بوطيب الفيلالي
أصدر الدكتور رشيد شحمي كتابا جديد، اختار له عنوان ” الجبل والتحركات القبلية في تاريخ المغرب مابين القرن 16م وبداية القرن 20م”،وهو الكتاب الذي يضم 149 صفحة، وقسم محتواه إلى أربعة فصول تتكون هي الأخرى من مباحث.
الكتاب إذن، تناول خلاله د.شحمي تاريخ الهجرات والتحركات والتنقلات القبلية بالمغرب، في علاقتها بالجبل الذي يؤكد المؤلف، مكانته المركزية في النسق المغربي؛ إذ صاغ هوية البلاد ووحدتها، كما ظل مصدر انبعاته الديموغرافي والثقافي والاقتصادي والسياسي.هذا الجبل الذي يضيف صاحب الكتاب، انتقلت عبره جل السلالات والدول الحاكمة، متنقلة من الجنوب إلى الشمال، وكذلك المجموعات البشرية التي استوطنت السهول الأطلنتية، بالإضافة إلى اعتباره منبعا لجل وديانه وأنهاره.
وانطلاقا من هاته الأهمية التي يحتلها الجبل، قارب الدكتور شحمي موضوع القبيلة والتنقلات واللفوف القبلية منذ القرن السادس عشر الميلاد، ومبرزا مختلف الأحداث التي شهدتها المجالات الأطلسية، والتي ساهمت فيها القبائل المتحركة سواء العربية منها أو الأمازيغية، ومبرزا آثارذلك خصوصا ما تعلق بالزحف المعقلي . معطيا لمحة تاريخية على مختلف الدراسات التاريخية، التي ناقشت الهجرات الهلالية والمعقلية.
دور المخزن في ضبط التحركات القبلية، كان واضحا ضمن اهتمات المؤلف، الذي خصص له حيزا في كتابه من خلال المبحث الثاني من الفصل الرابع، الذي خصه للتحركات القبلية وحصار الجبل، في حين اهتم الفصل الأول بالهجرة والقبيلة، أما الفصل الثاني فتناول موضوع الهجرة وجبال الأطلس، بينما رصد في الفصل الثالث موضوع التحركات القبلية والتسميات القبلية بالأطلس.
الكتاب إذن، حمل في طياته موضوع القبيلة التي مازالت تعيش داخل كل واحد منا، من خلال ما نحمله من قيم هوياتية تذكرنا دائما بالمجتمع القبلي، رغم موجة التمدن المرتبط بالانفتاح على الآخر التي انخرط فيها المجتمع المغربي.
وللإشارة فالدكتور رشيد شحمي باحث في التاريخ الاجتماعي والديني، وهو مدير لمجلة توبقال وكذا رئيس أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات اباجتماعية بمراكش، وله مجموعة من ابإصدارات التاريخية تعنى بالقبيلة والزوايا والهجرة، وله إسهامات منشورة حول المواضيع المذكورة.
