الرئيسية ثقافة وفن بعد بلال واعتابو تيفاوين يختتم دورته الثامنة “بميكازرك”

بعد بلال واعتابو تيفاوين يختتم دورته الثامنة “بميكازرك”

كتبه كتب في 18 أغسطس 2013 - 14:07

تختتم اليوم الأحد 18 غشت 2013 فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان تيفاوين بتافراوت، بالكشف عن أكبر رحى تقليدية لإنتاج الأركان (ميكازرك) بجماعة أملن، لما تكتسيه هذه الشجرة من رمزية في الثقافة المحلية، وحفل تكريم مولاي علي شوهاد الشاعر والفنان الأمازيغي وأحد رواد الأغنية السوسية.
جمهور تافراوت استمتع لمدة ثلاثة أيام بسهرات متنوعة، كان آخرها سهرة الأمس بساحة محمد السادس، التي عرفت حضور الشاب بلال، الذي أطل من على المنصة لتستنفر تصفيقات الجمهور وترحيب عشاقه على طريقتهم بالصراخ، لترافقه أصواتهم بالغناء بل ترك بلال الجمهور يغني بمفرده عدة مرات، ما أثار في نفسيته فرحة عارمة وعبر عنها برغبته العودة مرة أخرى إلى تافرات دون الحاجة إلى ” العراضة”.
ازدادت حرارة التصفيق كلما أدى بلال أغنية من أغانيه، وتزداد حماسة عشاقة خاصة من الشباب الذي تدافع لرؤية المغني الشاب، بل أن أحد عشاقه رسم صورة بلال على قميص أبيض رفعه عاليا.
لم يكن بلال الوحيد الذي أثار زوبعة وألهب المنصة بحضوره، بل استطاعت نجاة اعتابو بدورها أن تلهب بدورها المنصة بطلعتها  وحركتها الخفيفة، لتثير جوا من الدفء وتغني بعضا من اغانيها القديمة والجديدة، بل وتدخل في حوار مباشر مع الجمهور حول مقاطع من ” المدونة” و” هادي كذبة باينة”… كما شارك في إحياء السهرات ولحسن بيزنكاض وأعراب أتيكي وآخرين.
ليلة السبت عرفت حضور الفنانة الشابة فاطمة تاشتوكت مع فرقتها، وتثير ترحيب الجمهور الذي لم يفارق الساحة رغم أن الساعة كانت تشير إلى حوالي الرابعة صباحا.
عرس تافراوتي تشهده تافراوت كل سنة، مع تنظيم مهرجان تيفاوين، الذي يخرج المدينة من روتينها اليومي لتشهد حركة غير عادية ورواجا اقتصاديا وتواصلا اجتماعيا خاصة مع عودة المهاجرين إلى بلدتهم.
مهرجان تيفاوين يتألق مرة أخرى وللمرة الثامنة، بتنويع برامجه وفقراته، ويعيد الانتصار لإحدى أرقى العادات الاجتماعية للقرية الأمازيغية خاصة بتافراوت، وينطلق هذه السنة تحت شعار “الانتصار لفنون القرية”، باختيار تيمة هذه الدورة شجرة الأركان، واعتمد بشكل قوي على ” إسوياس”  أي “فرجات القرب”، وتمكن الفرق الشعبية من أحواش ورقصات محلية تكتنزها القرية، فمكنتها من العودة إلى الساحات العمومية وتنتشر بأشهر المواقع كشارع محمد السادس وأمام الباشوية…
فستيفال تيفاوين مكن خلال هذه الدورة من دعم الراغبين في الزواج كما هي عادته، وعقد قران شباب وشابات تم اختيارهم للاستفادة من الدعم المالي الذي يمنحه المهرجان مع الشريك الدائم ” أطلس للصباغات”.اطلت فرقة أحواش إمي نتانوت لتقدم أهازيجها، قبل أن يطل من جبال الأطلس عمر بوتمزوغت، المعروف بألحانه المتميزة، وحركت مشاعر الجمهور عند أدائه أغنية ” ناسي ناس” للمرحوم محمد ارويشة.
