لم يكن أحد “الميخالة” يعتقد أنه سيقيم الدنيا ولن تقعد، وهو يفتش داخل إحدى حاويات القمامة بمرتيل، فالرجل الذي يبحث عن متلاشيات أو ما يمكن أن يعاد بيعه من تلك الحاويات، وقعت يداه على شيء سميك فاعتقد أنه غنم شيئا لم يغنمه رفاقه من قبله، جلب الكيس من داخل الحاوية ليفتحه وهو متلهف لمعرفة ما بداخله، قبل أن تبدو له بدل زرقاء قاتمة اعتقد أنها لباس متخلى عنه، لكنه فوجئ أن بين يديه بدل رسمية للشرطة المغربية، أدارها بين يديه وتفحصها ودارت بخلده كل السيناريوهات، لكنه لم يستطع التفكير في ما يمكن فعله، فهداه عقله لطريق الصواب وهو التبليغ عنها.أربع بدل رسمية للشرطة المغربية بكل إكسيسواراتها، غشاءان لمسدسين، حزام جلدي واحد وثمان ربطات للعنق، أمر جعل الباحث وسط القمامة يلجأ لأحد أعوان السلطة بالحي المعني ليخبره بما عثر عليه، هذا الأخير الذي أخبر بدوره القائد الذي حضر لعين المكان وتأكد من وجود تلك الألبسة، ليستدعي بدوره المصالح الأمنية المختصة، التي باشرت تحرياتها وتحقيقاتها في الموضوع معتمدة على الشرطة العلمية التي حاولت جمع كل الحيثيات والأدلة التي يمكن أن تكشف اللغز، في وقت يبقى الخيط الوحيد الذي يمكن أن يقودهم لحيث يريدون هو عثورهم برفقة تلك الألبسة، على بطاقة وطنية منتهية الصلاحية لسيدة تقطن خارج التراب الوطني.التحريات الأولية كشفت عن كون السيدة المعنية بالبطاقة الوطنية التي تم العثور عليها، هي من مدينة طنجة لكن تحريات بعض أعوان السلطة أثبتت أنها كانت تقطن بحي راس الوطى بمدينة الفنيدق، أمر دفع بالمسؤولين الأمنيين للتحرك في هذا الاتجاه، حيث علمت الجريدة أن فرقة أمنية خاصة قد انتقلت فعلا إلى مدينة الفنيدق لتجميع بعض المعطيات بتنسيق مع أعوان السلطة هناك، في محاولة للوصول للسيدة التي قد تكون هي اللغز وهي حله في الآن ذاته، حيث لا تستبعد بعض المصادر أن يكون لتلك الألبسة علاقة بشبكة للنصب، ربما كانت تستعمل تلك البدل الرسمية في حواجز وهمية أو عمليات وهمية، للنصب والابتزاز في الغالب.
مصطفى العباسي
