إغماء 25 جنديا من فريق الإطفاء حاصرتهم النار داخل منحدر بأمسكرود ….. وإيداع قاصر ينقب عن العسل سجن إنزكان لاتهامه بالتسبب في الكارثة….
المتسبب في أكبر حريق عرفته منطقة أكادير إداوتنان لن يكون سوى قاصر عمره 16 سنة، فقد قدم نفسه طواعية إلى مصالح الدرك الملكي بأمسركود، واعترف بأسباب الحريق، وتم تقديمه يوم الجمعة أمام النيابة العامة بابتداية أكادير فأمرت بإيداعه سجن إنزكان بتهمة الإضرام غير العمدي للنار، وفقا للفصل 607 من القانون الجنائي.
انطلقت النار المدمرة وفق اعترافات القاصر من فرع شجرة بدوار تالعينت لتمتد بعد مضي 7 ايام فوق 960 هكتار من أشجار الأركان والعرعار والخروب والبلوط، إلى جانب غطاء نباتي من الأعشاب العطرية يروي القاصر للمحققين أنه استغل ذهاب أسرته إلى أحد الأعراس، فخرج رفقة صديقه إلى الغابة لاستخراج مادة العسل من خلايا النحل بجدوع الأشجار، وعند عثورهما على خلية بجدع شجرة بمنطقة تالعينت أضرم الموقوف النار في فضلات الأغنام والماعز اليابسة للحصول على دخان يمكنهما من طرد النحل من خليته، ثم شرعا في توجيهه داخل تجويف الجدع لدفع النحل لمغادرة الخلية.
وفي غفلة من القاصر تسلل اللهب إلفى فروع الشجرة، واشتعل مثل الوقود مدفوعا بحرارة الجو وكثافة الغابة، وقد حاول القاصر إطفاء الفنار، ولم يتمكن فقرر الفرار رفقة صديقه، غير أن النار تعاضمت ولم يعد هناك مجال لوقفها، عجز القاصر عن قوفها وتدخلت الدولة بكل عدتها وعتادها، ولم تفلح في وقفها إلا بعد تدخل الدولة بكل اجهتزتها. وبعد دخول إسبانيا على الخط من خلال طائرتين متخصصتين في إطفاء الحريق من نوع ” كنادير” فقد تحول البحث عن عسل بطعم العلقم تضافرت جهود دولتين لوقف زحفه واستنفار مئات الرجال ليلا ونهارا.
من حوادث عشية يوم الخميس أن حريق أكادير إداوتنان حاصر عشرات الجنود في منخفض علوي وأدى إلى إغماء 25 منهم تم نقلهم إلى المستشفى بإكاير لإسعافهم، وقد حوصروا عندما كانوا يحاولون حصره، فتعاضم هجومه مدفوعا بقوة الرياح، وصدر جراء ذلك إنذارا من قيادة العمليات يأمر بمغادرة المكان، وكان على الجند أن يرتقوا جبلا صعودا فرارا باجسامهم فأصيبوا بالإجهاد والإغماء وأكدت مصادر مطلعة أن 7 جنود نقلوا في حالة حرجة، وفسر مسؤول ذلك بالإجهاد وليس بسبب استنشاق دخان الحريق.
امحند العنصر وزير الداخلية حل يوم أول أمس السبت وأعلن أن الحريق تمت محاصرته وأن القضاء نهائيا عليه مسألة وقت فقط، مع ضرورة توخي الحذر، والتقىى وزير الداخلية بمطار بنسركاو بفريق الإطفاء الإسباني رفقة نظرائهم المغاربة ، منوها بفرق التدخل المغربية المكونة من مصالح الوقاية المدنية والقوات المساعدة والمياه والغابات والسلطات المحلية والدرك الملكي وأفراد الجيش والساكنة المحلية ، وقد غاغدرت فرق الإطفاء الإسبانية يوم السبت بعد توديعها من قبل وزير الداخلية..
العنصر أكد أن التعاون الإسباني مكن من التغلب على هذا الحريق في ظرف وصفه بالوجيز، واعتبر أن السيطرة على حريق مهول بهذا الحجم في ظرف أسبوع يبقى إنجازا مهما. وزير الداخلية بلغ فريق الإطفاء الإسباني كذلك شكر جلالة الملك. وأبرز العنصر أن “هذه العملية ليست عادية وإنما تدخل في إطار علاقات أكثر بعدا وأكثر متانة.
وسجل الوزير في تصريحه الإعلامي أن جلالة الملك محمد السادس كان يتابع بدقة كل ما يتعلق بهذا الحريق، مشددا في هذا الشأن على حرص جلالته على ضمان سلامة الساكنة والسهر على اتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل حماية الممتلكات والأشخاص.
فؤاد عسالي رئيس قسم حماية الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مختلف فرق التدخل استطاعت السيطرة على حريق أمسكرود بنسبة تتراوح مابين 97 و 98 في المائة
حرائق إداوتنان تواصلت خلال كل صيف على امتداد السنوات الأربع الأخيرة غير أن حريق هذه السنة كان الأعظم، .
وحسب إحصائيات للمندوبية السامية، فإن حرائق الغابات بلغت خلال سنة 2012 ما مجموعه 484 حريقا امتدت على مساحة 6696 هكتارا، أي بمعدل 13,8 هكتارا في الحريق، تمركزت بالأساس في منطقة الريف (45 في المائة من العدد الإجمالي للحرائق) تليها الجهة الشرقية، علما بأن 90 في المائة من هذه الحرائق هي من فعل الإنسان.
سوس بلوس