أهم فقرات ليلة السبت حفل تكريم الممثل وشاعر ” إزنزاران” محمد الحنفي، تركت أثرا جيدا في نفس المحتفى به، الذي اغرورقت عيناه بالدموع من هذه الالتفاتة التي حضي بها من خلال إنجاز وثائقي حول مسيرته وشهادات في حقه من طرف فنانين ومبدعين في عالم الموسيقى الأمازيغية. لم يتمالك شاعر مجموعة ” إزنزاران” نفسه عن ذرف دموع الفرح ، ليقترح عليه عبد الله كويتا المقدم والمنشط الخفيف الظل والمنشطة المتألقة عائشة تزرزيت إلقاء أبيات من الشعر في حضرة عامل إقليم تيزنيت.
على امتداد ثلاثة أيام، استمتع الجمهور التافراوتي بفقرات فنية من قبيل أحواش أركان، أحواش أسداو وأمي نتانوت وأحواش مخفمان… إضافة إلى فرجات كالرمى وإسمكان، هوارة، هرما  وأولاد حما أوموسى…حولت المدينة إلى ” جامع الفنا”  آخر، تميزه الفرجة والتنوع، وأعادت هيبة الروايس بإعادتهم إلى الحلقات والساحات العمومية، بحضور جماهيري واسع.
على هامش المهرجان، شارك أزيد من 33 عارضا في معرض أقيم بجانب الباشوية “قرية المهرجان” لعرض الأدوات والمنتجات الفلاحية المرتبطة بزيت أركان ومشتقاتها من طرف تعاونيات فلاحية نسوية ومجموعات ذات النفع الاقتصادي ومقاولات خاصة.
من جهة أخرى تم قديم دعم مالي لبعض التلاميذ المتفوقين بالمؤسسات التعليمية بتافراوت وطلبة المدارس العتيقة المتفوقين بإقليم تيزنيت لتشجيعهم، كما عرف الدورة الثامنة تنظيم المسابقة الوطنية الرابعة في الإملاء باللغة الأمازيغية “أولمبياد تفيناغ” بمشاركة 11 نيابة، فازت بالمرتبة الأولى التلميذة رشيدة جابر 12 سنة من نيابة الرشيدية، تدرس بالمستوى السادس. هذه المسابقة التي دأبت الجمعية على تنظيمها للمساهمة في إرساء و ترسيخ اللغة الأمازيغية، استطاعت أن تتخذ مع مرور الوقت بعدا وطنيا ابتداء من سنة 2010 بفضل شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وأكاديمية جهة سوس ماسة درعة للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية..
إحدى الفقرات التي سيواظب عليها فيستيفال تيفاوين ” الأنوار”، تخصيص “جائزة أوشاكور للصحافة” الممنوحة لفائدة أحسن عمل صحفي منجز عن منطقة تافراوت، وذلك في إطار انفتاح إدارة المهرجان على الجسم الصحفي المحلي والجهوي.
ادريس أوشاكور، أحد الأقلام  النزيهة التي أوصلت بأمانة هموم ومشاكل الساكنة بالمنطقة وبجهة سوس ماسة درعة، وظل حريصا على التغطية الصحفية اليومية للأحداث التي تعيشها منطقة تافراوت وتيزنيت.
وقد فازت بجائزة الصحافة المكتوبة فتيحة أبو الحرمة من وكالة المغرب العربي للأنباء، نادية السوسي من القناة الثامنة، أما الصحافة المسموعة فقد فاز بها  حسن أكنيظيف “إم إف إم”، في حين حصل موقع سوس بلوس على جائزة الصحافة الإلكترونية.
في سياق آخر، صرح المنظمون يعتزم الفيستيفال إرجاء عقد الجامعة القروية محمد خير الدين أشغال دورتها الرابعة، خلال شهر أبريل 2014، تحت شعار “شجرة أركان: تراث وثروة” احتفاء بهذه الشجرة التي ترتبط بتاريخ وهوية مناطق جبال الجنوب المغربي دون غيرها من بقاع العالم، بقصد توزيع أمثل لفقرات الفيستيفال على مختلف فترات السنة..

أمينة المستاري

مشاركة