الرئيسية مجتمع سكان الرشيدية، أرفود، الريصاني، ومرزوكة : يلجأون في رمضان إلى أماكن أقل…

سكان الرشيدية، أرفود، الريصاني، ومرزوكة : يلجأون في رمضان إلى أماكن أقل…

كتبه كتب في 26 يوليو 2013 - 15:26

لا تتحمل فئة واسعة من المواطنين في المدن الداخلية والساخنة صيام شهر رمضان في شهري يوليوز وغشت كمدينة الرشيدية وأرفود والريصاني ومرزوكة، حيث يعمد عدد منهم إلى الهجرة نحو مدينة إفران أو أزرو الجبليتين، أو إلى بعض المدن الساحلية ، وكذا الأماكن التي تجاور الوديان دائمة الجريان، من أجل قضاء هذا الشهر في ظروف ألطف وأرحم.

الحرارة هذه الأيام مرتفعة، ما جعل الحركة تقل وتنعدم في الظهيرة، بل قبل ذلك بكثير. والأسواق الشعبية تلفظ آخر مرتاديها من البائعين والمشترين في التاسعة صباحا على أبعد تقدير. والحرارة تتجاوز الأربعين وتصل خمسين درجة مائوية في وقت الظهيرة، خاصة في بلدة أرفود والريصاني. فئات ميسورة تستعمل المكيفات، والمروحات الهوائية، وفئات أخرى دفعتهم الحاجة إلى اختراع تقنيات للتخفيف من حدة الحرارة، كتبليل الملابس وارتدائها، وأغطية شفافة والتدثر بها، أو قضاء وقت أطول في أماكن باردة أو التوجه إلى «منتجع مسكي»، حيث المسبح الطبيعي بين أشجار النخيل، أو  مداعبة الماء على سواحل سد الحسن الداخل.

وقد تزامن رمضان هذا العام مع ارتفاع درجة الحرارة المفرطة والعطلة المدرسية، ما دفع عدد من الأسر بالرشيدية الى تدبير أمورها والبحث عن ملجأ يقيها الحر والعطش خلال هذا الشهر الفضيل، حيث تكشف جولة بالمدينة نهارا، أن الحركة التجارية تراجعت، والمدينة تبدو فارغة من ساكنيها بأكثر من النصف، وما الإقبال الكبير على وسائل النقل العمومية نحو المدن الجبلية والساحلية لخير دليل على ذلك.

أحد سكان المنطقة علق على هذه الظاهرة بالقول أن الأمر عادي، حيث سبق في بداية الثمانينات حين تزامن رمضان مع الصيف، أن اختارت الأسر الميسورة قضاء رمضان و عطلة الصيف بالمدن الباردة أو بالقصور العتيقة المبنية بالطين والتبن ذات الجدران السميكة، التي يكون فيها الجو ألطف عن المدينة. كما أن هناك أسر تمتلك دورا ثانوية بمدن أخرى تلجأ إليها خلال الصيف، لكن مع اتساع طبقة التجار والموظفين بالمدينة بدأت الظاهرة تبدو أكثر، حيث يستغلون مناسبة رمضان والصيف والعطلة المدرسية للسفر.

مواطن آخر لم يشاطر هذا الرأي، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن ظاهرة بل حالات فقط، خاصة لمن  توفرت لهم الوسائل المادية.  أما أغلب الساكنة إن هي أرادت الهروب من جحيم الحر والقيظ، فإنها لا تملك لذلك سبيلا.

ويحاول عدد من ساكنة المنطقة، الذين لم تسعفهم الظروف في الهروب من الحرارة المفرطة والعطش اليومي خلال أيام الصوم الطويلة، أن يخففوا معنويا من هذه المعاناة أن لهم أجر مضاعف في رمضان مقابل تحملهم للمشقة الزائدة في هذه الأجواء الحارة.

عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية

مشاركة