الرئيسية مجتمع مغاربة يحصدون جوائز في حفل تكريم ابن بطوطة في البحرين

مغاربة يحصدون جوائز في حفل تكريم ابن بطوطة في البحرين

كتبه كتب في 4 مارس 2013 - 10:58

بالمنامة عاصمة دولة البحرين اختير يوم ميلاد الرحالة الشهير ابن بطوطة ليكون يوم إعلان رسمي على تتويج المنامة عاصمة للسياحة العربية، وتكريس يوم الخامس والعشرين من كل سنة يوم احتفال سنوي بيوم السياحة العربية. وقد كان لجمهور ومثقفي دولة البحرين وضيوفها من السفراء والوزراء والكتاب والنقاد والمترجمين موعد مع عرض مسرحي ـ غنائي باذخ في أربعين دقيقة، مثّل فيه دور الرحالة العالمي الشهير ابن بطوطة الفنان المصري المقتدر عبد الرحمن أبو زهرة. وقد جسّد العرض الفني الباهر بلوحاته ومشاهده وتقنياته لحظات من تطواف رحّالة العرب والعجم بين أقطار مصر والشام والخليج، ومنها البحرين بمعالمها العمرانية والفنية والإنسانية.

وقد كان صباح اليوم الموالي لحظة اعتراف وتتويج وُزِّعت خلالها جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دورتها الثامنة بحضور وزيرةُ الثقافة في دولة البحرين: السيدة مي بنت محمد آل خليفة، ورئيس المنظمة العربية للسياحة الشيخ بندر الفهيد، والشاعر قاسم حداد، والناقد المصري د. صلاح فضل، ونائب رئيس مجلس الوزراء بمصر سابقا د. يحيى الجمل، ونخبة من الأكاديميين والإعلاميين من الخليج والعالم العربي. وهي جائزة دأب (المركز العربي للأدب الجغرافي، ارتياد الآفاق، لندن ـ أبو ظبي)، منذ سنة 2003، على تقديمها ـ برعاية الشاعر الإماراتي محمد أَحمد السويدي وإشراف الشاعر السوري المغترب نوري الجراح ـ لباحثين ومحققين ومترجمين ومبدعين في حقل أدب الرحلة.

و في احتفالية أقيمت بمتحف البحرين الوطني، استلم منحوتة رأس ابن بطوطة ـ وهي من إبداع النحات العالمي الأرجنتيني الموْلد الفنان عاصم الباشا ـ كل من الصحفي المصري أَحمد هريدي عن رحلته التونسية: (تونس البهية.. رحلة في الناس والتاريخ والعمران)، والسوري فرج بيرقدار عن عمله: (الخروج من الكهف: يوميات السجن والحرية)، والسوري نعمان الحموي عن ترجمتِه لرحلة ألبرتو غْرانادو: (السفر مع تْشي غيفارا: صناعة ثائر)، والمقارن المغربي عبد النبي ذاكر عن ترجمته دراسةً متخصصةً في رحلات المغاربة والأندلسيين في القرون الوسطى، قالت عنها لجنة التحكيم: “هذا كتاب بحثي قيّم يشمل بالدرس نصوص الرحالة الذين ارتحلوا داخل حدود دار الإسلام أو خارجها، والذين أثبتت رحلاتهم كتب الهيسطوغرافيا وكتب التراجم أو كتاباتهم الخاصة. والباحث يتجاوز دراسة كل كاتب على حدة إلى الدراسة الشاملة للنصوص التي يسائلها حول النقاط الآتية: ما الذي احتفظ به المؤلفون من أسفارهم؟ ما هي مصادرهم؟ ما الصُّور التي يعكسونها عن العالم المشاهَد؟ ما هي الحوافز (من معتقدات دينية وقيم مادية وموروثات ثقافية ومعارف وميول) التي تسنِد مواقفهم؟

ولقد تقصّت الدراسة أجوبة هذه الأسئلة وغيرها مما أثارته النصوص؛ أما في ما يخص السؤال الأخير، فإنه عمل على تحصيله من خلال استدعاء مصادر خارج ـ نصية، ذلك أن سلوك الملاحِظ لا ينفصم عن انتماءاته: أصله الاجتماعي، وظيفته، ثقافته، مجتمعه.

بحث قيم أشرف عليه المستشرق الكبير أندريه ميكيل، والذي كانت لكتاباته ونصائحه النفيسة أثرها في إنجاز هذه الدراسة القيمة التي ترجمها إلى العربية د. عبد النبي ذاكر، استحقت بامتياز جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة ـ فرع الدراسات. وقد اختارته لجنة التحكيم من بين عدد مهم من الدراسات في أدب الرحلة لكونه يقدم معرفة جديدة مكثفة، تسهم في إثراء معارفنا بخصوص تجوال الناس وسريان الأفكار”.

كما نالت الجائزة نفسها الباحثة المغربية مليكة الزاهدي عن تحقيق رحلة السفير ابن عثمان المكناسي: (‏البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر).

وفي إطار التحقيق أيضا نال الجائزة الباحثان المصريان: محمد حرب وتسنيم حرب عن تحقيقهما لـ(رحلات عثمانيةً في الجزيرة العربية والهند وآسيا الوسطى ما بين القرنين السادس عشر والعشرين).

وبعد تقديم هذه الأعمال مساء اليوم نفسه، استمتع جمهور الحاضرين بمشاهدة حلقة من فيلم (على خطى ابن بطوطة) أخرجه الفنان البريطاني المقيم باليمن “تيم ماكنتوش سْميث”، وهو كاتب متيّم بابن بطوطة، له أعمال روائية من وحي رحلة شيخه، كما يحلو له أن يقول عن فتى مدينة البوغاز.

وبموازاة الأنشطة الثقافية والفنية المذكورة، تم افتتاح معرض “كتب الرحلة العربية في ألف عام”.

ولعل أهم التوصيات التي خرج بها المنتدون ـ علاوة على التنصيص على إقامة حفل تسليم جائزة ابن بطوطة كل عام بالتزامن مع استضافة كل بلد عربي لفعاليات العاصمة السياحة العربية ـ هي التطلع إلى إعادة تحقيق رحلة ابن بطوطة في مشروع علمي كبير، يكون في مستوى هذا الكنز المعرفي الشامخ، يُنجَز بعربية ميسّرة ودقيقة وعلمية، وتراعى في ذلك التخصصات والجغرافيات واللغات، علما بأن تحقيق البحّاثة المغربي د. عبد الهادي التازي له أهميته وجدِّيته التي لا تُنكَر.

عبد النبي ذاكر

 

مشاركة