشرقية، والتي تعرف اليوم منافسة شديدة من قبل الدول الرائدة في المجال السياحي .

بيد أن مضاعفة الجهود، يؤكد بنحمان، تستلزم توفر شروط أساسية منها على الخصوص الرفع من درجة التسويق والدعاية والإشهار للسياحة المغربية بالخارج، وتوفيرأسطول جوي ذي خطوط مباشرة تربط بين أكَادير ومدن الدول الإسكندنافية ودول أروبا الشرقية،خاصة أننا نعتمد في البداية على عمل النقل الجوي ل”شارتر”، لكن عندما يعرف سياح أروبا الشرقية جودة المنتوج المغربي علينا أن نعمل على المحافظة على هذه السوق، حتى لاتضيع منا بتوفيرنقل جوي مباشر.

وأعطي مثالا بالسوق الألمانية التي كدنا نضيعها لكون السائح الألماني يتوفرعلى قدرة شرائية عالية وعلى ثقافة السفر، ولديه إمكانيات عديدة للبحث عن الجودة في كل شيء بالعديد من البلدان المنافسة التي لانستطيع اليوم مجاراته،  سواء في الثمن أوفي الجودة العالية ومنها على سبيل المثال إسبانيا وتركيا، مما جعلنا اليوم غيرقادرين على المنافسة من ناحية الجودة العالية التي يبحث عنها السائح الألماني،  زيادة على كون أكَادير، فقدت رتبتها كوجهة أولى للسياح الألمان بالمغرب، بعد أن ظهرت في العقد الأخير وجهات سياحية أخرى منافسة لأكَادير في هذه السوق بالضبط  كمراكش وورزازات وزاكَورة.

من جهة أخرى، اعتبرعمر بوتهراي”مديرفندق الأمويين بأكَادير” حضورالمهنيين المغاربة في هذا المعرض هو من أجل ترتيب المواعيد مع شركائنا من وكالات الأسفار البولونية ومناقشة السنة السياحية لسنة 2014، لمعرفة ما إذا كان هناك تأثير للأزمة المالية العالمية على هذه السوق، وبالتالي فالمعرض الدولي للسياحة ببولونيا بمثابة فحص حقيقي لحرارة السوق السياحية، ومقياس لمدى تأثير الأزمة المالية على أسواق أروبا الشرقية.

وتبقى أهم الملاحظات التي سجلناها في هذا المعرض، هوأن تغيير موعد تنظيمه أثر كثيرا على العديد من البلدان الرائدة في مجال السياحة، كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الإفريقية التي بقيت أروقتها فارغة، عكس المعارض الدولية للسياحة المنظمة ببرلين ولندن وموسكو، زيادة على اشتداد المنافسة على أسواق أوربا الشرقية من قبل عدة دول رائدة في المجال السياحي كتركيا ومصروإيطاليا إضافة إلى المغرب…

كما سجل المعرض الدولي للسياحة المنظم بفارسوفيا حضور إيران والجزائر في هذا المعرض الدولي، مما يؤشر على أن الصناعة السياحية أصبحت من صلب اهتمام هاتين الدولتين، بالرغم من كون هذا الإهتمام جاء متأخرا ويحتاج إلى عقود من الزمن، اللهم  إذا كان هناك تعاون في مجال التجربة السياحية والمهنية في الفندقة والطبخ والتسيير من طرف دول أخرى، فمثلا الجزائر تطورها السياحي رهين بالإنفتاح على المغرب على كافة المستويات للإستفادة من تجربته الطويلة في هذا المجال.

وتميزالرواق المغربي بفارسوفيا والمجاور للرواق الجزائري ولرواق إسرائيل عرف على امتداد أيام المعرض إقبالا شديدا من طرف وكالات الأسفار البولونية بفعل دينامية مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة ببولونيا خالد ميمي وأعضاء وفد المجلس الجهوي للسياحة بأكَاديروالجهة”بنحمان، بوتهراي، الماعوني وسلمى ودليلة، وممثلي وكالات الأسفاربأكَادير. وكذلك بفضل الدعاية المستمرة من خلال تقديم الشروحات لوكالات الأسفارالبولونية وتوزيع المطبوعات والكتب والمجلات السياحية والأقراص المدمجة، والتي تتضمن جميعها أهم مكونات المنتوج السياحي بالمدينة والجهة كالمنتوجات المحلية(الزعفران،زيت الأركَان) اللباس والحلي وفضاءات الفنادق وفضاء مختلف الرياضات المائية والفن والموسيقى(الفولكلور)والمآثرالتاريخية والطبخ المغربي والشواطئ والمناظرالطبيعية…

بولونيا :عبداللطيف الكامل

مشاركة